Date : 23,04,2024, Time : 03:58:05 PM
2385 : عدد القراء حاليا
حالة الطقس
°C
Amman,Jordan
13
اليوم
العليا 22° الدنيا 12°
غداً
العليا 18° الدنيا 12°
أرسل خبر
آخر تحديث: الأحد 21 صفر 1436هـ - 14 ديسمبر 2014م 12:14 ص

عقدة أوباما

عقدة أوباما
د. فطين البداد

بات واضحا أنه بسيطرة الجمهوريين على الكونجرس ، فإن الرئيس أوباما أصبح في وضع صعب ، بعد أن اتضح لحزبه الديمقراطي أن الأمريكيين سئموا من تردده ومن سياساته الداخلية والخارجية ، والأهم : ملفاته الإقتصادية التي اتُهم الديمقراطيون بتعطيلها وانعكاس هذا التعطيل على حياة الأمريكيين وأمنهم المعيشي ، بغض النظر عن صحة هذا الإتهام من عدمه .

ومن المعروف أن كل رئيس أمريكي تنتهي ولايته ، يترك وراءه بصمة ما ، ويريد أوباما أن يترك بعد ولايتيه الإثنتين بصمة تشي بتحقيقه شيئا في ملفات ساخنة حول العالم ، يذكره الأمريكيون والعالم بها ، ويتم استعادتها في البرامج الوثائقية والأفلام والمناسبات والأحداث الدولية ، بدل أن يكون رجلا بلا تاريخ وبلا إنجازات .

والذي يدفع أوباما قدما في اتجاه هذا الهدف ، هو نتائج الإنتخابات النصفية للكونجرس التي أجريت مؤخرا ، والتي لم تكن سوى نتاج طبيعي لسياسة مترددة ، هيابة ، غير حاسمة ، سواء في الملفات الداخلية أو الخارجية ،لدرجة أن مرشحي الديمقراطيين في الولايات والمدن كانوا ينأون بأنفسهم عن الرئيس خلال حملاتهم الإنتخابية ،ووصل الأمر أن يكون اسم الرئيس سببا في ابتعاد الناخبين عن أي مرشح يحسب عليه ، فانتهجوا - لأول مرة - خطا آخر وكأن الرئيس ليس ديمقراطيا ، وبرغم ذلك ، فإن الجمهوريين اكتسحوا الكونجرس وباتت لهم الكلمة العليا في المجلسين ، ليس لأن الشعب يحب طريقتهم وأجنداتهم ، ولكن لأن إحباطهم من هذا الرئيس وصل الذروة .

وإذا كان المال السياسي هو اللاعب الأبرز في الإنتخابات الأخيرة ، بحيث أنفق فيها ما قيمته أربعة مليارات دولار ، وهي الأعلى في التاريخ ، فإن أعضاء ديمقراطيين اعترفوا بأن خسارتهم المقاعد تعود إلى أن الشعب صوت ضد أوباما ليعاقبه وليس حبا بالجمهوريين .

ولكي نفهم الصورة أكثر ، فإن ثقلا إضافيا وضع على كتفي أوباما اسمه اللوبي الإسرائيلي الذي بات أقوى وأكثر نفوذا من أوباما نفسه ، بل ومن رؤساء الأحزاب في الكونجرس ، وبات بإمكان هذا اللوبي الإتيان بأوباما إلى الكونجرس للإستجواب أو التحقيق معه حول مسائل بعينها ، وإعاقة عمله إذا شاء ، وإذا كان اللوبي ، بمعناه المبسط ، هو مجموعة من الناس تنظم نفسها سياسيا ، فإن اللوبيات الأخرى من اليونانيين ومن أمريكا اللاتينية والإسبان وغيرهم ، لم يسعفوا أوباما ، بل إن أغلبية الشباب الذين يعرف عنهم : إنهم لا يشاركون في الإنتخابات ، أحجموا عن نصرة الرئيس كما يبدو ، فكانت النتيجة " الصاعقة " وليتحول هذا النجم السابق " أوباما " إلى " بطة عرجاء " بقية أيامه ولياليه في البيت الأبيض ، مع احتفاظه بالفيتو الرئاسي بالطبع .

إن النظام السياسي الأمريكي سبب رئيس في الوصول إلى هكذا نتيجة ، إذ بات " المال " هو الصانع الأقوى والأشرس ، وإذا قلنا " المال " فإننا نقول تلقائيا الدعاية ووسائل الإعلام بمختلف وجوهها ، ولقد أحسن الجمهوريون توظيف ذلك هذه المرة في الدعاية لملفات اقتصادية بحيث لعبوا على الوتر الحساس للأمريكيين ، وذلك لإدراكهم أن الإنتخابات كانت " داخلية " بامتياز ، واقتصادية بشكل أميز ، وروجوا ، وأحسنوا الترويج ، أن النمو الذي " يتشدق " به الديمقراطيون - وفق وصفهم - يعود لرؤوس الأموال ، وليس لمسيرة تنموية حقيقية اتبعها الرئيس ، ورؤوس الأموال ، كما هو معروف تتركز في أيدي 5 % من الأمريكان من كلا الحزبين ، وكان الجمهوريون أسخى وأكثر تبذيرا .

أعلم أن القارئ العربي - عموما - لا تعنيه تفاصيل انتخابات مضى عليها أسابيع ، إلا أن ما تكشف عنه سياسة أوباما " الخارجية " في المنطقة يعنيه بالتأكيد .

وكما قلنا ، فإذا كان أوباما هزم في ملفاته الداخلية ، فإن حلمه بتسجيل إنجاز " خارجي " ذي قيمة عبر ما تبقى له من حكم ، يصبح أولوية الأولويات لديه ، ولعل صحيفة وول ستريت جورنال التي سبق وكشفت عن فضيحة رسائله " السرية " إلى علي خامنئي ورغبته بتسوية الخلافات مع إيران في شتى الملفات إذا أظهرت ليونة في برنامجها النووي ، لعل ذلك أوضح حقيقة ما يسعى إليه الرجل ، أي أن أوباما باع حلفاءه العرب ، وهو على استعداد أن يضحي بهم ، أو إجبارهم على قبول إيران في أي تحالف قادم ، سواء ضد تنظيم داعش المتشدد ،أو أي من ملفات ساخنة قد تطرأ ، والغريب أن أيا من العرب لم يعلق على هذه الفضيحة ، وجاء التعليق من الناطق باسم البيت الأبيض نفسه حيث قال : إن هذه الرسائل " شخصية " وليست رسمية ، بينما قالت سوزان رايس مستشارة الأمن القومي : إن أمريكا لم تقم بأي تنسيق عسكري مع إيران، ليتضح - لاحقا - قيام الطيران الإيراني بغارات في العراق بالتنسيق مع الأمريكيين ، ومن وراء العرب ، لأنه لا يمكن لأي كان التحليق في أجواء مغلقة أمريكيا .

قلنا ، ونعيد هنا : إن إيران بأهمية إسرائيل بالنسبة للولايات المتحدة ، وإذا كان لدى الجمهوريين من توجه حاسم تجاه نووي إيران وليس إيران وقوتها وهيمنتها ، فإن السنتين المتبقيتين من حكم أوباما المتمتع بالفيتو كفيلتان بأن يكون خامنئي قد صنع قنبلته النووية ، بينما لا زال العرب يحاربون تنظيم داعش ، على اعتبار أن الإدارة الأمريكية نفسها قالت : إن التغلب على هذا التنظيم تتطلب سنوات .

د. فطين البداد

fateen@jbcgroup.tv

 




مواضيع ساخنة اخرى

استـ خبارات روسيا: النـ اتو هو من يقود الهجـ مات المضادة وليس الجيش الأوكـ راني
استـ خبارات روسيا: النـ اتو هو من يقود الهجـ مات المضادة وليس الجيش الأوكـ راني
شاهد تركيا يقـ تل حماه بالرصـ اص ثم يـ صرع طليقته في وضح النهار
شاهد تركيا يقـ تل حماه بالرصـ اص ثم يـ صرع طليقته في وضح النهار
إيطاليا تقهر هولندا وتخطف برونزية دوري الأمم
إيطاليا تقهر هولندا وتخطف برونزية دوري الأمم
السعودية: الثلاثاء 27 حزيران وقفة عرفة والأربعاء عيد الأضحى
السعودية: الثلاثاء 27 حزيران وقفة عرفة والأربعاء عيد الأضحى
رسميا.. أول مرشح يعلن خوض انتخابات الرئاسة في مصر
رسميا.. أول مرشح يعلن خوض انتخابات الرئاسة في مصر
واشنطن : إصابة 22 عسكريا في حادث تعرضت له هليكوبتر بشمال شرق سوريا
واشنطن : إصابة 22 عسكريا في حادث تعرضت له هليكوبتر بشمال شرق سوريا
هنا الزاهد تصدم جمهورها بصورة لها قبل عمليات التجميل!
هنا الزاهد تصدم جمهورها بصورة لها قبل عمليات التجميل!
جديد صاحبة الفيديو المشين لطفليها.. تورط ابنها وزوجها الثاني في المصر
جديد صاحبة الفيديو المشين لطفليها.. تورط ابنها وزوجها الثاني في المصر
سماع دوي انفجار في العاصمة الأمريكية واشنطن (فيديو)
سماع دوي انفجار في العاصمة الأمريكية واشنطن (فيديو)
البنتاغون يندد بتصرفات الصين "الخطرة" في آسيا
البنتاغون يندد بتصرفات الصين "الخطرة" في آسيا
78 زعيما دوليا يشاركون في مراسم تنصيب أردوغان السبت
78 زعيما دوليا يشاركون في مراسم تنصيب أردوغان السبت
أوغندا تقر قانونا يجرم المثلية الجنسية وبايدن غاضب ويهدد بقطع المساعدات
أوغندا تقر قانونا يجرم المثلية الجنسية وبايدن غاضب ويهدد بقطع المساعدات
لبنان.. اختطاف مواطن سعودي في بيروت
لبنان.. اختطاف مواطن سعودي في بيروت
السودان.. اشتباكات كثيفة في الخرطوم قبيل انتهاء الهدنة
السودان.. اشتباكات كثيفة في الخرطوم قبيل انتهاء الهدنة
رغم انتصاره الكبير في باخموت.. قائد فاغنر يحذر من تبعات خطير
رغم انتصاره الكبير في باخموت.. قائد فاغنر يحذر من تبعات خطير
الضفة: إصابات بينها برصاص الاحتلال وهجوم للمستوطنين على فلسطينيين
الضفة: إصابات بينها برصاص الاحتلال وهجوم للمستوطنين على فلسطينيين
  • لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
مواضيع شبيهة
يمكنك أيضا قراءة X


اقرأ المزيد