Date : 23,11,2024, Time : 05:25:38 PM
7077 : عدد القراء حاليا
حالة الطقس
°C
Amman,Jordan
13
اليوم
العليا 22° الدنيا 12°
غداً
العليا 18° الدنيا 12°
أرسل خبر
آخر تحديث: الاثنين 27 جمادي الاول 1434هـ - 08 ابريل 2013م 02:48 ص

بارزاني واللاعب الكردي

بارزاني واللاعب الكردي
غسان شربل

في هذا الشرق الأوسط الرهيب الذي تتداعى أنظمته أو حكوماته وترتعد خرائطه وأقلياته. ها نحن نشهد ولادة لاعب جديد. إنه اللاعب الكردي.

في القرن الماضي قست لعبة الأمم على الأكراد. وزّعتهم على الخرائط أقليات في تركيا والعراق وإيران وسورية. وزّعتهم من دون سؤالهم. أصدرت الجغرافيا حكماً مبرماً على هذا الشعب وذيّل التاريخ الحكم بتوقيعه. إننا نتحدث اليوم عن ما يقارب 35 مليون كردي.

وقبل عقد واحد، كان هناك من يعتقد أن قَدَر الأكراد أن يتوارثوا حكايات آلامهم في الجبال ومشاهد حلبجة وحملة الأنفال وأن يبتلعوا مرغَمين ظلم حملات التتريك والتعريب. كان إنكار حق الأكراد بنداً ثابتاً في برامج حكومات الدول الأربع على رغم تجنّب المجاهرة به وادعاء العكس. فجأة كَسَرَت المغامرة الأميركية المجنونة بغزو العراق هذه اللعبة الراسخة. ما كان للغزو أن يحصل لو لم يجاهر التحالف الكردي - الشيعي برغبته في إطاحة نظام صدام حسين بأي وسيلة وأي طريقة. وهكذا تقاضى الشيعة بغداد وتقاضى الأكراد إقليم كردستان بموجب دستور جمهورية العراق الفيديرالية.

للمرة الأولى في تاريخهم المغموس بالدم، يمضي الأكراد عقداً كاملاً من الاستقرار. يعيشون تحت عَلَمِهم وإن احتفظوا بالعَلَم العراقي. يدرّسون أولادهم بلغتهم ويرددون مواويلهم في الساحات. يشقّون الطرق ويبنون الجامعات. ويجتذبون المستثمرين والسياح. وكان العقد حافلاً بالمشاهد. مسعود مصطفى بارزاني يقود الإقليم منتخباً بكفاءة رجل الدولة بعدما قاد البيشمركة بكفاءة الفدائي والسياسي. وجلال طالباني يجلس في مكتب صدام حسين رئيساً للعراق. وهوشيار زيباري يقود الديبلوماسية العراقية باحثاً عن مصلحة العراق بين الظل الأميركي والنفوذ الإيراني. ثمة مشهد آخر لا يقل أهمية. هبطت في مطار أربيل طائرة رجل اسمه رجب طيب أردوغان. وفي رسالة تاريخية قال الزائر ان اليوم الذي كانت تُنكر فيه حقوق الأكراد ولّى إلى غير رجعة. جاهد بارزاني لإخفاء غبطته وقرر البناء على هذه العبارة.

سألتُ مسعود بارزاني عن بدايات الصفحة الجديدة بين تركيا أردوغان وأكراد أوجلان، فردّ معترفاً بدوره في تشجيع الفريقين على اختصار الآلام وسلوك طريق الحل السياسي. وقال ان نجاح العملية سيكون «حدثاً تاريخياً وتحولاً كبيراً على مستوى المنطقة». ورأى أن انطلاق العملية مؤشر على تنامي الواقعية لدى الجانبين، فهذا النزاع استنزف الأكراد والأتراك معاً.

سألتُ بارزاني ايضاً إن كان ما يعيشه إقليم كردستان العراق من استقرار وازدهار يحرّض أكراد الدول المجاورة على الاقتداء بالتجربة، فأجاب: «ليس المطلوب أبداً استنساخ تجربة إقليم كردستان. هناك الظروف والخصوصيات والتوازنات والمعادلات. الظلم المزمن يجب ألاّ يدفع إلى التهور. نحن لا نطالب بتمزيق الخرائط وتغيير الحدود. لا نريد الاشتباك. نريد العيش بسلام مع الأتراك والعرب والفرس. نريد أن نكون عامل استقرار وازدهار. لكن الأكيد أن زمن اغتصاب الحقوق والإقصاء والتهميش قد ولّى. إن ثقافة عدم الاعتراف بالآخر هي ثقافة مدمّرة».

أعرب بارزاني عن ألمه لما تشهده سورية «الموجودة على حدودنا» من أعمال قتل واسعة وتدمير رهيب. تخوَّف من انقسام مديد فيها يوفّر بيئة لسيطرة المتطرفين. نفى ضلوع الإقليم في أي تسليح لأكراد سورية وتمنّى أن يرى هذا البلد المجاور يعيش في ظل الديموقراطية واحترام حقوق جميع مكوناته.

رفض مسعود «شخصنة» الخلاف الحالي مع نوري المالكي معترفاً في الوقت نفسه بأن العلاقة مع النهج المسيطر حالياً في بغداد «تقترب من عتبة اللاعودة». وشدد على أن الأكراد لا يطالبون بأكثر من احترام الدستور والاتفاقات، لافتاً إلى أن النهج الحالي أنجب أزمة عميقة مع المكوّن العربي السنّي.

اختارت تركيا نهجاً آخر في التعامل مع أكرادها. وحين تصمت المدافع في سورية، سيكون المكوّن الكردي حاضراً حول طاولة المصالحة. أكراد إيران سيراقبون في انتظار موعدهم. ساهم نجاح إقليم كردستان في تغيير المصائر.

سألتُ بارزاني عما يريده أبناء مقاتلي البيشمركة، فأجاب مبتسماً: «يريدون الكومبيوتر والتكنولوجيا والجامعات وفرص العمل والمستشفيات. لكن في هذا الشرق الأوسط المعقّد عليك أن تكون حذراً. عليك أن تستعد أيضاً للحرب كي لا تقع».

استفسرتُ منه عن حساسية الإقامة بين محمود أحمدي نجاد ونوري المالكي وبشار الأسد ورجب طيب أردوغان، فضحك واكتفى بالقول: «نريد تحويل الحدود إلى فرص تعاون لا فرص اشتباك. علينا التفكير بكرامة الإنسان والاقتصاد والتعليم. لا عودة الى الوراء». 

( المصدر : الحياة اللندنية )




مواضيع ساخنة اخرى

استـ خبارات روسيا: النـ اتو هو من يقود الهجـ مات المضادة وليس الجيش الأوكـ راني
استـ خبارات روسيا: النـ اتو هو من يقود الهجـ مات المضادة وليس الجيش الأوكـ راني
شاهد تركيا يقـ تل حماه بالرصـ اص ثم يـ صرع طليقته في وضح النهار
شاهد تركيا يقـ تل حماه بالرصـ اص ثم يـ صرع طليقته في وضح النهار
إيطاليا تقهر هولندا وتخطف برونزية دوري الأمم
إيطاليا تقهر هولندا وتخطف برونزية دوري الأمم
السعودية: الثلاثاء 27 حزيران وقفة عرفة والأربعاء عيد الأضحى
السعودية: الثلاثاء 27 حزيران وقفة عرفة والأربعاء عيد الأضحى
رسميا.. أول مرشح يعلن خوض انتخابات الرئاسة في مصر
رسميا.. أول مرشح يعلن خوض انتخابات الرئاسة في مصر
واشنطن : إصابة 22 عسكريا في حادث تعرضت له هليكوبتر بشمال شرق سوريا
واشنطن : إصابة 22 عسكريا في حادث تعرضت له هليكوبتر بشمال شرق سوريا
هنا الزاهد تصدم جمهورها بصورة لها قبل عمليات التجميل!
هنا الزاهد تصدم جمهورها بصورة لها قبل عمليات التجميل!
جديد صاحبة الفيديو المشين لطفليها.. تورط ابنها وزوجها الثاني في المصر
جديد صاحبة الفيديو المشين لطفليها.. تورط ابنها وزوجها الثاني في المصر
سماع دوي انفجار في العاصمة الأمريكية واشنطن (فيديو)
سماع دوي انفجار في العاصمة الأمريكية واشنطن (فيديو)
البنتاغون يندد بتصرفات الصين "الخطرة" في آسيا
البنتاغون يندد بتصرفات الصين "الخطرة" في آسيا
78 زعيما دوليا يشاركون في مراسم تنصيب أردوغان السبت
78 زعيما دوليا يشاركون في مراسم تنصيب أردوغان السبت
أوغندا تقر قانونا يجرم المثلية الجنسية وبايدن غاضب ويهدد بقطع المساعدات
أوغندا تقر قانونا يجرم المثلية الجنسية وبايدن غاضب ويهدد بقطع المساعدات
لبنان.. اختطاف مواطن سعودي في بيروت
لبنان.. اختطاف مواطن سعودي في بيروت
السودان.. اشتباكات كثيفة في الخرطوم قبيل انتهاء الهدنة
السودان.. اشتباكات كثيفة في الخرطوم قبيل انتهاء الهدنة
رغم انتصاره الكبير في باخموت.. قائد فاغنر يحذر من تبعات خطير
رغم انتصاره الكبير في باخموت.. قائد فاغنر يحذر من تبعات خطير
الضفة: إصابات بينها برصاص الاحتلال وهجوم للمستوطنين على فلسطينيين
الضفة: إصابات بينها برصاص الاحتلال وهجوم للمستوطنين على فلسطينيين
  • لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :

اضف تعليق

مواضيع شبيهة
يمكنك أيضا قراءة X


اقرأ المزيد