تحذير دولي من استمرار الفراغ المساعدات رهنٌ بانتخاب رئيس للجمهورية
أبلغ عدد من سفراء الدول الكبرى، وعلى الاخص الاوروبية منها، المسؤولين انه لم يعد من الجائز ابقاء لبنان من دون رئيس جمهورية. وحذروا من أن القوى التي تريد الشر له وتعمل على زعزعة استقراره ستنجح في حال استمرار الفراغ الرئاسي. وذهب البعض منهم، كسفير بريطانيا طوم فلتشر الى الجزم بأنه "يصعب ان نقدم المساعدات للبنان من دون ان يكون هناك رئيس للجمهورية".
هذا الكلام قاله لرئيس الحكومة تمام سلام الذي بدوره كرر له انه منذ تسلمه مهماته في السرايا يدعو الى الاسراع في انتخاب رئيس للبلاد، من دون جدوى.
وأكد فلتشر ضرورة أن يكون الرئيس في قصر بعبدا حيث مكتبه مقفل منذ 145 يوما، وليس هناك خطوة الى الامام لإنجاز هذا الاستحقاق، وذلك في معرض تعبيره عن تأثيره برؤية القصر فارغا من الرئيس لدى مروره بجواره وهو في طريقه الى مكتبه. ليت المعنيين بهذا الملف يشعرون بالامر نفسه ويسعون الى تشجيع قادة الدول على مساعدة البلاد التي تواجه اخطر أزمة يصفها رئيس "تكتل التغيير والاصلاح" النائب ميشال عون بأنها "كيانية"، اي ان الكيان اللبناني مهدد، فلماذا هذه المماطلة عبر العناد الذي ينتهجه لمنع توفير النصاب، وتاليا التفاهم على انتخاب رئيس جديد للبلاد للانصراف الى وضع خطة وقائية تحصن البلاد وتجمع كل القوى السياسية لمواجهة هذا الخطر المتمثل حتى الآن في "جبهة النصرة"، من دون إسقاط احتمال انضمام "داعش" اليها.
واللافت أن أكثر من سفير اوروبي ينضم الى فلتشر، مثل سفيرة الاتحاد الاوروبي انجلينا ايخهورست التي لم تترك مسؤولا بارزاً الا نقلت اليه ما يعلّقه الاتحاد من أهمية على انتخاب رئيس للجمهورية، لان التسليم بالفراغ الرئاسي له عواقبه الوخيمة ليس فقط على لبنان بل ايضا على الدول التي تتعامل معه.
الرئيس نبيه بري مع الاسراع في انتخاب رئيس للبلاد، وكذلك "حزب الله"، وقد سأل نائبه: "ما الذي يمنع من ان نتلمس معا الطريق الممكنة لننتخب رئيسا للجمهورية؟" لكن ماذا فعلا من اجل اقناع حليفهما ميشال عون بالتخلي عن طموحه بأن يكون رئيسا للبلاد؟
وأجمع المطلعون على أن المساعي الجارية على الصعد الدولية والاقليمية والعربية لانجاز الاستحقاق، لم تؤد الى أي نتيجة، لان استمرار التنافس بين قوى 8 و14 على ما هو سيبقى قصر بعبدا من دون رئيس الى وقت غير محدد. والمطلوب من القوتين الرئيسيتين ان تختلطا، اي ان يجتمع بري مع عون او مع جعجع من اجل انتخاب رئيس تسوية يمكن ان يتعاون مع فريقي النزاع المختلفين على معظم الملفات وعلى الازمة السورية. ولكن بعدما غزا بعض الارهاب عرسال وبريتال وفجر السيارات المفخخة في احياء الضاحية المكتظة بالسكان وبعرسال وبقرى أخرى، لم يعد مسموحا الاستمرار بالعناد المؤدي الى تدمير منهجي للمؤسسات أو تعطيلها، او على الاقل شلها. وما يدعو الى ذلك هو ان الدول الكبرى ولا سيما دول "المجموعة الدولية لدعم لبنان" صمّت آذان اللبنانيين بالتكرار انها تشكلت من أجل صون الاستقرار السياسي والامني في لبنان، وهذا لم يتحقق، حتى ان السلاح المشترى بمال سعودي لم يسلموه بعد الى الجيش اللبنانيّ!
(المصدر: النهار 2014-10-16)
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews