طرق تساعدك على تخطي الانطباعات الأولى عن الآخرين

جي بي سي نيوز :- قول خبير التنمية الذاتية، روبرت ألين، صاحب مدونة "كيك ستاريت يور دريم لايف" الشهيرة: "هل نستطيع أن نحكم على الأشخاص من المرة الأولى، بمجرد رؤيتهم أو تبادل كلمات قليلة؟، غالبًا ما نفعل ذلك، ونحكم على الكتاب من غلافه".

ويضيف ألين: "هناك مهارات مثبتة من تجربتي الطويلة، ولكن غير متوقعة، تجعلك تنجح في تخطي الانطباعات الأولى السريعة للآخرين".

ونفكر طويلًا غالبًا حين نلتقي بأشخاص جدد، بما نرتديه، وما يجب قوله، وكيفية المصافحة وغيرها من الإيماءات المناسبة، لنجعل الطرف الآخر يكون الفكرة التي نأمل في تشكيلها بالنسبة لانطباعه عنا.

ولكن يؤكد ألين أن الأهم التفكير في الأسئلة التالية:

- هل تعرف حقًا كيف تبرز في ذهن الآخر؟

- هل تعرف كيفية الاستفادة من التصور والسياق؟

- هل تعرف كيف تكون الشخص الذي تريد أن تبدو عليه في أي وضع قدر لك أن تقع فيه؟

وينصح ألين قراءه بالإجابة على هذه الأسئلة بصراحة ودقة لمساعدتهم في وضع العناصر الثلاثة التالية، باعتبارها "حيلًا اجتماعية" أساسية ستحقق الانطباع المرجو.

1 – تأثير "الهالة"
بحسب الخبراء، فإن الناس حين تلتقي بشخص تراه لطيفًا، تميل للاعتقاد فورًا بأن هذا الشخص يملك صفات إيجابية أخرى كثيرة، كالذكاء والطيبة والكرم وغيرها، هذا يسمى تأثير "الهالة".

ويقول ألين: "عادة ما يتجه العقل للتمادي في تقدير الجانب الحسن الذي يتعرف له، فمثلًا حين تتعامل مع شخص لطيف، يقول عقلك، إنه لطيف، ولذا هو ذكي وخير ومحب....".

وهذه النقطة مهمة لتحقيق الانطباع الجيد حين ترغب بذلك، لذا كن لطيفًا واترك تأثير "الهالة" يعمل لصالحك.

ركز على الطاقة الإيجابية، ولا تضغط نفسك وتبالغ، اجعل اللطف ينساب بتلقائية.

2 – قوة الإدراك والسياق
في تجربة أجرتها صحيفة واشنطن بوست، مع خيرة الموسيقيين الكلاسيكيين، ممن يعزف على كمان سعره نحو 3.5 ملايين دولار، ما جعله يرتدي ملابس بسيطة كجينز وقبعة بايسبول وتيشيرت، ووضعه في ساعة الذروة بجانب حاوية قمامة في الشارع، وكانت النتيجة أنه لم يتعرف عليه أحد، وعامله الناس كعازف شوارع، يلقون له بأقل فكة في جيوبهم، إن فعلوا، وفي استطلاع آرائهم فيما بعد، أكدوا أنهم شعروا بموسيقاه عادية وأقل من عادية.

ولم يجن هذا العازف أكثر من 32 دولارًا طوال اليوم، ويقول ألين: "الصفقة في الحياة تعتمد على الوقت والمكان والكيفية".

لكن هذا العازف في وضعه الممتاز، يرتدي أفخر الثياب ويعزف لجمهور خاص، في قاعات كبرى، وهنا الفرق.

ويضيف ألين: "لا تقلق كثيرًا على أن الناس ستحكم عليك طبقًا لأفكارك وتصرفاتك وجودة عملك، ففي الواقع، غالبًا، ليس هذا هو المقياس".
"في عالم الواقع، الطريقة التي تقدم بها نفسك، تحدد كيف يراك الآخرون".

3 – عش الشخصية
في واحدة من أشهر التجارب التي اعتبرت لا أخلاقية، ولكن المفاجئة، والمثيرة للجدل، تجربة قام بها الباحثون في جامعة ستانفورد، بحيث خلقوا بيئة محاكاة للسجن، مع متطوعين.

ومثلا، طلب من بعض المتطوعين أن يتصرفوا كحراس سجن، بينما طلب من الآخرين التصرف كسجناء، وكانت النتيجة غير متوقعة البتة.

تمادى السجانون في أدوارهم وعاشوا فكرة السلطة على السجناء لدرجة ضربهم، وبالمقابل، تقبل السجناء الإساءة وتصرفوا بخنوع، ثم تمرد.

وتشير التجربة إلى أن العقل يستطيع إقناع نفسه بأي وصع كان، وأننا نستطيع تغيير مكاننا في المجتمع إن أردنا ذلك.

ويقول ألين: "شجع عقلك على عيش الشخصية التي يريد أن يبرزها في عيون الآخرين، ولا يعني ذلك تغيير ذاتك، بل العكس، عليك دفع صفاتك الجيدة للأمام وعيشها بحذافيرها".