وفد (فيفا)وزوبعة مشجعين
حضر إلى الرياض وفد من الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) أو ما سمي بلجنة تقصي الحقائق حول الخلاف الدائر بين الاتحاد السعودي لكرة القدم والجمعية العامة.. الوفد غادر الرياض بانطباع مفاده سلامة كل الإجراءات التي شرع فيها اتحاد القدم.
إذاً ما هو التفسير القريب للمنطق لهذه الزوبعة التي أثارها بعض أعضاء الجمعية العامة ضد رئيس الاتحاد أحمد عيد؟ هل هي موجهة لشخصه أم هي هدفها نسف الاتحاد بكامله وإظهاره بمظهر المخالف للأنظمة والعاجز عن إدارة شؤونه؟
والأرجح إنها زوبعة مشجعين بلغوا مقاعد الجمعيه العامة مستفيدين من سوء وقصور آليات الانتخاب بدءا من الأندية التي رشحت في الغالب مشجعين قريبين بولاءاتهم لرئيس النادي على حساب الكفاءة والنتيجة ارتفاع صوت المشجعين أكثر من صوت المهنيين.
وفد (فيفا) وما سبقه من زوبعة مشجعين قدموا أنفسهم للرأي العام الرياضي على أنهم مصلحون وهدفهم مصلحة الكرة، وقد بان على ما يبدو أنهم دون ذلك.. وهناك من تهرب من لقاء وفد (فيفا) بحجة مضحكة على الرغم أن الوسط الرياضي كله في الغالب يعلم بهذه الزيارة المبرمجة.
ويبدو أن من أثار الضجة وأكالوا لاتحاد عيد كل التهم عبر الإعلام وتواروا عن الأنظار يوم الجلوس على طاولة النقاش مع وفد (فيفا) ما هم إلا أدوات في يد الغير هدفها إسقاط اتحاد كرة القدم على أمل أن الاتحاد القادم سيكون في (الدبره).
ومن الواضح أيضا أن هناك عقولا لم تستوعب بعد الديمقراطية ونتائج صندوق الاقتراع الذي أوصل عيد إلى كرسي رئاسة الاتحاد وتعاملت مع سقوطها بالاقتراع على أنه إهانة لها ومن وقف معها، ومن هنا بدأت عملية زرع الأشواك أمام اتحاد منتخب بالكامل في أول خطواته الديمقراطية.
وكنت قد كتبت مقالا قبل أسابيع ذكرت فيه أن المراقب من بعد يلمس أن الفوضى المحتدمة بين مجلس إدارة الاتحاد السعودي لكرة القدم والجمعية العامة تجاوزت الشكليات حول الإجراءات بلوغا إلى التناحر واستعراض العضلات.
وذكرت استنادا إلى ما رشح من أخبار في الإعلام أن غياب التناغم بين أعضائه سيؤدي في النهاية المطاف إلى شلل شامل وصولا إلى مرحلة خيارها الوحيد التصويت على حل الاتحاد أو عاصفة استقالات تسقطه نظاما وتكليف لجنة مؤقتة لتصريف الأعمال ريثما ينتخب اتحاد جديد.
الآن وبعد رضاء وفد (فيفا) عن عمل أحمدعيد بات (أبورضا) وفريقه في مجلس إدارة الاتحاد أقوى من ذي قبل مقابل تضاؤل جماعة (زوبعة المشجعين) من أعضاء الجمعية العامة، مما يعني أن فرص استمرار عمر الاتحاد قد يبلغ نهاية فترته.
وليس أمام من راهنوا على الدفع نحو إسقاط اتحاد عيد غير خيارات محدودة جدا إما الانضمام إلى فريق العمل العامل بالتفعيل الإيجابي لمصلحة الكرة السعودية أو تقديم استقالاتهم ليريحوا ويرتاحوا.
يبقى القول إن مجلس إدارة الاتحاد السعودي لكرة القدم لم يبلغ خلال السنتين الماضيتين من عمله حدود رضاء الوسط الرياضي، ولعل ما مضى من سنتين أكسبتاه خبرة تعينه على خدمة السنتين المتبقيتن من فترته، فلربما يصحح الأخطاء ويفعل أعماله ويفهم معنى سيادته لقراراته ويعززما أنجز وإن كان قليلا.
(المصدر: الرياضية 2015-03-19)
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews