ماذا حدث بالضبط في قضية فكير؟
لا تزال قضية اختيار اللاعب نبيل فكير الدفاع عن ألوان المنتخب الفرنسي تثير ضجة لم يسبق لها مثيل، وأغلب الظن أنها ستعود إلى الواجهة يوما ما لأن اللاعب لم يستدع بعد رسميا للمشاركة مع المنتخب الفرنسي نهاية الشهر، وقد يتراجع عن قراره قبل يورو 2016 مثلما فعل الجمعة الماضي عندما تواصل مع مدرب المنتخب الجزائري معلنا قراره باختيار اللعب للجزائر ليتراجع ساعات بعد ذلك بسبب ضغوطات رهيبة عاشها في ظرف وجيز من أطراف فرنسية ستهمشه لا محالة.
وإذا كان تراجع اللاعب قد حدث بعد ضغوطات كبيرة في فرنسا فإن اتصاله الأول بمدرب المنتخب الجزائري الجمعة الماضي لم يكن تحت أي تأثير مباشر، بل جاء كوسيلة ضغط من طرفه على الفرنسيين، وكرد فعل على تصريحات مدرب المنتخب الفرنسي الذي لم يبد رغبته في استدعاء فكير للتربص المقبل مما أثار حفيظة اللاعب الذي كان قبل أيام يقول لمقربيه بأنه سيستجيب لدعوة الجزائر إذا لم يستدعه ديدي ديشان.
بعدما انتشر خبر موافقة فكير على الانضمام للخضر اتصل به برنار لاكومب مستشار رئيس نادي ليون ليستفسر عن حقيقة الأمر، ويتأكد فعلا بأن اللاعب تواصل مع كريستيان غوركوف مما جعله يتصل برئيس نادي ليون ليخبره بصحة الخبر الذي أعلنته وسائل الإعلام ليتواصل بعدها مباشرة جون ميشال أولاس مع اللاعب ومع والده ويطلب منه التراجع عن قراره ويعده بأنه سيكون ضمن قائمة الديكة في التربص المقبل وبأن ديشان ورئيس الاتحادية الفرنسية سيتصلان به لاحقا لتأكيد استدعائه.
إلى غاية الساعة الثالثة ظهرا لم يكن فكير ضمن القائمة الموسعة التي اختارها ديشان للتربص المقبل ولكن بعدما علم الفرنسيون بأن اسم اللاعب أدرج في القائمة الموسعة للخضر اتصل رئيس الاتحادية الفرنسية نوال لوغريت باللاعب بإيعاز من رئيس نادي ليون ليؤكد له بأن ديدي ديشان اختاره ضمن القائمة الموسعة للمنتخب الفرنسي الذي سيواجه البرازيل نهاية مارس وبأن مدرب المنتخب الفرنسي أكد له ذلك وأرسل الاستدعاء إلى ناديه ليون.
نبيل فكير لم يقتنع حتى تواصل معه مدرب المنتخب الفرنسي ليؤكد له إدراجه ضمن القائمة ثم جاء بعده اتصال المناجير جون بيار برناس الذي اقترح عليه التكفل بشؤونه ومساعدته على الانضمام إلى أحد أكبر النوادي الأوروبية بشرط أن يلعب لفرنسا لأن ذلك سيساعده في مفاوضاته كلاعب دولي فرنسي أكثر من كونه لاعبا دوليا جزائريا، وهنا اقتنع فكير وقرر تغيير رأيه واتصل مجددا برئيس ناديه ليخبره بقراره الجديد لكن جون ميشال أولاس طلب منه إعادة الاتصال بمدرب المنتخب الجزائري ليخبره بأنه قرر تأجيل اتخاذ القرار إلى موعد لاحق.
كل شيء حدث بهذه السرعة في ظرف أقل من ثلاث ساعات من الزمن تمكن فيها فكير من مساومة الفرنسيين والضغط عليهم بعدما عجز والده عن الضغط على الاتحاد الجزائري ومساومته للحصول على مكاسب مادية من وراء انضمام ابنه إلى الخضر، لتنتهي حلقة أولى من مسلسل سيطول دون شك، وسيعرف سيناريوهات جديدة عندما يجد اللاعب فكير نفسه خارج قائمة ديدي ديشان، وعندما يتأكد بأنه سيبقى في نظر الفرنسيين فرنسيا ذا أصول جزائرية بينما يبقى بالنسبة إلينا لاعبا واعدا نحترم اختياره ولكن كان عليه أن يحترم مشاعر الجزائريين قبل أن يتواصل مع مدرب المنتخب الجزائري.
(المصدر: الشروق الرياضي 2015-03-15)
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews