إلى أي مدى يؤثر انخفاض الأسعار في الصخر الزيتي؟
أثار الهبوط الشديد في أسعار النفط الخام احتمالية تراجع إنتاج النفط بصورة عامة، وإنتاج الصخر الزيتي بصورة خاصة. يتضمن تقرير "إنتاجية الحفر" الصادر عن إدارة معلومات الطاقة الأمريكية مؤشرات تعطي فكرة عن مدى تأثير انخفاض الأسعار في إنتاج الصخر الزيتي، الذي يمثل حاليا أكثر من 55 في المائة من إنتاج النفط في الولايات المتحدة. إن دراسة هذه المؤشرات والتغيرات التي حصلت في إنتاج النفط بعد انخفاض أسعار النفط الخام خلال فترة الركود الاقتصادي الأخير عامي 2008 و 2009 قد تسلط بعض الضوء على الاتجاهات المحتملة لإنتاج النفط على المدى القريب.
لقد انخفض سعر خام غرب تكساس الوسيط أكثر من 31 في المائة منذ منتصف شهر حزيران (يونيو) إلى 26 تشرين الثاني (نوفمبر)، وانخفض 14 في المائة أخرى بعد إعلان "أوبك" الإبقاء على سقف إنتاجها عند المستويات الحالية. عند أسعار أقل من 60 دولارا للبرميل، من المرجح اقتراب مستوى الأسعار الحالي، أو هو بالفعل أقل من تكاليف بعض مشاريع الصخر الزيتي الأعلى تكلفةً في الولايات المتحدة.
بعض حقول إنتاج الصخر الزيتي الأكثر نشاطا في الولايات المتحدة تقع في ولاية داكوتا الشمالية. تغطي المؤشرات التي يوثقها تقرير"إنتاجية الحفر" وقسم الموارد المعدنية للولاية جزءاً كبيراً من نشاط عمليات الاستكشاف والإنتاج، من التخطيط إلى بدء التشغيل. وتشمل هذه المؤشرات تصاريح الحفر، حركة أبراج الحفر وعدد الآبار الجديدة.
استناداً إلى أحدث البيانات الصادرة عن قسم الموارد المعدنية لولاية داكوتا الشمالية، لم تتباطأ أنشطة الحفر والإنتاج في الولاية، على الرغم من الانخفاض الكبير في أسعار النفط المحلية منذ شهر تموز (يوليو) 2014. حيث تشير أحدث المعلومات المتاحة إلى أن إنتاج النفط ارتفع بنسبة 5 في المائة في شهر أيلول (سبتمبر) عن الشهر السابق. وكانت عدد تصاريح الحفر الصادرة في شهر تشرين الأول (أكتوبر) فوق مستوى أيلول (سبتمبر) بنسبة 28 في المائة، ولكنها انخفضت بنسبة 30 في المائة في تشرين الثاني (نوفمبر). لكن عند اعتماد عدد أيام العمل الفعلية خلال تلك الأشهر، يكون شهر تشرين الأول (أكتوبر) 17 في المائة فوق مستوى أيلول (سبتمبر) وتشرين الثاني (نوفمبر) أقل 10 في المائة فقط عن الشهر السابق.
على الرغم من أن الوضع الاقتصادي الحالي يختلف اختلافا جذريا عن فترة الركود بين عامي 2008 و2009، إلا أن التغيرات في أسعار النفط، مؤشرات الإنتاج وحجم الإنتاج قد تعطي صورة على ما قد يحدث لاحقا مع إنتاج الصخر الزيتي في الولايات المتحدة.
خلال فترة الركود 2008 و2009، انخفض المتوسط الشهري لأسعار خام غرب تكساس الوسيط أكثر من 70 في المائة ليصل إلى نحو 39 دولارا للبرميل في الفترة بين حزيران (يونيو) 2008 وشباط (فبراير) 2009. في ذلك الوقت، كان إنتاج الصخر الزيتي في ولاية داكوتا الشمالية لا يزال في مرحلة الاختبار، وبالتالي عالي التكاليف نسبياً. استمرت عمليات الحفر والإنتاج بالارتفاع حتى تشرين الثاني (نوفمبر)، عندها كانت أسعار الخام الأمريكي قد بدأت بالهبوط دون 57 دولارا للبرميل. تحت هذا المستوى من الأسعار، ارتفع عدد المشاريع التي توقفت عن العمل بصورة كبيرة، انخفض عدد تصاريح الحفر بنسبة 73 في المائة في الفترة من كانون الأول (ديسمبر) 2008 إلى تموز (يوليو) 2009، تراجع عدد الحفارات العاملة بنسبة 62 في المائة في الفترة من تشرين الثاني (نوفمبر) 2008 إلى أيار (مايو) 2009، وفي الفترة نفسها تقريبا هبط عدد الآبار الجديدة بنسبة 55 في المائة. لكن، الانخفاض في الإنتاج مقارنة بذلك كان متواضعا، إذ انخفض بنسبة 13 في المائة فقط من تشرين الثاني (نوفمبر) 2008 إلى كانون الثاني (يناير) 2009، بعد ذلك بدأ الإنتاج في الارتفاع.
بعد أن وصل عدد منصات الحفر العاملة مستوى قياسيا بلغ 1609 في منتصف شهر تشرين الأول (أكتوبر) الماضي تراجع إلى 1546 خلال الأسبوع المنتهي في 12 كانون الأول (ديسمبر) الجاري. لقد كان عدد الحفارات العاملة في انخفاض خلال ستة أسابيع من التسعة الماضية بسبب هبوط أسعار النفط بنحو 50 في المائة منذ منتصف حزيران (يونيو)، وفقا لبيكر هيوز. مع ذلك، لا يزال إنتاج النفط في الولايات المتحدة قويا جدا ووصل إلى 9.14 مليون برميل في اليوم خلال الأسبوع المنتهي أيضا في 12 كانون الأول (ديسمبر)، هذا هو أعلى إنتاج مسجل من قبل إدارة معلومات الطاقة منذ عام 1983. ذكر تقرير الإدارة أنه من المتوقع أن يصل الإنتاج الأمريكي إلى مستوى قياسي جديد في شهر كانون الثاني (يناير) 2015 مدعوما بارتفاع الإنتاج من آبار تشكيلات الصخر الزيتي الجديدة مثل النسر فورد في ولاية تكساس وباكن في ولاية داكوتا الشمالية. في المستقبل القريب، تتوقع إدارة معلومات الطاقة أن يستمر انخفاض نشاط الحفر نتيجة تراجع اقتصاديات مشاريع الصخر الزيتي في بعض المناطق الناشئة والناضجة على حد سواء. من المرجح أن تقوم كثير من الشركات بإعادة توجيه استثماراتها بعيدا عن عمليات الاستكشاف الهامشية وعمليات الحفر الريادية إلى مناطق تشكيلات الصخر الزيتي الرئيسية. إضافة إلى ذلك، لا تزال أسعار النفط المتوقعة لعام 2015 مرتفعة بصورة كافية لدعم نشاط الحفر في تشكيلات مثل باكن، النسر فورد، نيوبرارا، وحوض العصر البرمي، التي تساهم في معظم نمو إنتاج النفط في الولايات المتحدة.
في هذا الجانب، تتوقع إدارة معلومات الطاقة أن يصل متوسط إنتاج النفط الخام في الولايات المتحدة في عام 2015 إلى 9.3 مليون برميل في اليوم، بارتفاع 700 ألف برميل في اليوم عن عام 2014، أي أقل بنحو 200 آلف برميل في اليوم عن توقعات الشهر الماضي. جميع هذا الانخفاض في نمو الإنتاج سوف يأتي في النصف الثاني من عام 2015. حيث قامت الإدارة بخفض توقعاتها السابقة للفصلين الثالث والرابع بنحو 140 و270 ألف برميل في اليوم على التوالي. لكن، هذه التوقعات تبقى حساسة بصورة خاصة إلى الأسعار الفعلية المتاحة واقتصاديات الحفر، التي تختلف من منطقة إلى أخرى ومن شركة إلى أخرى.
الاقتصادية 2014-12-24
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews