يا ترى..هل يتحول مورينيو إلى الرجل الأخضر يوماً ما..؟

عالم رائع مليء بالحب والطيبة والكرم والشهامة والصدق عشت فيه لسنوات وأنا أستمتع بسكانه وبطبيعته الخلابة من الأنهار والجبال والزهور وأجواء الربيع الدائمة, لكنه وفي غضون ساعتين قررت فيهما أخذ قيلولة تحول إلى صحراء مميتة وقاحلة مليئة بالعقارب والأفاعي وشجر الصبار وتحول سكانه إلى مصاصو دماء واكلي لحوم البشر, فهل تصدق هذه القصة حتى وإن قلت أنها حقيقية..؟

قصة من الخيال لا يمكن تصديقها إلا لمن كان يرى هذا العالم الرائع والطبيعة الخلابة صحراء قاحلة ومميتة منذ البداية فقط من منطلق العناد وعدم الاعتراف بالحقيقة.

هذه القصة مشابهة تماماً بقصة البرتغالي جوزيه مورينيو مدرب فريق ريال مدريد والذي تحول في غضون ساعتين فقط من أسطورة إلى أحمق وفاشل, إلى مدرب لا يرقَ أن يكون في فريق بمكانة الملكي.. فهل يعقل..؟

لماذا كل هذا التحامل على مورينيو وكأنه المذنب الأول والأخير والوحيد في الخسارة أمام دورتموند في دوري الأبطال, نعم مورينيو من لحم ودم لأنه وإن نسينا بشر ويخطئ كما يخطئ أذكى العباقرة في إحدى اللحظات.

قد يكون مورينيو قد أخطأ في التحضير النفسير للاعبين, وربما بأنه ركز على الجانب الدفاعي أمام دورتموند أكثر من الهجومي لكنها ليست بتلك الأخطاء التي تستحق كل تلك العبارات المستهجنة له.

فمورينيو لم يتوقع أن ايسيان الذي حضره طيلة الموسم على أن يشغل مركز الظهير الأيمن وبعد تحسنه الكبير بأن يصاب, ولا يتحمل مسؤولية حماقة اربيلوا أمام غلطة سراي, ولا يتحكم بالأقدار لكي يوقف إصابة مارسيلو.

الحلول نفذت لدى مورينيو فحتى حل أن يلعب كوينتراو على الجبهة اليمنى ومارسيلو على اليسرى حرم منه بسبب إصابة الأخير, فما كان منه إلا وأن زج ببيبي في قلب الدفاع.

ولنكن واقعيين من منا كان يتوقع هذا الأداء المتواضع جداً جداً جداً من بيبي, فهو يتحمل مسؤولية الهدف الأول, وهو من كسر مصيدة التسلل في الهدف الثاني وهو من راوغه ليفاندوفيسكي داخل منطقة الجزاء في الهدف الثالث وكأنه مدافع درجة ثالثة أو حتى رابعة.

ماذا لو كان راموس في قلب الدفاع, أكان الحال هو الحال..؟ هل كان سيتحول ليفاندوفيسكي من لاعب غير مرغوب به في الموسم المقبل في دورتموند إلى أسطورة دورتموند..؟ والأهم هو أن مورينيو كان بكل تأكيد سيتحول من أسطورة إلى أسطورة الأساطير.

ولو قمنا بإعادة المباراة هل كانت تسديدة ريوس الضعيفة ستذهب وكأنها تمريرة مارادونية زيدانية لليفاندوفيسكي..؟ وهل كانت تسديدة شميلزر الحمقاء ستتخطى مودريتش وتذهب إلى ليفاندوفيسكي..؟

مورينيو لن يتحول من مدرب محنك إلى أي شيء آخر في غضون ساعتين أو حتى في غضون سنتين أو عقدين, فنحن لسنا في فيلم المتحلون.

( المصدر : الامارات سبورت )