الخضر الأفضل ولكن للكأس ثمن
الخضر هم الأفضل حتى الآن وغانا هو المنافس ما قدمه منتخب الجزائر في مبارياته الثلاث في الدور الأول لنهائيات كأس الأمم الإفريقية لكرة القدم فى غينيا الاستوائية جعله في صدارة مجموعته بفارق الأهداف فقط عن منتخب غانا.. ولكنه ليس كافيا لإحراز اللقب لأن كأس إفريقيا لها ثمن غال يستوجب جهدا وتضحيات أكبر مما قدم الخضر في مبارياتهم الثلاث حتى التي فازوا بها على جنوب إفريقيا والسنغال.
لن أهتم بالتفاصيل فى مباراة غانا التى خسرها الفريق بهدف مباغت فى اللحظات الأخيرة ولكنني سأركز على الفوزين اللذين تحققا بمجهودات فردية دون عمل جماعي كبير.. ولم نر خلالهما جزءا ولو صغيرا مما قدمه الخضر من أداء أو جماعية أو جمل خططية أو هجمات مرسومة في نهائيات كأس العالم الصيف الماضي في البرازيل يوم اكتسحوا منتخب كوريا الجنوبية برباعية ولا أروع أو حتى عندما خسروا في ثمن النهائي مع منتخب ألمانيا بصعوبة 2-1 فقط بعد وقت إضافي.
والنظرة الفاحصة في لقاء جنوب إفريقيا الافتتاحي تكشف أن منتخب الخضر اهتز تماما خلال الشوط الأول واستقبل هدفا وأكرمه الحظ بالبقاء فى المباراة بعد إهدار المنافس لركلة جزاء كانت كفيلة بمضاعفة النتيجة واستحالة الفوز.. وتقاطرت بعدها أهداف الخضر برمية من غير رام لمدافع في مرماه ثم بهدفين متتاليين لغولام وسليماني من خطأين فادحين لحارس المرمى المنافس.. ولو كانت الكرتان اللتان هزتا شباك جنوب إفريقيا متجهتين إلى مرمى مبولحي لأنقذهما باقتدار.. المهم أن الخضر غلفوا اللقاء بالفوز 3-1.. وجاءت مباراة أول أمس ضد منتخب السنغال فاصلة (وهي الأحسن بين المباريات الثلاث) وللحق اكتشفنا خلالها أن الفريق الذي يحمل لقب أسود التيرانغا هزيل للغاية.. وكان يمكن لمنتخب الجزائر اكتساحه بخمسة أو ستة أهداف نظيفة.. ولم يكن للسنغاليين أكثر من فرصة واحدة خطيرة طوال اللقاء.
الاستهتار أو الاستهانة بالبطولة أو عدم احترام المنافسين الأفارقة ثلاثة عناصر فتاكة هاجمت عددا من لاعبي منتخب الجزائر في المباريات الثلاث.. لا سيما النجوم المحترفين أصحاب الأسماء الرنانة في الأندية والبطولات الأوروبية.. وهو الأمر الأكثر سلبية في أداء الفريق ولا بديل عن استعادة الروح القتالية التي يتباهى بها عشاق الخضر على مر العصور..
وعلى المدير الفني الفرنسي كريستيان غوركوف التحلي بالشجاعة في قراراته الفنية عند اختيار اللاعبين لأي مباراة أو عند إجراء تغييراته ناسيا الأسماء النجومية والشعبية والأندية والتركيز على اللاعب الأكثر عطاء وإخلاصا وتنفيذا لخطط اللعب..
ولعل قراره بالاعتماد على اللاعبين المقاتلين رياض محرز وهلال العربي سوداني كأساسيين في اللقاء الثالث ضد السنغال هو بداية الإفاقة والشجاعة للفرنسي بعد أن تجاهلهما في المباراتين الأوليين.. والخضر بحاجة إلى 11 لاعبا من نوع محرز وسوداني وأمثالهما من المقاتلين على حساب نجوم المهارات الفردية الذين يتفادون الالتحامات ويوفرون المجهود ويكتفون بأدوارهم الهجومية فقط.
وقبل مباراتي المرحلة الأخيرة في المجموعة الرابعة يمكنني التأكيد على أن منتخب غانا هو المنافس الأقوى للخضر في الصراع على الفوز بكأس الأمم الإفريقية 2015.. وهما المنتخبان الوحيدان مكتملا الصفوف بين أساسيين وبدلاء يمتلكان كل العناصر الفردية والفنية والبدنية التي تؤهلهما لإكمال المشوار إلى المباراة النهائية رغم أن أحدهما سيصطدم بمنتخب قوي في الدور التالي سواء كان كوت ديفوار أم الكاميرون.. ومع كل التقدير للمنتخبات الأربعة المتأهلة من المجموعتين الأولى والثانية وهي منتخب تونس الشقيق ومنتخبا الكونغو والكونغو الديمقراطية وأصحاب الملعب والجمهور منتخب غينيا الاستوائية.. إلا أنها كلها أقل في أغلب عناصر اللعبة من منتخبي الجزائر وغانا.
أعود إلى نقاط الضعف والقصور في منتخب الجزائر المرشح الأول والأكبر للفوز باللقب وأركز على ضرورة علاجها السريع في مباراة ربع النهائي.. ومع كل التقدير للنجوم الرائعين أصحاب الشهرة الطاغية، إلا أنهم مطالبون بقوة وجدية وحماسة أكبر في ما هو قادم من مباريات (هم مطالبون بقوة وجدية وحماسة أكبر.. أكرر الكلمات الثلاث لتصل إلى عيون وعقول القراء من عشاق النجوم).. ولا مانع أبدا من قبولهم الجلوس احتياطيين إذا رأى غوركوف ضرورة ذلك.. ولدينا من الأرقام أكثر من مؤشر إلى تدنّ واضح في العطاء والإنتاج والأهداف لهؤلاء النجوم.. ولا أعتقد أن الفرص التي أهدروها لتضيع منهم إذا كانوا مكتملي التركيز.. للفوز بكأس إفريقيا ثمن غال.. ولن يتحقق إلا إذا دفعه اللاعبون في الملعب.
(المصدر: الشروق الرياضي 2015-01-29)
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews