إجعلوا للسوريين مناطق آمنة أيضا !
طالب رئيس الوزراء العراقي الجديد حيدر العبادي الجمعة ، خلال كلمته في " المؤتمر الوطني للنازحين قسراً " بضرورة إيقاف قصف المدن العراقية حتى تلك التي يسيطرعليها تنظيم الدولة الإسلامية (داعش )، مشدداً - في ذات الوقت - على أهمية تحرير كامل المناطق العراقية التي يتواجد فيها الإرهابيون الداعشيون من خلال التعاون بين القوات المسلحة العراقية والقوى الشعبية والعشائر الغيورة على مصلحة الوطن كما جاء في كلمته .
كما أكد الحاضرون في المؤتمر على ضرورة توفير ممرات إنسانية آمنة بهدف إدخال المساعدات الإنسانية الطبية والغذائية اللازمة إلى المناطق التي تشهد عمليات عسكرية .
ودعا - أيضا - إلى العمل على إخراج النازحين من هذه المناطق وإنشاء مخيمات مؤقتة في مناطق آمنة على أرض العراق لإيوائهم ، وتقديم المنح المالية لهم ، وكذلك تسهيل إصدار وثائق ثبوتية جديدة بدل تلك المفقودة ، واعتبار السنة الدراسية المنصرمة سنة عدم رسوب للنازحين قسراً نظراً للظروف النفسية والاجتماعية التي لحقت بهم، ورعاية النساء والأطفال وذوي الإحتياجات الخاصة والأشخاص ذوي الإعاقة بشكل خاص ، ووضع خطة أمنية شاملة لحماية النازحين من خلال توفير هذه المناطق الآمنة ريثما تنتهي الحرب.
لاقى هذا المؤتمر أصداءً طيبة وقبولاً واستحساناً كبيرين لدى الرأي العام العالمي والمنظمات الحقوقية والمجتمع الدولي خاصة فيما يتعلق ببند : " المناطق الآمنة " ودعوة كافة العراقيين المهجرين للعودة إلى هذه المناطق المستحدَثة وتوفير كافة الاحتياجات الضرورية لإقامتهم المؤقتة حفاظاً على حياتهم وكرامتهم.
هذا الإجراء من شأنه أن يضمن سلامة العراقيين، وإزاحة العبء عن الدول المجاورة التي تشهد هي الأخرى نزاعات على أرضها، أو التي تتحمل مسؤوليات وأعباء فوق طاقتها جراء استقبال اللاجئين وما يستوجبه هذا الإستقبال .
ويبدو أن هذه المطالب التي دعا إليها رئيس الوزراء العراقي والمؤتمرون ستلقى دعماً وتأييداً دولياً " عمليا " وهي مطالب عادلة ومحقة، في حين أن الأمر ليس كذلك بالنسبة للأزمة السورية التي تدخل سنتها الدموية الرابعة .
إن الأزمات الخطيرة والتجارب المؤلمة التي يعيشها النازح السوري في " بعض " الدول المجاورة ، باتت مضرب مثل للإذلال والإنكسار ، وكان السوري غنيا عنها في حال لو قام المجتمع الدولي بواجباته تجاه النازحين السوريين من خلال تسهيل وجود مناطق آمنة لهم أيضا في الداخل السوري ، تضمن سلامة اللاجئين وكرامتهم.
كما إن وجود مثل هذه المناطق ، يوفر الأعباء المادية والإنسانية التي تتحملها الدول المضيفة ، فلا نسمع في كل مناسبة دولية نداءات من دول فقيرة تطالب بمزيدٍ من الدعم والمساعدات المالية من أجل تأمين احتياجات اللاجئين وحمايتهم ، وجميعنا رأى مشاهد بالصوت والصورة عن وسائل وطرق ابتدعت لإذلال السوريين بل وأطفالهم على أيدي بعض اللبنانيين وعليه قس .
إن من واجب العرب والعجم تأمين مثل هذه المناطق للسوريين أيضا ، ومن العيب أن يتعامل العالم معهم على طريقة : أبناء الحرة وأبناء العَبدة " .
د . فطين البداد
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews