لقاء الملك عبد الله الثاني وأوباما
تُعدُّ زيارة الملك عبد الله الثاني للرئيس أوباما أول زيارة لزعيم عربي إلى البيت الأبيض بعد انتخابات الكونغرس النصفية.
تأتي أهمية هذه الزيارة في التأكيد على الدور الأساسي والمحوري للأردن في مكافحة الإرهاب ومحاربة تنظيم داعش في كل من سوريا والعراق نظراً لأهمية موقع الأردن بالنسبة لهذين البلدين المجاورين لحدوده ، كما وتأتي الزيارة لتؤكد أهمية الأردن في مجمل القضايا الإقليمية التي تعيشها المنطقة ومكانته في خريطة السلام العالمية .
الولايات المتحدة تعتبر الأردن حليفاً استراتيجياً مهماً وتريد منه أن يلعب دوراً أكبر ضمن قوات التحالف للقضاء على طاعون العصر : داعش ، والملك حريص على هذا المطلب ويعتبره أساسيا وضروريا لأمن وأمان الأردن، وقال خلال الاجتماع بالرئيس أوباما : بأن جنوده يفتخرون بأن يكونوا جزءاً من الجهود الدولية للحرب على الإرهاب وقتال التنظيم الإرهابي .
كما طالب الملك في زيارته هذه زيادة الدعم للاجئين السوريين الذين وصل عددهم في الأردن لأكثر من مليون ونصف المليون ما بين المسجلين والمقيمين ، إضافةً لوجود اللاجئين العراقيين والفلسطينيين وهو البلد الفقير الذي يفتقر إلى الموارد وبحاجة ماسة إلي الدعم ، الأمر الذي استجاب له أوباما بإعلانه زيادة المساعدات بقيمة 350 مليون دولار تضاف إلى المساعدة السنوية بقيمة 650 مليونا لتصبح المساعدة الأمريكية مليار دولار سنويا .
وأيضا ، كان للقضية الفلسطينية جانبٌ كبير في المباحثات، حيث ناقش الطرفان الوضع المتوتر في القدس الشرقية ومفاوضات السلام المتعثرة بين الفلسطينين واسرائيل، والتي نتج عنها مؤخرا توتر كبير في العلاقات بين الأردن واسرائيل على خلفية الأحداث في القدس والانتهاكات التي يمارسها الاسرائيليون بحق المقدسات التي يشرف عليها الأردن ، ووصل الأمر إلى استدعاء الأردن لسفيره في تل أبيب احتجاجاً على ما اعتبره " خرقا لاتفاقية وادي عربة والولاية الأردنية على القدس " بل إن وزير الإعلام الأردني محمد المومني هدد صراحة بإلغاء اتفاقية وادي عربة .
.
إلا أن أوباما ، ورغم إشادته بدور الأردن في محاربة الإرهاب ووصفه "بالشريك الصامد" وتقديمه الدعم المادي ، لكنه رفض أية مبادرات جديدة بخصوص عملية السلام القائمة على حل الدولتين حيث يعتبر أن الوقت غير مناسب لذلك راهنا .
وفي ما يخص المشروع الذي قدمه الأردن بشأن الإعتراف بدولة فلسطين قالت الناطقة بإسم الخارجية الأميركية ماري هارف: “ إن من السابق لأوانه الآن تحديد كيف ستتبلور الأمور بالنسبة لمستقبل مشروع قرار قدمه الأردن بالنيابة عن الفلسطينيين إلى مجلس الأمن يطالب بوضع جدول زمني لإنهاء الاحتلال الاسرائيلي ومشروع قرار آخر وزعته فرنسا يدعو إلى استئناف المفاوضات الاسرائيلية وإنهائها بغضون عامين مع تحديد مهلة لقيام دولة فلسطينية " ..
لا شك أن هذا اللقاء الذي جمع الملك عبد الله الثاني والرئيس أوباما هو لقاء قمة على مختلف الأصعدة نظراً لما تشهده المنطقة من صراعات ما يستدعي الجميع العمل من أجل تحقيق الأمن والسلام في الشرق الأوسط.
د. فطين البداد
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews