وما الذى يمنع السيسي من حضور قداس عيد الميلاد فى الكاتدرائية؟
عيد الميلاد المجيد فرصة تسنح سنوياً أمام الرئيس، سنحت أمام السادات ومبارك ومرسى، فوّتوا الفرص تباعاً، لم يغبّر أحدهم قدميه إلى الكاتدرائية لحضور قداس عيد الميلاد، وليسمع أيقونة العيد «المجد فى الأعالى وعلى الأرض السلام وفى الناس المسرة»، حسناً لو فعلها السيسى، وضرب مثلًا، سيذكره الأقباط طويلًا بامتنان، كما يتذكرون لخالد الذكر جمال عبدالناصر وضع حجر الأساس للبطريركية الكبيرة فى العباسية التى تحتضن قداس عيد الميلاد.
خلاف السادات مع البابا شنودة (رحمهما الله) كان سبباً مباشراً فى امتناع السادات عن حضور قداس الميلاد، وكان مبارك على خطى سلفه، يمتنع بلا سبب، وصار حضور ابنه «جمال» محل استغراب، عدّه رافضوه من طقوس التوريث، مرسى كان يتشدق لفظا، «لهم مالنا وعليهم ما علينا»، منعته جماعته، ما كان يخطو خطوة نحو الكنيسة إلا بقرار من مكتب الإرشاد، امتنع عن الذهاب كلية، وذهب مفتى الإخوان عبدالرحمن البر، وعاد ليحرّم تهنئة الأقباط بالأعياد.
الفرصة سانحة أمام السيسى أن يثبت أنه مختلف كلية عن سابقيه، ونظرته لإخوة الوطن يملؤها الحب والعرفان، الأقباط يستحقون نظرة رئاسية مغايرة، نظرة حانية.. عادلة، حضور القداس ليس شكلياً، ولا يستحب من الرئيس الامتناع، أساسى فى بناء مستقبل هذا الوطن، يؤسس لدولة عنوانها «الدين لله والوطن للجميع».
السيسى جد مختلف ولابد أن يختلف، ويظهر آيات من الاختلاف، وما سبق فى عقود خلت مختلف عما هو حادث الآن، السيسى يحرث الأرض العطنة لزرع طيب، يغرس شجرة المواطنة، كلمة طيبة من الرئيس فى الكاتدرائية كشجرة طيبة، لو فعلها لكُتبت فى تاريخ الوطن بحروف من نور.
الأقباط يستحقون لفتة رئاسية حانت، تطيب الخواطر، وتمسح على الرؤوس، وتغبط النفوس، يحتاجون إلى تقدير رئاسى، لم يدخروا حباً لمصر أولًا، وضربوا مثلا فى الإيثار، وقدموا الوطن على الكنيسة، وتحملوا ظلمات الإخوان، ورفضوا التدخل الأجنبى يوم هلل وكبّر الإخوان للأسطول السادس من على منصة رابعة.
لم يتقاعس إخوتنا يوم الخروج الكبير فى 30 يونيو، وكان البابا تواضروس حاضراً على منصة 3 يوليو تحت نظر العالم، كتفاً بكتف، ولم يطلب قضمة من الكيكة، ولم يتعطف أو يتشرط جزاء حضوره حاملا رسالة الأقباط، ما إن دعا منادى الوطن، حى على الفلاح حتى هبّ ملبياً النداء.
لو لم يحضر السيسى قداس الميلاد فلن يغير شيئا من حب الأقباط لرمز 30 يونيو الحانى، ولكن إن فعلها وحضر فحباً على حب، قرب حبة تزيد محبة، السيسى دخل قلوب الأقباط محبة، فليروِ شجرة المحبة بالمحبة، ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا.. اعدلوا هو أقرب للتقوى.
(المصدر: المصري اليوم 2014-12-31)
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews