ثلاث فتيات محور أفلام اليوم الثاني لمهرجان برلين السينمائي
جي بي سي نيوز:- ضمن فعاليات اليوم الثاني من أيام مهرجان برلين السينمائي، عرضت بالمسابقة الرسمية، ثلاثة أفلام، حيث عرض اليوم فيلم "بركان إكسكانول"، من إخراج الجواتيمالي جيرو بوستامانتي، وفيلم "مذكرات خادمة" من إخراج الفرنسي بينوا جاكو، وفيلم "فيكتوريا" من إخراج الألماني سيباستيان شيبر.
"بركان إكسكانول"
في قرية شديدة الفقر وجد نائية في غرب جواتيمالا، تقع على سفح أحد الجبال البركانية، تدور أحداث فيلم "بركان إكسكانول"، للمخرج الجواتيمالي جيرو بوستامانتي، وهو أيضًا كاتب السيناريو، وذلك على امتداد ساعة ونصف الساعة، والفيلم هو السادس في تاريخ المخرج بوستامانتي، الذي يبلغ من العمر ثمانية وثلاثين عاماً.
وتتمحور أحداث فيلم "بركان إكسكانول" حول حياة الفتاة ماريا (ماريا مارسيدس كوروي)، تلك الفتاة التي تبلغ من العمر سبعة عشر عاماً، وتنتقل من طور المراهقة إلى البلوغ، وهي الابنة الوحيدة لمانويل وماريا اللذين يعانيان شظف العيش ويكدحان في عملهما المرهق بمزارع البن مع ابنتهما.
بعد افتتاحية الفيلم، تصلي الأم من أجل زواج مريح لابنتهما بأسرع وقت ممكن، وبالفعل يرتبان لزواج ابنتهما من رئيسهما في العمل، الشاب إيجناسيو، وذلك بعد موافقة ماريا، التي تعاني بالأساس من حب طفولي أو تعلق بأحد الشباب من سنها العاملين بمزارع البن، والذي يخطط للهرب عبر الحدود إلى المكسيك وأمريكا، ويخدعها بأنه سيصطحبها معه في رحلته تلك.
مع وقوع ماريا ضحية لذلك الشاب العابث وحملها منه، تتأزم الأمور، ويكاد والديها يطردان من القرية ويفقدان عملهما بعد علم إيجناسيو. كما تكاد مارايا تفقد حياتها مع الكثير من الملابسات والتطورات المتعلقة بحمل الفتاة وولادة الطفل ثم فقدانه.
والفيلم ليس بالمرة على مستوى العرض بالمسابقة الرسمية لمهرجان كبير كبرلين، فليس ثمة تجديد أو إبهار على أي مستوى من المستويات، بداية من القصة وانتهاء بالتقنيات الإخراجية، فقط كونه قادماً من منطقة نائية غريبة على المجتمعات الأوروبية، الأمر، بالطبع، مرده للمهرجان، الذي يرغب في النهاية في عرض أفلام تناسب أذواق الجميع، بصرف النظر عن أي اعتبارات أخرى.
"مذكرات خادمة"
استناداً إلى رواية الأديب "جوستاف ميربو" الصادرة بعنوان "مذكرات خادمة" عام 1900، اشترك المخرج الفرنسي بينوا جاكو مع كاتبة السيناريو هيلين تسيمر في كتابة سيناريو فيلمه الجيد، وهو الفيلم الثالث والأربعين في رصيد مسيرة بينوا جاكو الإخراجية الممتدة لأكثر من أربعين عاماً.
وبالرغم من أن الفيلم مأخوذ عن رواية كلاسيكية شهيرة، وأيضاً تم تقديمه في السينما مرتين من قبل، وذلك في نسخة المخرج الإسباني القدير لويس بونويل، وكذلك المبدع الفرنسي المخضرم جان رينوار، تحت نفس العنوان، إلا إن بينوا جاكو، عاد مرة ثالثة ليقدم نفس العمل للسينما مع إخلاص مطلق للنص الأصلي، ومن بطولة الممثلة المتميزة "ليا سيدو" في دور سيليستين.
منذ افتتاحية الفيلم يصحبنا المخرج مباشرة إلى حيث حياة سيليستين العملية كخادمة في بيوت الطبقات الراقية في فرنسا مطلع القرن الماضي، حيث تدور أحداث الفيلم، الكلاسيكي الطابع على نحو صرف. يرصد الفيلم تنقل البطلة سيليستين بين العديد من البيوت وأربابها بشخصياتهم المختلفة، الواقعة بين الشهوانية والبخل وغرابة الأطوار والقسوة واللين وحتى العنصرية البغيضة.
وبالرغم من تلك الحياة الشاقة التي تعيشها تلك الفتاة الشابة الجميلة المفعمة بالحيوية والنشاط، وأيضًا الاعتداد بالنفس، إلا إنها تخضع وتتحمل طوال الفيلم مصاعب تلك الحياة وتأبى التمرد عليها، خاصة وقد سنحت لها أكثر من فرصة لتغيير مجرى حياتها، لكنها في النهاية، تدير دفة حياتها صوب جهة لم تكن تحلم بها يوماً، قد تقودها لمصير مجهول، وتعيش حياة تبعية وخضوع، لكن من نوع آخر.
"فيكتوريا"
في فيلمه الجديد الرابع على امتداد مسيرته الإخراجية، وعبر سيناريو رائع من تأليفه، جاء فيلم "فيكتوريا" الممثل والمخرج الألماني سيباستيان شيبر، على نحو متميز، رغم طوله النسبي، ساعتين ونصف الساعة تقريبًا. والذي تم تصويره في لقطة واحدة، وفي زمن طبيعي حقيقي، على مدى فترة زمنية قصيرة امتدت من وقت متأخر من الليل وحتى شروق شمس صباح اليوم التالي، وذلك من دون أي تدخل للمونتاج.
ويتناول الفيلم قصة فيكتوريا، الممثلة الواعدة (ليا كوستا)، تلك الشابة الإسبانية التي قدمت من مدينتها، مدريد، كي تستقر وتعمل في العاصمة الألمانية برلين، وأثناء سهرتها في إحدى الحانات البرلينية الليلية تلتقي بمجموعة من الشباب، شبه الفاقدين للوعي، الذين يمضون ليلتهم في التسكع بالحانة، ويأخذون في التعرف على فيكتوريا، تلك الشابة البريئة التي تبدو وحيدة، وترغب في تمضية الوقت في تسلية ومرح.
ينتقل الفيلم في غضون ساعات الليل القليلة من النقيض إلى النقيض، فمن مجرد شباب طائش، أربعة شبان وفتاة على وجه التحديد، يلهون ويمرحون هنا وهناك، ويعابثون فيكتوريا، التي لا تجد غضاضة في مرافقتهم إلى حيث يتسكعون، تنقلب الأمور من مجرد تعارف لطيف عابر ومسلي ومضحك في نفس الوقت إلى سيناريو آخر شديد الكابوسية، يدمر حياة الجميع، على نحو أو آخر، وذلك عبر التورط في سرقة إجرامية، ثم فرار فمطاردة فقتل فموت.
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews