مزيد من الفضائح في الشرطة الإسرائيلية

جي بي سي نيوز - : كشف النقاب يوم الثلاثاء عن قضايا فساد جديدة في سلك الشرطة الإسرائيلية التي تمر في هزة عنيفة وموجة استقالات، وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أنه إلى جانب «القضايا المربكة» التي تعصف بقيادة الشرطة انضمت الثلاثاء شبهات حول مخالفات خطيرة من جانب ضباط شرطة بمستويات أقل.

وقالت صحيفة يديعوت أحرونوت إنه كشف النقاب عن ثلاث قضايا فساد جديدة في الشرطة في مستويات القيادة الدنيا يجري التحقيق فيها، حيث يجري التحقيق مع ضابط في اللواء الجنوبي بشبهة تلقي رشوة من تاجر مخدرات، واعتقل بعد تحقيقات سرية.

القضية الثانية هي التحقيق مع ضابط آخر بتهمة إقامة علاقات جنسية مع شرطية تخضع لإمرته، وإلى جانب ذلك قرر قسم التحقيقات مع الشرطة تقديم لائحة اتهام ضد الضابط أفي مئير، قائد قسم شرطة الخضيرة الذي خضع للتحقيق قبل شهور بتهمة تحرش جنسي.

و في مؤشر آخر على تفاقم الأزمة كشفت إذاعة الجيش الإسرائيلي الثلاثاء أن كبار الضباط سيخضعون لفحص على جهاز كشف الكذب.

وقالت إن الفحص سيتضمن أسئلة حول حياتهم وأسرارهم الشخصية. وأضافت أنه في أعقاب رفض عدد من الضباط الخضوع للفحص أعلن المفتش العام للشرطة، يوحنان دانينون، بأن كل ضابط لا يخضع للفحص سيجد نفسه خارج سلك الشرطة.

وقالت الإذاعة إن الفحص سيشمل أيضا ضباط شرطة في مواقع حساسة، لفحص إذا ما كانوا «أبرياء من قضايا مربكة». وقالت الإذاعة إن طاقم قيادة الشرطة أصبح خاليا من الضباط، فخلال أسبوعين استقال اثنان من كباره، حيث استقال قائد لواء المركز، المفتش برونو شتاين، وانضم إليه يوم الإثنين قائد لواء القدس، يوسي فريانتي.

وكان فريانتي قد حل مكان المفتش نيسو شاحام الذي استقال في أعقاب الكشف عن اتهامات بتحرش جنسي.

ويبدو أن السباق والتنافس على منصب المفتش العام أخرج أو يهدد بإخراج فضائح تمس كبار الضباط، لهذا دخلت الشرطة في أزمة حادة أدت إلى موجة استقالات وتخبط في أوساط القيادة العليا.

يشار إلى أنه في أعقاب موجة الاستقالات في سلك الشرطة، طالب ضباط شرطة بالتعجيل بتعيين مفتش عام جديد للشرطة، غير أن وزير الأمن الداخلي، يتسحاك أهرنوفيتش، صرّح بأن الأحداث الأخيرة لا ينبغي أن تعجل قرار تعيين مفتش عام جديد، لكنه اعترف بأن « أياما ليست سهلة تمر على الشرطة».

وقال أهرنوفيتش : "أيام غير سهلة تمر على الشرطة لكنها قادرة على تجاوز ذلك".

وكان مفتش سابق في الشرطة حمل المفتش العام يوحانان دانينو مسؤولية ما يحصل في الشرطة، وقال: " يحصل أمر جلل في الشرطة، وعلى المفتش العام أن يطرح الكثير من الأسئلة على نفسه".

وتتعرض الشرطة الإسرائيلية لهزة شديدة في الآونة الأخيرة على خلفية فضائح، بينها قضايا فساد، التصقت بقيادة الشرطة وهو الأمر الذي دفع عددا منهم إلى الاستقالة أو أرغموا على التنحي عن مناصبهم.

وكانت آخر القضايا التي تفجرت وهزت أركان الشرطة الإسرائيلية، إعلان قائد الشرطة في منطقة القدس، يوسي فيريانتي، بأنه يعتزم التنحي عن منصبه وعدم المنافسة على منصب المفتش العام للشرطة خلفا للمفتش العام الحالي، يوحنان دانينو.

وذكرت الصحف الإسرائيلية، الاثنين، أن إعلان فيريانتي عن قرار بالاستقالة قوبل بين أوساط ضباط الشرطة باستغراب كبير، خاصة وأنه ضابط شاب نسبيا واستقالته لم تكن متوقعة.

ونقلت الصحف الإسرائيلية عن فريانتي قوله إنه "ليس لدي ما أتستر عليه ولا يجري تحقيق ضدي، وسأخرج من سلك الشرطة لأني لست منجذبا لسحر السباق على منصب المفتش العام".

ونقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن ضابط في الشرطة تقديره أن "فريانتي يريد الامتناع عن نشر تفاصيل قضية من ماضيه".

من جانبه قال المفتش العام للشرطة يوحنان دانينو إن "مغادرة فريانتي تضع علامات استفهام حول إشغال المناصب الرفيعة في إسرائيل" فيما قال ضباط إن "السباق على منصب المفتش العام للشرطة تحول إلى مهزلة". وأشاروا إلى أن "الجميع يستقيلون، ولا أحد يريد أن يكون مفتشا عاما. ولم يعد واضحا أية فضائح تستتر في خزانة كل ضابط، والوضع أصبح ينطوي على تناقض ومقلق للغاية".

وأثار الوضع داخل صفوف الشرطة حرج دانينو، إذ أن فريانتي هو رابع عميد شرطة يغادر صفوفها خلال ولايته. وقبل أسابيع قليلة اضطر قائد الشرطة في منطقة الوسط، العميد برونو شطاين، إلى الاستقالة بعد نشر شريط مصور يوثق مشاركته في حفلة أقامها المحامي رونال فيشر المشتبه بالتوسط في عملية رشوة كبيرة.

وفي شهر شباط الماضي استقال قائد وحدة التحقيقات في الجرائم الخطيرة، العميد مناشيه أرفيف، في أعقاب الكشف عن ادعاءات ضده بالحصول على امتيازات من مقربين من الحاخام بينتو الذي يخضع للمحاكمة في إسرائيل والولايات المتحدة.

وأقصي القائد السابق للشرطة في منطقة القدس، العميد نيسو شوحام، عن عمله، في تشرين الأول من العام الماضي، وتم توجيه اتهام ضده بارتكاب أعمال مشينة والتحرش الجنسي والاحتيال وخيانة الأمانة.