الصحفيون الفلسطينيون في مرمى الاحتلال الاسرائيلي

جي بي سي- تصاعدت الانتهاكات الاسرائيلية بحق الصحفيين في الاراضي الفلسطينية بشكل خطير، وخاصة خلال الاونة الاخيرة، من اعتقالات وقتل واستدعاءات واصابات في صفوفهم، حتى بات الصحفي رهينة طلقة نارية قد تخرس صوت الحقيقة للابد.

الصحفيون في فلسطين يفترشون ارض المغامرة في سبيل فضح سياسات الاحتلال الاسرائيلي في الاراضي المحتلة، ورؤوسهم مكشوفة قد تطالها النيران الاسرائيلية في اي لحظة.

محمد المومني (36) عاما، لديه اسرة مكونة من 7 اخوه، متزوج وله ابنتين، والده متوفي منذ سنتين، ويعمل في مجال التصوير الصحفي منذ13 عام , منها 3 سنوات مع وكالة رويتر وبعدها انتقلت الى الوكالة الفرنسيه التي ما زال يعمل بها لغاية هذا الوقت.

وهو واحد من بين عشرات الصحفيين الذين تعرضوا للاصابة خلال ادائهم عملهم، حيث تعرض ما يقارب 17 مرة للاصابة بين رصاص حي ومطاط، وكانت اهمها رصاصة في الكعب في الاجتياح على مدينة رام الله، ورصاصة معدنية في قرية بلعين كانت عن بعد 3 امتار في الرأس".

يقول المومني "هذه المهنة صعبه جدا، لكني اعشقها ولم اتخيل نفسي دونها، حيث كانت الهوايه منذ الصغر واتممتها بالدراسه التخصصية لعلوم التصوير في المعهد العلمي في القدس ومن ثم الجامعه العبرية".

ويضيف "حصلت على العديد من الجوائز والتي كان اهمها اثنتان في صورة السنة العالمية, وهي صورة من بلعين لعروس تتزوج عند الجدار, والثانيه لجنازة الشهيد ياسر عرفات".

نقابة الصحفيين تعتبر ان لاعتداءات الاسرائيلية ممنهجة

اما بالنسبه لنقابة الصحفيين الفلسطينيين، فيعتب المومني على ادائها، ويقول "النقابة كانت تكتفي باصدار بيان ادانة للجيش الاسرائيلي، رغم وضوح الاصابة ومصدرها، فاصابة بلعين كانت مقصودة وصورها احد زملائي في احدى محطات التلفزة، ويظهر الجندي وهو يطلق النار مباشرة تجاهي، ولم تقم النقابة سوى بشجب ذلك".

بينما شدد نقيب الصحفيين د.عبد الناصر النجار على دعم النقابة للصحفيين في اداء واجبهم، وذلك في ظل تصاعد وتيرة الاعتداءات الإسرائيلية بحقهم وخاصة في الآونة الأخيرة، وقال ان نحو 20 صحافيا أصيبوا في الضفة الغربية خلال الأشهر الأخيرة، وأن النقابة اتخذت اجراءات لنقل ملف الاعتداءات على الصحافيين إلى القضاء الدولي وان اتحاد الصحافيين الدولي أبدى استعداده للمساهمة في رفع دعاوى ضد قادة الاحتلال.

واضاف النجار ان الصحفي الفلسطيني اصبح هدفا مشروعا لجنود الاحتلال، وذلك حسب تصريحات رسمية من مكتب نتنياهو، وبالتالي الاعتداءات عليهم هي اعتداءات ممنهجة، والصحفي الفلسطيني يدفع ضريبة الدم لاثبات مهنيته وقدرته على مواصلة عمله ونقل الصورة الصادقة والصحيحة للعالم.

وشدد النجار على أن الاعتداءات الإسرائيلية المدروسة لن تثني الصحفيين عن القيام بمسؤولياتهم في نقل الحقيقة وفضح ممارسات الاحتلال في الاراضي الفلسطينية.

ولفت النجار الى أن الاجراءات الاحتلالية تهدف إلى منع الصحافيين من القيام بدورهم في نقل حقيقة ما يقوم به الاحتلال للعالم، واعتقال الصحفي ورسام الكاريكاتير محمد سباعنة جزء من مسلسل العدوان الذي تتعرض له الصحافة الفلسطينية لخنق الكلمة الحرة ومنع فضح ممارسات الاحتلال للعالم خوفا من تشكيل راي عام دولي ضد الاحتلال.

مدى: عام 2012 كان الاسوأ على الحريات الإعلامية منذ عام 2009

وقد سلط المركز الفلسطيني للتنمية والحريات الاعلامية "مدى" الضوء على ابرز الانتهاكات التي تعرض لها الصحافيين الفلسطينيين، والتي شهدت تصعيدا غير مسبوق من قبل الجانب الاسرائيلي وانخفاضاً من قبل الجانب الفلسطيني في الضفة والقطاع، مشيرا الى ان العام 2012 كان الاسوأ على الحريات الإعلامية منذ عام 2009، حسب ما أفاده التقرير السنوي الذي يصدره المركز حول انتهاكات الحريات الاعلامية في فلسطين.

حسب تقرير "مدى" فقد كان ابرز الانتهاكات قتل ثلاثة صحافيين في قطاع غزة، ولم تكتفي قوات الاحتلال بالاعتداء على الصحافة الفلسطينية بل لجأت لقصف المقرات الاعلامية في غزة.

وافاد مركز مدى بأنه تم رصد 238 انتهاكاً للحريات الاعلامية، حيث ارتكب الاحتلال الاسرائيلي ما نسبته 70% منها و30% من قبل الجانب الفلسطيني، والذي شهد انخفاضا بنسبة 31% مقارنة بعام 2011.

اما اشد الانتهاكات خطورة حسب مدى فتمثلت في قصف المقرات الإعلامية واستهداف الصحافيين الميدانيين من قبل الاحتلال، أما على الجانب الفلسطيني فتمثلت ابرز الانتهاكات باعتقال الصحافيين على خلفية عملهم الصحفي وبلغت حالات الاعتقال 12 حالة، واستدعاء الصحفيين للتحقيق معهم من قبل الاجهزة الامنية وبلغت 13 استدعاء، و14 حالة منع من التغطية و11 حالة اعتداء جسدي.

كما اشارت مدى لتصعيد في استهداف الصحفيين خلال الشهر الماضي، فحسب تقريرها الشهري واصلت قوات الاحتلال الاسرائيلي استهدافها واعتداءاتها على الصحفيين في دولة فلسطين المحتلة خلال شهر اذار 2013، حيث شهد الشهر الماضي تصعيدا جديدا ضد الحريات الاعلامية في الضفة الغربية من قبل قوات الاحتلال، مما تسبب في اصابة العديد من الصحفيين بجراح مختلفة اصعبها كان الاصابات التي تعرض لها ثلاثة من الصحفيين: جهاد القاضي امام معتقل عوفر، عطا عويسات، ومحفوظ ابو ترك في مدينة القدس. كما واصلت قوات الاحتلال اتباع سياسة اعتقال واحتجاز الصحفيين حيث اعتقلت الصحفيين وليد خالد وطارق ابو زيد وبكر العتيلي، واحتجزت الصحفيين عبد العزيز نوفل وحمزة السلايمة، بالاضافة الى احتجاز والاعتداء بوحشية على المصور الصحفي محمد الفاتح ابو سنينة في مدينة القدس، واحتجاز الصحفي محمد اللحام على معبر الكرامة، والصحفي محمود ابو خضير في مدينة القدس، هذا بالاضافة لمنع صحفيين من التغطية في العديد من المواقع واطلاق قنابل الغاز والصوت باتجاههم مما ادى الى اصابة العيدي منهم بالاختناق.

وطالب المركز بضرورة تشكيل لجنة دولية للتحقيق في ظروف استشهاد الصحافيين الثلاثة الذين استشهدوا ابان الحرب الاخيرة على قطاع غزة.

كما وطالب المركز بضرورة وضع سياسات واضحة ومحددة حول احترام الحريات الاعلامية، واتخاذ موقف واضح بتحريم اعتقال الصحفيين على خلفية عملهم الصحفي.

رغم تلك الانتهاكات التي تسجل بحق الصحفيين الفلسطينيين الا ان الاقبال على تخصص الصحافة لم يسجل تراجعا في الاراضي الفلسطينية، رغم البطالة المنتشرة لخريجي هذا التخصص، يقول المومني "لم اشعر في الندم يوما, بالعكس انا اشجع ايا كان ان يتخصص في هذا المجال بشرط ان يمتلك الهواية".

كما دعا المومني الصحفيين الى اخذ الحيطة والحذر دائما، وان يتم اختيار زاوية نوعا ما تكون أمنة، خاصة وقت الاشتباكات، ولبس الدرع والخوذة، "وهذا الذي يجب ان يتوفر لكل مصور يعمل في الميدان".

( جي بي سي - رام الله - حسناء الرنتيسي )