قلق مصر من الوضع في ليبيا مفهوم لكن المفاوضات السلمية هي الحل

إنه من المفهوم قلق مصر إزاء تهديد المتطرفين، فهناك مئات الآلاف من المصريين الذين يعيشون ويعملون فى ليبيا، وهم معرضون للعنف المتزايد فى البلاد، كما أن الحكومة المصرية التى لها الحق فى حماية مواطنيها بموجب ميثاق الأمم المتحدة تشعر بقلق أيضا من وجود صلة بين المسلحين فى سيناء وهؤلاء فى ليبيا.

أن الضربات الجوية توسعا كبيرا فى تدخل مصر العسكرى المباشر فى ليبيا، إنه لا يوجد دليل على أن مصر نسقت مع دول أخرى منها الولايات المتحدة، ورغم أن مصر حليف هام لأمريكا وتستقبل مساعداتها منذ عقود، إلا أن متحدثا باسم البنتاجون قال إنه لم يكن هناك تحذير مقدم بالضربات الجوية فى ليبيا.

أن التأثير المحتمل لمقترحات مصر حول دعوتها لمجلس الأمم لتشكيل تحالف دولى للتدخل فى ليبيا وفرض حظر بحرى ورفع حظر السلاح المفروض على ليبيا سيكون مزيدا من إشعال الحرب بين الفصائل غير المؤيدة لتنظيم الدولة، وتقويض جهود السلام الهشة التى تقوم بها الأمم المتحدة لتشكيل جبهة ليبية موحدة ضد التنظيم.

أن مصر لا تستطيع تحمل التورط فى حرب بليبيا، فهناك تحديات هائلة فى الداخل منها إحياء الاقتصاد المتهالك ومحاربة الإرهاب المحلى، ويمكن أن تجر الولايات المتحدة إلى تلك المعركة لو قامت مصر بخيارات خاطئة وتفاقم الوضع المتفجر بالفعل.

إنه ينبغى على السيسى وقادة المنطقة العمل معا، من أجل تعزيز مبادرة التفاوض الخاصة بالأمم المتحدة، والتى تهدف إلى التصدى لتنظيم الدولة ولمشكلات أخرى.

أن الحل التفاوضى هو الفرصة الأخيرة لإرساء الاستقرار فى ليبيا ومنع تنظيم الدولة من توسيع وجوده فى البلاد.

(المصدر: نيويورك تايمز 2015-02-20)