عندما يكون الأسد جزءاً من الحل في سوريا
بثت قناة الجزيرة السبت شريط فيديو يظهر مجموعة من الأطفال السوريين في بلدة محاصرة يتجمعون حول وعاء ضخم التصقت على حوافه من الداخل بقايا طعام ، ويحمل كل واحد من الأطفال أوعية مختلفة منها البلاستيكي والمعدني وغيره ، ويتزاحمون على الكتل الملتصقة في قاع وجدران الوعاء الكبير ، بينما راح أحد الصبية يسابق الآخرين في التهام ما وصلت إليه كفه بعد استخدامه أصابعه كأداة " قحف " و" التقاط " .
إنه الحصار ، والجوع ، تلك الفكرة الإيرانية التي نفذها الأسد بحذافيرها ، ولقد نجحت في عدة أماكن ، ويحاول النظام الآن تطبيقها على حلب إن استطاع .
وإذا كان الفيديو يوجز كل ما يمكن أن يقال في هذا المجال ، فإنه أيضا - يذكر بالقطط والحمير التي أفتى المفتون بأكل لحومها ، بعد أن أصبح " الموت جوعا " حدثا عابرا في نشرات أخبار عابرة .
وصلت البجاحة بممثل الأسد في الأمم المتحدة أن يعتبر الحصار والبراميل المتفجرة جزءا من المعركة " المقدسة " ضد الإرهاب .
تصوروا : ممثل الأسد يتحدث عن محاربة الإرهاب !.
لقد خطت التغريبة السورية " سِفرها " بعظام أطفالها ونسائها وشيوخها وشبابها ، وشاهد جزءا من صورها العالم بأسره ، فأصم أذنيه عن استغاثاتها واستغشى ثيابه عن رؤيتها وانتهى به الأمر : أن يكون الأسد جزءا من الحل .
هذه هي المعزوفة التي يسمعها السوريون الآن ، في غمرة الصخب العالمي وراء داعش وجرائمها في العراق وسوريا .
بعد مئات آلاف الضحايا ومثلهم من الجرحى والمفقودين والمختفين وملايين المشردين وتدمير البلد ، بات الأسد جزءا من الحل .
هكذا بكل وقاحة !.
د. فطين البداد
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews