أزمة أمريكية إسرائيلية بسبب إعلان إسرائيل استخدام الأسد أسلحة كيماوية
جي بي سي - : وقعت القيادة السياسية الإسرائيلية في حرج جراء ما بدا أنه تناقض بين الموقفين العسكري الإسرائيلي وموقف الإدارة الأميركية في كل ما يتعلق باستخدام الأسلحة الكيميائية في سورية، بعد أن قال رئيس قسم الأبحاث في شعبة الاستخبارات العسكرية : أنه حدث استخدام للأسلحة الكيميائية في سورية، مما اضطر البيت الأبيض لنفي ذلك والقول: إنه لا يوجد لدى الجيش الإسرائيلي أية أدلة على ذلك.
ويقول مراسل موقع جي بي سي في القدس المحتلة : يبدو أن رغبة رئيس قسم الأبحاث في شعبة الاستخبارات العسكرية بالقول : إن الخطوط الحمراء التي رسمها الرئيس الأميركي ورئيس الحكومة نتنياهو قد انتهكت هي التي أدت إلى حدوث أزمة دبلوماسية بين الدولتين، والخط الأحمر الأول الذي انتهك هو الخط الذي رسمه أوباما حينما قال قبل شهر أمام نتنياهو : لا علم لنا بالتأكيد باستخدام أسلحة كيميائية في سورية. بيد أن رئيس قسم الأبحاث العميد إيتاي برون قال الثلاثاء : "عمليات القتل، ودلائل أخرى تشير -حسب رؤيتنا- إلى استخدام أسلحة كيميائية في سورية". وليس من الواضح ما هي الأسباب التي حدت بالجيش الإسرائيلي لإطلاق تصريحات علنية حول استخدام أسلحة كيميائية في سورية، ومن ثم معارضة الخط الرسمي للإدارة الأميركية. وقد اضطر الناطق باسم الرئيس أوباما لنفي هذا النبأ، وكذلك وزير الخارجية الأميركي كيري، الذي قال للصحفيين: حتى نتنياهو لا يؤكد التصريح الذي أدلى به الجيش الإسرائيلي.
أما الخط الأحمر الثاني فيتعلق بنتنياهو والذي وضع خطا أحمر في أيلول الماضي لا يجب على إيران أن تتجاوزه، بيد أن رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية السابق اللواء عاموس يادلين قال : أن إيران حقا ستصل إلى نقطة الحسم في حزيران القادم في أعقاب الانتخابات الإيرانية، لكن على أرض الواقع العملي، وإزاء تكثيف عملية تخصيب اليورانيوم قد اجتازوا الخط الأحمر الذي حدده نتنياهو. حقا أن إيران تمتنع حتى الآن عن اجتياز الخط الأحمر الذي حدده نتنياهو بيد أن مجرد ترسيم ذلك الخط كان خطأ جسيما : " لقد كان ترسيم الخط الإسرائيلي مثيرا للمشاكل، فإذا كنا نتطرق فقط لليورانيوم المخصب بنسبة 20% فإننا نكون بذلك قد سمحنا للإيرانيين بتوسيع وتعميق برنامجهم النووي بنسبة 5%،هذا في حين أن النسبة بين 5% و 20% ليست كبيرة، ومن ثم فإننا نسمح للمجتمع الدولة بالتوصل إلى اتفاقية سيئة مع الإيرانيين".
وقد اتضح الثلاثاء بصورة لا تقبل الجدل أنه ورغم التنسيق والتعاون بين الأميركيين وإسرائيل فإن الخلافات بشأن سورية وإيران لا زالت كما كانت عليه.
وكان رئيس قسم الأبحاث العميد إيتاي بارون قال : "لقد لاحظنا في الآونة الأخيرة مرات عديدة استخدام الجيش السوري للأسلحة الكيميائية من نوع سارين ". ولم يقل بارون فيما إذا كانت الأسلحة قد وجهت ضد المدنيين أو الثوار ، لكنه أشار إلى صور بدا فيها أطفال أصيبوا بأضرار جراء الأسلحة الكيميائية، وقد تسببت هذه التصريحات بإحراج الأميركيين، حيث كان الرئيس أوباما قد أعلن أنه إذا اتضح لبلاده أن السوريين استخدموا الأسلحة النووية فسوف تتدخل عسكريا في الحرب الدائرة في سورية.
وينقل مراسل موقع جي بي سي عن مصدر دبلوماسي غربي في واشنطن قوله : إن الأميركيين شعروا بالإحراج جراء التصريحات، مما حدا بوزير الخارجية جون كيري للاتصال برئيس الحكومة نتنياهو لاستيضاح الأمر، وقال: " لقد تحدثت مع نتنياهو صباح اليوم، ويمكنني القول: إنه لم يكن قادرا على تأكيد تلك التصريحات".
أضاف الدبلوماسي قائلا : إسرائيل لا تملك معلومات مؤكدة حول ذلك، لذا فهي تميل للأخذ بالتقديرات البريطانية القائلة أن الأسد استخدم أسلحة كيميائية، لكن الإدارة الأميركية ليست مقتنعة بذلك، خصوصا وأن اقتناعها يعني ضرورة التدخل عسكريا في سورية. ( المصدر : جي بي سي - واشنطن والقدس المحتلة ) .
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews