دعم الشركات الصغيرة سبيل لامتصاص البطالة
جي بي سي - شدد مشاركون في المؤتمر الثامن لغرف التجارة العالمي المنعقد بالعاصمة القطرية الدوحة على ضرورة دعم الشركات الصغيرة والمتوسطة لتضطلع بدور محوري في امتصاص بطالة الشباب، واصفين هذا النوع من المؤسسات بخزان الوظائف الذي يحتاج إلى اهتمام من جانب الحكومات والمؤسسات المالية على حد سواء.
وأشار متحدثون الأربعاء في جلسة بعنوان "الشركات الصغيرة في قلب الاقتصاد العالمي" إلى أن التحولات التي جاء بها الربيع العربي من شأنها أن تطلق العنان لريادة الأعمال والتمكين للقطاع الخاص.
وفي هذا الصدد أكد الرئيس التنفيذي لشركة "مارك أند سبنسر" البريطانية مارك بولند على دور الشركات الصغيرة والمتوسطة في امتصاص البطالة، مطالبا الشركات الكبرى بضرورة دعم المؤسسات الصغرى. ورأى بولند أنه لو وجهت الشركات 2% فقط من إمكاناتها لتوفير الوظائف ومواجهة البطالة لأمكنها تحقيق تنمية مستدامة.
من جهة أخرى، شدد سيرجيو أرزيني مدير مركز ريادة الأعمال والشركات الصغيرة والمتوسطة بـمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية على ضرورة أن تتوجه الحكومات نحو دعم ريادة الأعمال والتمكين للشركات الصغيرة والمتوسطة، التي توظف نحو 60% إلى 90% من القوى العاملة في العالم.
المصارف والتعليم
واقترح أرزيني ضرورة استحداث بنوك صغيرة داعمة لريادة الأعمال والمؤسسات المتوسطة، في وقت أدارت فيه البنوك الكبرى ظهرها لهذا النوع من المؤسسات، مشيرا إلى أن الأزمة المالية العالمية عمقت من هذا الوضع بعدما تبنت البنوك سياسة أكثر تحوطا في منح القروض والتمويلات.
وأكد أن وجود شركات صغيرة ومتوسطة قوية يشكل ضمانة كبيرة لاستدامة الاقتصاد، خاصة بالنسبة لدول الخليج التي تعتمد على النفط موردا رئيسيا يظل معرضا لتقلبات الأسعار في الأسواق العالمية.
وفي تصريح للجزيرة نت تحدث سرجيو أرزيني عن دور الشركات الصغيرة والمتوسطة كوعاء للتدريب والتوظيف، ودعا إلى اعتماد تعليم مهني تلعب فيه الشركات دور الحاضنات وليس الجامعات والمؤسسات التعليمية.
وقال إن من شأن ذلك أن يساعد على مواجهة بطالة الشباب، مشيرا في هذا الصدد إلى نجاح النموذج الألماني في دمج المواطنين منذ سن العاشرة في بيئة العمل لاكتساب الخبرات الأساسية للتوظيف لاحقا.
واستبعد المتحدث نفسه أن تتمكن الحكومات الجديدة في بلدان الربيع العربي من ربح رهان دعم الشركات الصغيرة والمتوسطة، ومن ثم تقليص حجم البطالة في صفوف الشباب، وعزا ذلك إلى استمرار عمل هذه الحكومات بـ"المنطق الأيديولوجي ومعايير المحسوبية عند التوظيف، الأمر الذي سيؤدي برأيه إلى تهميش الكفاءات".
وأشار الرئيس التنفيذي لمؤسسة صلتك طارق محمد يوسف إلى أن قضايا الشباب والبطالة كانت مغيبة عن أجندة الحكومات والسياسيين، بيد أن الأحداث التي وقعت بالمنطقة العربية جعلت هذه الملفات ترتقي إلى بؤرة الاهتمام، لما كان لها من عواقب مدمرة في المرحلة السابقة، ورأى يوسف في بطالة الشباب "وقودا لحالات التوتر وعدم الاستقرار".
شراكات عربية
وشدد يوسف على أولوية دعم ريادة الأعمال بالعالم العربي وتنمية المهارات لدى الشباب، خاصة تلك المتعلقة بولوج سوق العمل، وأكد أهمية قيام شراكة بين الحكومات والقطاع الصناعي ومؤسسات التعليم لتدريب وتأهيل الشباب.
وفي تصريح للجزيرة نت أكد مسؤول مؤسسة صلتك القطرية أن الحكومات الجديدة ببلدان الربيع العربي أو غيرها ليس باستطاعتها وحدها أن توفر المناخ الكفيل بإحداث شركات صغيرة ومتوسطة بالمعنى الحقيقي حتى تقوم بدورها في امتصاص بطالة الشباب.
وأوضح أن الأمر يحتاج إلى شراكة إستراتيجية بين الحكومات والغرف التجارية والمؤسسات المصرفية، بحيث تكون كفيلة بخلق بيئة جديدة تؤسس لشركات قادرة على النمو والمنافسة الدولية ضمن إطار يسمح لها بهامش من التحرك بعيدا عن قبضة القطاع العام.
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews