معاريف : متى نتعلم من السيسي كيف نحارب حماس ؟
جي بي سي نيوز - : نشرت صحيفة معاريف العبرية مؤخرا مقالا لأحد كتابها ويدعى يوسي احمئير مقالا حول أوضاع قطاع غزة ودعا فيها الكاتب إسرائيل إلى أن تنفصل تماما عن قطاع غزة تماما كما هو حال مصر وفيما يلي نص المقال كما نشرته معاريف/-
"الأمطار والبرد التي حلت علينا مؤخرا لم تتجاوز قطاع غزة. قادة حماس بالتأكيد موجودين في بيوت مدفأة ومحمية في حين أن عشرات الآلاف من المسؤولين عنهم يعانون جدا. إن الصور من هناك تُظهر بيوتا مدمرة جزئيا حيث نوافذها مغطاة بالبطانيات والشراشف تجنبا للبرد والأمطار – حيث لا يوجد لهم ملاذ آخر. ليس في قلبي شفقة عليهم، فإذا كانوا يتحملون هذا الحكم الإرهابي المستبد والقاتل فإنهم يستطيعون أن يتحملوا بهدوء ضربات جنرال الشتاء.
أعمال الإعمار منذ عملية الصخرة الصلبة متوقفة تقريبا. المبالغ الباهظة التي وُعد بها كالعادة من جميع أنواع المصادر العربية والأوروبية – ما زالت في حكم ضريبة الكلام – بطيئة في المجيء. يمكن الافتراض أن الموارد المحدودة الموجودة لدى حماس يتم استثمارها تحت الأرض وليس فوقها. إن الكراهية لإسرائيل بقيت كما هي. الرغبة في تجديد عمليات إطلاق النار والصواريخ والتسلل من الأنفاق، غير خفية.
يحد قطاع غزة كما هو معروف دولتان، الحدود الأكثر طولا، من الغرب والشمال، هي مع إسرائيل، المكروهة من قبلهم. والحدود الجنوبية هي مع مصر، “الأخت” الكبيرة. ومن الغريب: في حين أن إسرائيل تسمح بإدخال البضائع، الغذاء ومواد البناء، بصورة مراقبة، فإنها متهمة حتى الآن بفرض الحصار، فان مصر تُسرع في هذه الأيام الفصل التام بينها وبين القطاع بنشاطات محمومة تجري على الحدود، بالقرب من رفح.
إسرائيل تنقل كميات كبيرة من الاسمنت للقطاع – بدون أن يكون في يدها إمكانية المراقبة الفعلية لأن تذهب هذه المادة الحيوية لاعمار المنازل فقط وليس لبناء الأنفاق القديمة والجديدة. الأنفاق لا نراها ولكن الأحياء المدمرة نراها . الصورة التي تظهر قبيحة، لا يوجد إعمار ولا بطيخ. قادة حماس يتفاخرون بأنهم يجددون الحفر في الأرض، وأن تجديد الهجوم على إسرائيل هو مسألة وقت.
وماذا عن مصر؟ إنها الآن مشغولة بصورة محمومة في مشروعين ضخمين، تقريبا فرعونيين، الأول توسيع قناة السويس من اجل تمكين عبور سفن ضخمة وبذلك يتم تحسين الميزان النقدي للدولة. الثاني إقامة قطاع فاصل بين سيناء وغزة.
في البداية تم الحديث عن عرض نصف كيلومتر. الآن وصل المصريون إلى الاستنتاج بأنه مطلوب لهم فاصل يبلغ الكيلومتر، والجرافات المصرية تدمر مئات البيوت داخل هذا المجال. إضافة إلى ذلك يتم حفر قناة عميقة، لمنع إمكانية حفر الخنادق إلى سيناء.
هل مصر متهمة بفرض الحصار على قطاع غزة؟ لا وألف لا. هل مصر متهمة بإجلاء تعسفي لمئات العائلات المحلية من أماكن سكنهم وبالتنكيل وبفرض الحصار الخانق على الفلسطينيين المساكين؟ لا ولا. لا يوجه أحد الاتهام لمصر، لا قادة حماس ولا أبو مازن ولا باقي العرب، حتى لم يُسمع أي صوت من أوروبا ضدهم. أمامنا هنا تجسيد واضح للكيل بمكيالين فيما يتعلق بإسرائيل، مقابل التعامل مع دولة عربية تعمل من اجل تحقيق مصالحها.
لنا نحن الإسرائيليين لا يوجد، كما هو معروف، أي ادعاءات بهذا الشأن على مصر، بالعكس، فليضربوا عدونا المشترك – منظمات الإرهاب الإسلامية، سواء كانت في غزة أو في سيناء. اليوم يوجد الكثير من الأمور المشتركة بين إسرائيل ونظام السيسي، لكني لست على يقين من أنه لا يوجد لدى المصريين ادعاءات ضدنا، بأننا لم نتخذ إجراءات في حدودنا مع القطاع مثل تلك التي اتخذوها في مصر.
نحن نقوم بصبر بابتلاع استمرار التحريض الفلسطيني الضخم ضدنا، التحريض المتطرف لهنية ورفاقه، الانتقادات والاحتجاجات على الحصار الذي هو ليس حصارا بتاتا. نحن ندفن رأسنا في الرمل، في الوقت الذي يستمر فيه التسلح والحفر في غزة – بواسطة الأموال من قطر والاسمنت القادم من إسرائيل. وهكذا فإننا نستجلب الحرب الرابعة، ولكن متى سنستيقظ أخيرا ونتعلم من مصر السيسي كيف نحارب العدو وكيف نقضي على الإرهاب.
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews