ضيفات الـ«بي بي سي»
في برنامجها التلفزيوني الأسبوعي «دنيانا» في الـ«بي بي سي"، اعتادت المذيعة ندى عبدالصمد أن تستقطب بعض السيدات الناشطات في عالمنا العربي، تستشف رؤية أولئك السيدات عمّا يجري على الساحة الدولية، والتعليق عليها حسب مفاهيمهن، وغالبًا ما تكون المُستضَافات معارضات لسياسات بلادهن، ويقمن في الخارج، وكما هو شأن الـ«بي بي سي" في سياستها المتبعة فإنها تتعمّد دومًا في طرحها الإثارة، بحجة إيصال الرأي الآخر -وهذه المرة الأنثوي- لأكبر عدد من مشاهديها الكثر في العالم العربي، تمارس التعبئة، والتحشيد، والتغذية من خلال تقديم مواد مثيرة للكراهية، وكما يعلق أحد الصحافيين اللبنانيين على تلك الحوارات، واصفًا إيّاها بأنها تتمحور حول ثنائية مكررة «الشرق الإسلامي المتخلّف والمستبد، مقابل الغرب الحر الحضاري العلماني المتطوّر"، شاهدُنا في هذا عناوين الحلقات المستفزة، مثال: (عسكرة الثورات العربية، الاحتجاج السياسي النسوي الذي يأخذ صفة التعرّي، قوانين تجريم الجهاد في السعودية، الحلف الدولي ضد داعش، تغيير الدين في عالمنا العربي، الانقسام المذهبي الذي تشهده المنطقة العربية)، وموضوعات أخرى مشابهة في تصوّري بأن النقاش فيها أكبر مستوى من ثقافة ضيفات تلك الحلقات، لأنهن غير ملمّات بمعرفة العمل السياسي، ولا بالفقه الديني، كما يفتقرن لأبسط قواعد التحليل، إضافة إلى عدم توفيق معدّي البرنامج في حُسن الاختيار، حيث يصطادون ضيفاتهم من وسط الميادين المكتظة بالمحتجين، أو عن طريق المدونات، هذا هو دأب الـ"بي بي سي" في معظم برامجها الحوارية التي تشجع على الاحتقان، وتذكي نيران الخلافات بين الدول وتهيج الشعوب، ولديها أبواق معروفة تستعين بها متى شاءت لمهاجمة أنظمة معينة كـ«عبدالباري عطوان، وموضي الرشيد، وغيرهما" من المقيمين في لندن، ويتحدثون حسب هوى القناة، وينفذون أجندتها.
هذا الخطاب الإعلامي المستفز والمحرّض الذي تتبعه هذه القناة يسير وفق السياسة الخارجية البريطانية أيام عهود الاحتلال، حيث تركت في كل مستعمرة حدودًا مختلف عليها؛ رغبة في زرع النزاعات، "كشمير" بين الهند وباكستان، وفلسطين بين العرب والصهاينة، "جزر حوار وفشت الديبل وجرادة" بين الشقيقتين قطر والبحرين، وفي العراق وأفغانستان والصومال كانت لها أيادٍ تنشد عدم الاستقرار، هذا التوجه اعترف به وزير خارجية بريطانيا الأسبق "جاك سترو" في مقابلة أجرتها معه صحيفة (ستيتمان) قال فيها بأن بلاده ارتكبت أخطاء خطيرة للغاية منها مشكلة كشمير، وأكد على "أن الكثير من المشكلات التي ينبغي علينا تسويتها الآن هي من نتائج ماضينا الإمبريالي".
اليوم وبعد أن رفضت الأصوات المعتدلة والمحايدة دعوة الـ"بي بي سي" الظهور عبر شاشتها، لجأت إلى الشارع العربي تبحث فيه عمن يهدد، ويتوعد لترضي نفسها، بصرف النظر عن مكانته ومؤهلاته.
(المدينة 2014-10-31)
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews