دورة الخليج وبطولة التهريج
اليوم السبت تستضيف مملكة البحرين الشقيقة منافسات بطولة دورة الخليج 21 بافتتاح مبسط كبساطة الدولة المستضيفة وشعبها الحبيب، ثم تنطلق مباشرة أولى مواجهات المجموعة الأولى بين المنتخب البحريني والمنتخب العماني، يليها في نفس المجموعة لقاء بين المنتخبين الإماراتي والقطري، وأحسب أنه من الصعب التوقع بما سوف تسفر عنه هاتان المواجهتان لاعتبارات لها علاقة مباشرة بالجوانب النفسية المسيطرة على أجواء هذه الدورة منذ تأسيسها والتي تطغى على كافة التجهيزات والتحضيرات الفنية وكل الترشيحات المسبقة، وهذه حقيقة مسلم بها لدى جميع المهتمين بها والمتابعين لها، والتاريخ خير شاهد على ذلك، فكثير من الأحيان ما هزمت في نهاياتها على مدى20 بطولة أصحاب الأرض وانتصرت على عدد كبير من رموز (التهريج) المعروفين بإطلاق تصريحاتهم النارية بما فيها من حروب إعلامية منها ما هو جاد فتخسر المعركة لتصبح هي (كبش الفدا) لأنها مارست ضغوطاً نفسية على اللاعبين لتأتي النهاية مخالفة ومخيبة لكل الآمال والطموحات. ـ بينما هناك من يدخل عالم التفخيم والسخرية مستخدما لغة (التهريج) سلاحاً مؤثرا ليس بالضروري إرهاب الفرق المشاركة إنما (لغاية في نفس يعقوب) يستهدف من خلال آرائه إبعاد لاعبي منتخب بلاده عن كل المؤثرات الخارجية التي تضعهم في واجهة المدفع عبر مطالبات جماهيرية وإعلامية ملحة بتحقيق البطولة وفقاً لأفضلية تفرض عليهم استثمارها وعدم التفريط بها إلا أن لغة الخطاب الإعلامي لرئيس البعثة أو مدير الفريق أخذ منحنى في الاتجاه المعاكس الذي يمارس ضغطاً على المنتخب المنافس الذي يخشى من خطورته واحتمالات كسبه اللقب. ـ الشواهد على أنها (هذه البطولة) اكتست على مدار عمرها بحرب التصريحات الصحافية لا تخفى على من عاصروها ويقيناً أنها مازالت إلى يومنا هذا في الذاكرة بشخوصها ويأتي من أبرز تلك الشخصيات الشهيد الشيخ فهد الأحمد (رحمه الله) الذي كانت له نفس سمات الأمير عبدالرحمن بن سعود (رحمه الله) بما لهما من قابلية عند كافة جماهير دول الخليج، وإن كان الشيخ أحمد الفهد بعد استشهاد والده وتوليه رئاسة الاتحاد الكويتي سار على خطى والده، وقد نجح إلى حد كبير في تأكيد صحة المثل القائل (هذا الشبل من ذاك الأسد) إلا أنه أخفق مؤخراً في تصريحات غير لائقة حينما ادعى أن هناك من رؤساء الاتحادات الخليجية أوكل إليه مهمة الإطاحة برئيس الاتحاد الآسيوي المستقيل محمد بن همام من منصبه، وهي معلومة إن سلمنا بصدق قائلها فلماذا لم يصرح بها في حينها وفي لحظة (قوة) خصمه وكأنه يبحث عن بطولة (وهمية)، ولعل الأسوأ منه هو أحمد السليطي الذي حاول استعراض عضلاته في (هرج ومرج) مغلف بالمثالية في دفاع عن ابن همام في الوقت الذي كانت لهذا السليطي كرياضي وإعلامي (سقطات) كبيرة لا تغتفر عندما تحدث عن الكرة السعودية. ـ المعادلة الإعلامية اختلفت منذ ظهور الفضائيات اختلافاً جذرياً وأصبح أبطال (التهريج) تميل بنسبة كبيرة لمنسوبي الوسط الإعلامي من خلال برامج يومية ومنافسة قوية بين القنوات الخليجية وغيرها لكسب رضا المشاهد واهتماماته، وبقدر غياب المتعة الكروية التي قد لا تتوفر في الملعب حالياً كما كان (زمان) باتت هذه البرامج تشكل حالياً جزءاً رئيسياً ومهماً من جمهور يستمتع بها وحريص على متابعة تغطياتها ومنافسة هو من يشارك في تحديد بطلها، ولعل أجمل ما فيها أنها غطت على (ضعف) فني لبطولة حافظ على توهجها إعلام خليجي، شاء من شاء وأبى من أبى.
(الرياضية السعودية)
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews