الهلال والتعصب الرياضي
تأهَّل الهلال لختام البطولة الآسيويَّة، ليمثل بدوره الكرة السعودية، فرح لتأهله الجمهور الرياضي عامة، والجمهور الأزرق خاصة، لكنَّ الفرحة لم تسلم من التعصب الهمجي الذي غرسه في الوسط الرياضي بعض المشجعين، والإعلاميين، وبعضٌ من رؤساء الأندية، فنثروا عبر قنواتهم داء تعصبهم بكلمات بذيئة، قذفوا بها في كل مكان وزاوية، فانتشر الداء بشكل واسع، ولم يسلم منه إلَّا من رحم ربي، فطالت لعناتهم البيت والحيَّ والمدرسة، والشارع والمكتبة، لعنات وسباب، هتك أعراض، تلفيق كاذب مقصود، وبعضهم جعل من الدين سلعة يتداولها سفاه العقول، ومن الوطنية سلعة رخيصة أخرى ليشكك في مدى انتمائك لوطنك من يشاء، فبدلاً من أن يقف الجمهور الرياضي صفاً واحداً – للتشجيع والاستمتاع معاً بكرة جميلة أبطالها إخوة أو أبناء عمومة أو كانوا رفقاء في مدرسة يجمعهم وطن واحد، وتحت سقف واحد- وقفوا لبعضهم بعضاً أعداءً، بحجة الانتماء إلى لون معين، ومع الأسف الشديد انجرف مع هذا الموج كثيرون، من مختلف الأعمار، والمحزن أكثر انتقال بعض مَن كنَّا نظنُّهم في يوم ما عقلاء إلى منحدر الدناءة، وجرف السفاهة، فبعد أن بدأ التشجيع بالصدقات والاستغفار اُختُتم بعبارة «العنوا والدينه»، فشتَّان بين البداية والختام.
ختاماً
> متى نبتعد عن التعصُّب الرياضي، الذي أضرَّ بكيان وطن، وبفنِّ الرياضة الحقيقيَّة؟، ومتى نرتقي بتعاملنا مع بعضنا البعض، كمشجعين متذوقين، لا كأعداء، ومصارعين؟!
> نعم، لا ضير من الحماس والتحدِّي، شريطة عدم اللجوء إلى السباب والشتم، وأرجو أن يكون هناك عقاب رادعٌ لكل من يثير البلبلة ويغرس بذور التعصب في قلوب الشباب الرياضي أيّاً كان منصبه أو انتماؤه، والسلام ختام.
الشرق 2014-10-31
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews