خطاب نتنياهو قد يساعد في إعادة انتخابه لكنه يعقد العلاقات مع أمريكا
إن مجموعة مكونة من 180 من الجنرالات المتقاعدين وكبار مسئولى الأمن السابقين فى إسرائيل، حذروا من أن خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمام الكونغرس حول البرنامج النووى لإيران سيضر أكثر مما ينفع.
وقالوا إنه لن يضر فقط بالعلاقة الخاصة لإسرائيل مع الولايات المتحدة، بل سيقوض أيضا الروابط العسكرية والاستخباراتية بينهما.
وأشاروا إلى أن الخطاب، سيجعل إيران أقرب إلى الحصول على القنبلة النووية بدلا من إبطاء مشروعها النووى.
وقال عمنون رييف، القيادى العسكرى الإسرائيلى السابق إنه عندما يجادل رئيس الحكومة بأن خطابه سيمنع إيران من الحصول على الأسلحة النووية، فإنه يضلل إسرائيل ويقوى من شوكة إيران.
وريشيف هو مؤسس منظمة مكونة من مائتين من كبار الضباط الاحتياط والمتقاعدين بالجيش الإسرائيلى والموساد وجهاز الأمن الداخلى "الشيت بيت" والشرطة. وتم إنشاء هذه المنظمة التى تزعم أنها غير مسيسة، العام الماضى من أجل دفع نتنياهو نحو اتفاق سلام إقليمى بهدف لإنهاء الصراع مع الفلسطينيين.
إن عدد المعارضين لخطاب نتنياهو من داخل مؤسستى الدفاع والاستخبارات الإسرائيلية غير محدد. وقال أعضاء المنظمة الذين تحدثوا الأحد، إنهم يشاركون نتنياهو مخاوفه من المشروع النووى الإيرانى والاتفاقية المرتقبة لتجميد ومراقبة برنامج طهران النووى، إلا أنهم يقولون إن نتنياهو يرتكب خطأ بمواجهة رئيس أمريكى أمام الكونجرس.
من ناحية أخرى، قال الكاتب الأمريكى جاكسون ديل إن الخطاب الذى سيلقيه نتنياهو قد يساعد فى إعادة انتخابه رئيسا للحكومة لفترة أخرى، لكنه سيعقد العلاقات مع الولايات المتحدة.
وأشار الكاتب إلى أن الخطاب يشير إلى تقدير بأن شيئا جذريا قد تغير فى السياسات الإسرائيلية وفى العلاقات الأمريكية الإسرائيلية فى الخمسة عشر عاما الماضية. يفترض رهان نتنياهو أن سياسات أوباما فى الشرق الأوسط قد نفرت الإسرائيليين بشدة، ومن ثم فإن نتنياهو سيكافئ ولن يعاقب فى انتخابات 17 مارس لهجومه على البيت الأبيض. لكن يبدو أن الرهان محفوف بالمخاطر، كما يقول ديل. فوفقا لبحث أجراه جوناثان رينهولد فى جامعة بار إيلان الإسرائيلية، فإن 90% من الإسرائيليين يرون أن العلاقلات الوثيقة مع الولايات المتحدة حيوية لأمن إسرائيل. وقال أغلبية أنه لا ينبغى أن تقوم إسرائيل بعمل عسكرى ضد إيران دون دعم أمريكا، فيما انتقد 54% فى استطلاع أجرى مؤخرا قرار نتنياهو الحديث أمام الكونجرس. لكن الإسرائيليون بالتأكيد يعارضون سياسات أوباما، حيث قال أغلبية أنه مخطئ بشأن إيران وبشأن الصراع مع الفلسطينيين.
كما أن شعبية الرئيس الأمريكى فى الدولة العبرية لم تصل أبدا إلى شعبية كلينتون أو جورج بوش. إلا أن إدارة أوباما لم تغير المواقف الرئيسية، فكان الجيش الإسرائيلى الوحيد الذى تفوق على الولايات المتحدة فى الأهمية عندما سئل الإسرائيليون عما يضمن سلامتهم.
ومن جانبه، يفهم نتنياهو السياسات الإسرائيلية بشكل أفضل، فالفوز فى الانتخابات يعتمد ليس على فوز الحزب بأغلبية الأصوات، ولكن على الانتخاب فى المقام الأول فى مجال مزدحم ثم تشكيل ائتلاف.
وتظهر الاستطلاعات تنافسا شديدا بين حزب نتنياهو الليكود ومنافسه حزب العمل، لكن من المحتمل أن يحصل الاثنان معا على أقل من 50 مقعدا من مقاعد الكنيست الـ 120، أو أن يكون قادرا على تشكيل ائتلاف من الأحزاب والكتل التسعة الأخرى التى من المتوقع أن تفوز بمقاعد الأخرى. لذلك فإن المهم هو من يفوز بعدد أكبر من المقاعد ويكون له الفرصة الأكبر لعقد الصفقات.
(المصدر: واشنطن بوست 2015-03-02)
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews