ترحيل الصحفي الأسترالي يعزز مكانة السيسي في الغرب
إنه على الرغم من أن ترحيل مصر للصحفى الأسترالى بيتر جريست هو ليس نهاية القصة التى مثلت مصدر إحراج لفترات طويلة للرئيس عبد الفتاح السيسى، إلا أن الرئيس قد استعاد مكانته فى أعين الحكومات والمستثمرين الغربيين الذين يحرصون على الحفاظ على العمل كالمعتاد.
أن إطلاق سراح جريست سيساعد فى تحسين موقف السيسى بعد الإطاحة بالرئيس الأسبق محمد مرسى، حتى مع استمرار الحملة لإطلاق سراح صحفىّ الجزيرة الآخرين.
أن أحكام الإعدام الصادرة الاثنين ضد 183 من أنصار الإخوان المسلمين فى قضية كرداسة تبعث برسالة مختلفة تماما، بأنه فيما يتعلق بالقمع الداخلى، فإن الحكومة المصرية ستفعل ما تشاء مهما كان ما يقولوه المعارضون فى الخارج.
ولم يكن على السيسى أن ينتظر طويلا للحصول على موافقة الغرب بعدما تم انتخابه رئيسا، ففى العام الماضى عملت حكومته بجد وبمساعدة وكالات دعائية مكلفة من أجل تلميع صورته صورة مصر والتقليل من أهمية القمع السياسىة.
أن تنامى الوجود الجهادى فى سيناء الذى أصبح مرتبطا الآن مباشرة بتنظيم داعش قد ساعد أيضا، وتم تكريم السيسى عندما حضر المنتدى الاقتصادى العالمى فى دافوس الشهر الماضى.
وكان كبار الشخصيات الذين زاروا القاهرة قد أثاروا قضية صحفىّ الجزيرة إلى جانب الحملة العالمية التى أعرب فيها الصحفيون عن تضامنهم مع رفاقهم.
وقال إتش إيه هيلر، محلل الشرق الأوسط بمعهد بروكينجز الأمريكى إنه مع إطلاق سراحه جريست، فإن هذا سيقلل إلى حد كبير.
وأضاف أنه بمجرد خروج محمد فهمى، فإن الحملة ستختفى تماما تقريبا".
أن الاحتجاجات على احتجاز صحفى الجزيرة لم تؤثر أبدا على التواصل الغربى مع مصر، ولفتت إلى زيارة وفد تجارى بريطانى كبير للبلاد الشهر الماضى، وتنظيم الخارجية الأمريكية مؤتمرا للاستثمار للرجال الأعمال الأمريكيين فى مصر تزامن مع الموعد النهائى الذى حددته الحكومة المصرية للمنظمات المدنية لتقديم أوراقها. كما أن إدارة أوباما أفسحت الطريق لتسليم طائرات الأباتشى لمصر، بسبب الحاجة إليها فى محاربة الإرهاب، حتى برغم القيود التى تم فرضها على الصحافة المصرية.
وفى الشهر المقبل سيعقد مؤتمر اقتصادى دولى فى شرم الشيخ، ولذلك فإن الانتخابات البرلمانية ستكون الخطوة المقبلة فى خارطة الطريق.
ويقول هيلر إن السلطات ستقول إن العملية الديمقراطية قد تم إعادة تأسيسها، والكثير من الحكومات ستتعامل مع هذا على الأقل علانية بمحمل الجد.
أن السبب الرئيسى للانفراج الذى حدث فى قضية صحفى الجزيرة ليس الضغوط الغربية، ولكن التحول من قبل قطر، فطردت فى البداية أعضاء من الإخوان المسلمين، ثم أغلقت الجزيرة مباشر مصر. ويقول دبلوماسى سابق إن الحكومات الغربية أثارت القضية، وكانت الاحتجاجات حول العالم هامة، لكن من حيث حفظ ماء الوجه، فقد كان التغير القطرى حاسما".
(المصدر: الغارديان 2015-02-03)
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews