وبدأ سباق الانتخابات البرلمانية

وبدأ سباق الانتخابات البرلمانية.. ليعلن عن تنفيذ الاستحقاق الثالث لمصرنا الحبيبة.. واستكمال خارطة الطريق التي توافق عليها ابناء مصر.. وبناء باقي مؤسسات الدولة.. وتفويت الفرصة علي كل المغرضين من اعداء الخارج وعملاء الداخل وتجار الدين والدم.. وليعلن لهم ولكل الخبثاء والمشككين قوة الدولة واستقرارها.. وتماسكها وقدرتها علي اجراء هذه الانتخابات. حانت ساعة الحسم ودقت الطبول في الاحزاب للتباري في عرض برامجها والترويج لقوائمها.. ودارت عجلة الانتخابات.. وتتباري القوي السياسية في جذب انتباه الناخبين بعد ان تلاشت الملامح.. وتاهت الخطي.. وتبعثرت الاتجاهات واختفت الانتماءات تحت العديد من العباءات. المواطن المصري هو العامل الحاكم والفاصل والحاسم في تشكيل البرلمان القادم.. خاصة في ظل الصلاحيات التي سيستحوذها المجلس دستورياً.. خاصة ان لنا تجارب مريرة مع من ارتدوا عباءة الدين وتحدثوا به واستمالوا الجماهير وسرقوا تأييدهم. ومشاعرهم.. ولنا ايضاً تجارب سابقة مع اصحاب رؤوس الاموال وتزاوج السلطة بالمال.. اقول ذلك بعد أن تفتحت شهية البعض سواء من المتأسلمين.. او اصحاب رءوس الاموال.. او من نطلق عليهم الرموز السابقة لخوض الانتخابات البرلمانية القادمة والتي تأتي في مرحلة حرجة من مراحل الدولة المصرية والتي تتطلب منا التأني في الاختيار وان يكون لنا جميعاً ناخبين ومرشحين التأثير الايجابي في المستقبل المصري انطلاقاً من المخزون الحضاري من خلال تصور مشترك من كافة الاطراف يعيد إلي مصر ريادتها وعراقتها بعد ان تدهورت القيم وغابت التقاليد واصبحنا امام تجمع بشري مختلف عما قبل ثورة يناير يحتاج منا إلي دراسة وتحليل.. ثم علاج وتأهيل.. نريد اعضاء للبرلمان يعملون بلغة المستقبل غير منجذبين لفكر الماضي.. ولا خاضعين لتأثير وضغوط الحاضر. يجب ان يسعي من يريد الترشح للبرلمان القادم لحياة سياسية سوية وسليمة ليحقق الاهداف العليا للوطن وان يبتغي الغايات السامية من سعيه مدركاً ان النهوض بالمجتمع يكون بالاغلبية والاقلية.. وان يدرك ان مصر مطالبة في هذا الوقت بأن تطل علي العالم برؤية جديدة وفكر عصري وروح مختلفة. يجب ان تدرك انك ستأتي في ظروف غاية في الصعوبة اقتصادياً وسياسياً واجتماعياً.. وامامك ملفات ساخنة ومهام جسيمة.. والعمل علي ارساء قواعد دولة مدنية.. متينة قوية ديمقراطية حديثة بأيدي المصريين جميعاً نريدك نائباً قوياً امنياً.. ساعياً دائما لتوفير سبل العيش الكريم للمواطن دون اهدار لكرامته.. ومهانة لشخصيته.. وامتهان لادميته.. تعمل بعيداً عن الفساد وتحقيق المصالح الشخصية.. نريدك نائباً مهموماً.. مشغولاً بهموم المواطن بعيداً عن الصراعات والازمات والانقسامات والاتهامات التي تشغلك عن المشاكل الحياتية اليومية التي تشغل عقل وذهن المواطن.. ولاتناور ولا تتلاعب بمطالبه..وفياً بوعدك.. صادقاً في عهدك. في انتظارك ملفات اقتصادية ساخنة.. وامور حياتية شائكة للمواطن.. ونشر الديمقراطية ورفع المظالم نريدك نائباً غير مجاملا ومحاب او مانح لغير مستحق ولا متاجر بحقوق ناخبيك بغير حق مساهماً في ادارة دفة سفينة البلاد بحرفية ومهنية وبراعة وقدرة الابحار وسط الامواج الهائجة والمتلاطمة.. خاصة في هذه المرحلة الصعبة والقاسية التي تحتاج لرجاحة العقل والاتزان والقدرة علي اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب. 

(المصدر: الجمهورية المصرية 2015-01-14)