الأكثر شعبية في السعودية
أدرك تماماً حجم الجدل الكبير في موضوع «أي نادٍ هو الأكثر جماهيرية؟» ليس في السعودية فحسب، بل في معظم الدول العربية والعالم.
ففي السودان هم مختلفون بين المريخ والهلال، وربما يقول لك الهلاليون، إنه لا يوجد خلاف أبداً، لأنهم ببساطة هم الأكثر شعبية، وكذلك في المغرب بين الوداد والرجاء، وفي البحرين بين المحرق والرفاع، وفي الكويت قادسية وكويت وعربي، وفي الأردن، الأمور حائرة بين الوحدات والفيصلي، ولو أن الأمر هناك لا يتعلق بالمسألة الرياضية فقط، وهو أمر لا يخفى على أحد حتى لو أحبوا إخفاءه أو عدم الحديث عنه، وحتى في الإمارات ومصر على رغم أن جماهيرية الأهلي هي باعتراف الزملكاويين أكثر، ولكن هناك من يحاجج في الموضوع.
وفي السعودية الأمور ليست استثناء، والجدل محصور بين أربعة أندية، هي الهلال والنصر والاتحاد والأهلي، وكل منهم يرى أنه هو الأكثر شعبية، بغض النظر عن قصة استفتاء زغبي، الذي أثار الجدل أكثر مما تحدث عن حقائق، لأنه اعتمد على استبيانات وشرائح مثل تلك التي يستخدمها في سبر الرأي العام في أميركا.
وبما أنه لا توجد أعداد رسمية مسجلة ولا بطاقات عضوية موثقة ولا مرجعيات حقيقية، فيمكن الاعتماد عليها لتقرير: أيهم الأكثر شعبية؟ لهذا تبقى الأمور تقديرية، وأعتقد أن فريقي الاتحاد والأهلي كانا مظلومين بشكل كبير في الأعوام الماضية، لأنهما كانا يلعبان في ملعب صغير لا يعكس حقيقة الأعداد الجماهيرية الخاصة بكل منهما، ولم أتوقع شخصياً أن يحضر مثلاً 60 ألف متفرج (وللدقة 58998) مباراة أقل من عادية للفتح في أول حضور للاتحاد على ملعب الجوهرة ضمن منافسات الدوري. وأقول أقل من عادية نظراً إلى وضع الفتح الحالي وسعيه للهرب من الهبوط في الموسم الماضي، وخروجه من أول مباراة في كأس ولي العهد هذا الموسم، أي أن المباراة ليست «دربي» مع الأهلي مثلاً، أو مواجهة مصيرية مع الهلال أو النصر أو الشباب، وكي أكون أميناً مع نفسي ومع الحقيقة، بقي آلاف غير الـ60 ألفاً خارج أسوار الملعب بعدما نفدت التذاكر بعد سويعات من طرحها (في فوضى جديدة قديمة تعكس معضلة بيع التذاكر في الملاعب السعودية).
وكرر جمهور الأهلي المشهد في مبارة أيضاً أقل من عادية أمام هجر، وحضر حوالى 60 ألف متفرج، وسمعنا أنهم أقل فقط بـ300 شخص من حضور مباراة الاتحاد في مشهد أكد ومن دون أدنى شك أنه حتى ملعب الـ60 ألف ربما لا يستوعب مشجعي الأهلي والاتحاد، وأظن أن مشجعي وإعلاميي كل من هذه الأندية سيجر البساط ناحيته ويقول: إن ناديه هو الأكثر شعبية وهاكم الدلائل، وكلها (غير موثقة بأرقام)، لهذا فلن يُحسم هذا الجدل حتى لو تم تسجيل أسماء المشجعين واحداً واحداً، لأن لهذه الأندية مشجعين صامتين، وفي بيوتهم جالسين، إضافة إلى ملايين العرب خارج السعودية، ولكن وفي الوقت نفسه يمكن الآن حصر الأكثر شعبية بناد أو اثنين، ويبقى أن تكون هناك طرق مؤكدة للأعداد، وهي ليست علوماً نووية، بل أمور يمكن تحديدها بدقة لو أردنا ذلك.
وليس المهم من هو الأكثر شعبية بقدر ما هو مهم أن مباراتين فقط في الدوري السعودي حضرهما 116 ألف متفرج، ما يعكس حجم جماهيرية هذا الدوري وقوته.
(المصدر: الحياة 2014-08-18)
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews