إسرائيل: الحرب المقبلة على لبنان سنحسمها بشهر
كما كان متوقعاً، اصطدمت لجنة التواصل النيابي بمأزق الحسابات المتناقضة حول قانون الانتخاب، الامر الذي دفعها الى وقف مهمتها، فيما استمرت الهرمل عرضة للصواريخ العشوائية التي تطلقها المجموعات السورية المسلحة، على وقع تعبئة مذهبية في الداخل، تكاد تأخذ لبنان إلى المجهول.
على خط آخر، بدا أن ملف تأليف الحكومة يتأرجح بين هبّة باردة وهبّة ساخنة، حيث عكست أجواء الرئيس المكلف تمام سلام وبعض اطراف «8 آذار» التي تواصلت معه خلال الأيام الماضية تفاؤلاً باحتمال حصول تقدم واسع الى الامام، مع حسم بعض معايير التأليف، وهو مناخ اعتبرته مصادر بارزة في «التيار الوطني الحر» غير دقيق، مؤكدة لـ«السفير» أن التيار لا يزال يعترض على المداورة في الحقائب لأنه المستهدف الاول منها، كما انه لم يوافق بعد على مبدأ توزير غير المرشحين الى الانتخابات، لأن الحكومة قد لا تكون وظيفتها محصورة بإجراء الانتخابات، في ظل استمرار الخلاف على قانونها.
وبينما زار سلام القصر الجمهوري أمس، وعقد خلوة مع الرئيس ميشال سليمان، في جناحه الخاص على مدى ساعتين، علمت «السفير» أن سلام عرض نواة تشكيلة حكومية، وقد شجّعه رئيس الجمهورية على استكمال اتصالاته مع القوى الأساسية من أجل الحصول منها على أسماء مرشحيها لدخول الحكومة.
وقالت أوساط مواكبة للاتصالات والمشاورات التي أجراها سلام خلال الايام الماضية إن الأخير حسم الثوابت التي ستراعى في عملية تأليف الحكومة، وهي: حصر العدد بـ 24 وزيراً، اعتماد المداورة في الحقائب، وحسم الهوية السياسية للحكومة إنما من دون توزير مرشحين للانتخابات النيابية.
بري متفائل
وقال الرئيس نبيه بري لـ«السفير» إن المعطيات التي تجمعت حتى أمس في شأن مسار تشكيل الحكومة كانت إيجابية وتبشر بالخير، مؤكداً حرص «حركة أمل» و«حزب الله» على تسهيل مهمة سلام.
واعتبر بري أن الأمر المنطقي هو أن تعكس تركيبة الحكومة المقبلة لوحة التوازنات في مجلس النواب، مشيراً إلى أن من مصلحة الرئيس المكلف ان يكون الى جانبه وزراء سياسيون يتمتعون بالصفة التمثيلية، ويساهمون معه في تحمّل المسؤولية.
سلام منفتح
أما الرئيس المكلف تمام سلام، فأبلغ «السفير» أن لقاءه مع معاون الامين العام لـ«حزب الله» الحاج حسين خليل، كان إيجابياً، فيما أوضحت مصادر مقرّبة من سلام لـ«السفير» أن خليل كان منفتحاً جداً على كل الأفكار، وأكد ان لا مطالب تعجيزية للحزب في عملية تشكيل الحكومة بل هو سيكون من المسهّلين لتشكيلها.
وأبلغ الرئيس المكلف زواره، أمس، أنه متفائل بإمكانية تشكيل الحكومة قريباً، خصوصاً بعد مرونة «أمل» و«حزب الله»، لكنه أعرب عن تخوفه من الوضع الأمني وامتداد النيران السورية الى لبنان، معتبراً أن هذا الخطر يُحتّم على الجميع الارتقاء الى أعلى درجات المسؤولية الوطنية.
كما أكد سلام لزواره انه غير مستعد لتهريب أو تشكيل حكومة من خلف ظهر أحد، وبالتالي فهو منفتح على الجميع، على قاعدة «لا مرشحين للانتخابات ولا أسماء نافرة تشكل تحدياً لأحد، بل أشخاص كفوؤن يعطون الثقة للبلد».
لجنة التواصل.. تتفكك
وبينما قررت لجنة التواصل النيابي إنهاء جلساتها بعد العجز عن ردم الهوة بين طروحات أعضائها بخصوص قانون الانتخاب، اعتبر بري ان اللجنة تسرعت في وقف عملها، معرباً عن امتعاضه مما حصل، لأنه بالحوار فقط يمكن الوصول الى قواسم مشتركة.
وأوضح بري انه لا يستطيع الدعوة الى عقد جلسة عامة سريعة «من دون ان يكون بين يدي مشروع توافقي او على الأقل شبه توافقي، وإذا قررت عقدها الآن، فلن يكون على جدول أعمالها سوى مشروع اللقاء الارثوذكسي». وأكد انه «إذا وصلنا الى 15 أيار المقبل من دون التوافق على مشروع انتخابي، فسأدعو الى جلسات عامة متلاحقة، صباحاً وظهراً ومساء، سعياً الى بلوغ مشروع توافقي، وإذا أخفقنا، فسنصوّت على المشروع الذي نال موافقة اللجان المشتركة» .
اسرائيل: «حزب الله» قوة متعاظمة ومعزولة
في هذه الأثناء، استغل قادة إسرائيل العسكريون مؤتمر «البيئة الاستراتيجية المتغيرة تستدعي تفكيراً خلاقاً» يومي أمس وأمس الأول، في «مركز دراسات الأمن القومي» في جامعة تل أبيب ليطلقوا تقديراتهم بالنسبة الى مستقبل الجبهات المحيطة بهم، لاسيما السورية واللبنانية.
وقال رئيس الأركان الجنرال بني غانتس إن «سيطرة الرئيس السوري بشار الأسد في سوريا تتضاءل، ومقومات عدم الاستقرار تتعاظم. وإن إيران و«حزب الله» غارقان حتى الرقبة وأكثر في محاولة الحفاظ على هذا المحور، والحفاظ على نظام الأسد و/أو الاستعداد لليوم التالي، وهم يفعلون ذلك في وقته وبشكل جيد ومشترك على الأقل من ناحيتهم».
وشدّد غانتس على أن الجيش الإسرائيلي يستعدّ لكل الاحتمالات في سوريا بما في ذلك احتمال تقسيمها. وأضاف: لا يمر يوم لا يمكن أن يتحوّل من يوم هادئ إلى معركة على نطاق واسع. ينبغي أن نستعدّ لمعارك ستحسم بأقصر وقت ممكن. وفرحنا أننا نزلنا في عمود السحاب من أكثر من 20 يوماً إلى ثمانية أيام في غزة، ولا نية عندي للعودة إلى أكثر من شهر في لبنان.
وتطرّق غانتس إلى الواقع اللبناني، قائلاً: برغم أننا انتقدنا أنفسنا، أحياناً بحق، على عملياتنا في حرب لبنان الثانية، يستحيل تجاهل الهدوء الذي تحقق هناك قرابة سبعة أعوام والردع الواضح. وإلى جانب ذلك، عاظم «حزب الله» جداً من قوته، وهو التنظيم ـ ليس الدولة ـ الوحيد الذي يملك قدرات استراتيجية. وهناك احتمال لا بأس به، بسبب تصدّع المحور مع إيران، أن يغدو «حزب الله» معزولاً في الحلبة. فهذا محور غامض يخضع لضغوط أيضاً في الحلبة الداخلية اللبنانية. «حزب الله» يساعد الأسد ليضع يده على قدرات استراتيجية.
أما رئيس لواء الأبحاث في الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية العميد إيتي بارون بارون، فاعتبر أن «حزب الله» يعيش في توتر، «وهو خائف أن يستغل أحد الوضع ويمس به، حتى داخل لبنان». وأشار إلى أن منصات إطلاق صواريخ «SA-17»، التي اعترف وزير الحرب الإسرائيلي موشي يعلون أمس الأول، للمرة الأولى بتدميرها في سوريا في كانون الثاني الماضي، كانت متجهة إلى «حزب الله» .
واشنطن تطارد الصيرفة اللبنانية
وفي سياق متصل، اتهمت واشنطن شركتي صيرفة لبنانيتين بتبييض الأموال لمصلحة «حزب الله». وأعلنت وزارة الخزانة الأميركية عن أن شركتين هما «قاسم رميتي وشركاه» و«حلاوي للصيرفة» ضالعتان بتبييض الأموال بموجب المادة 311 من قانون باتريوت الأميركي، وهذه هي المرة الأولى التي تستخدم فيها الوزارة هذه المادة القانونية ضد مؤسسة مالية غير مصرفية.
وتعكس خطوة الوزارة استمرارها بما تسميه «استهداف الشبكات المالية غير المشروعة التي تقوم بغسل ملايين الدولارات من الأموال لتجار المخدرات بهدف توفير فوائد مالية كبيرة إلى منظمة «حزب الله» الارهابية». واعتبرت الوزارة أن هذا الإجراء سيؤدي إلى حماية النظام المالي الأميركي من أنشطة هذا التنظيم وفضح الكيانات التي تدعم شبكة تاجر المخدرات .
( المصدر : السفير اللبنانية )
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews