ناصر جودة : الأردن أول دولة عربية تدخل اتفاقية تجارة حرة مع كندا

جى بي سي - أكد وزير الخارجية وشؤون المغتربين ناصر جودة اعتزاز الأردن بكونه أول دولة عربية تدخل اتفاقية تجارة حرة مع كندا، معتبرا أن تأسيس مبنى جديد للسفارة الكندية في عمان يعكس العلاقة المتطورة مع هذا البلد.
وبحسب بترا فقد عبر جودة عن أمله بأن يعمل المبنى على تسهيل التنقل بين مواطني البلدين.
وكان جودة بحث مع نظيره الكندي جون بيرد أمس، العلاقات الثنائية وآخر المستجدات والتطورات في المنطقة، خصوصا تطورات الوضع في سورية وعملية السلام.
وأكد الجانبان حرصهما المشترك للحفاظ على العلاقات المتميزة القائمة بين البلدين الصديقين في مختلف الميادين وتطويرها، متفقين على استمرار تبادل الزيارات والتنسيق والتشاور والتعاون حيال هذه العلاقات والقضايا التي تهم الطرفين.
كما بحث الجانبان التعاون الاقتصادي لاسيما في ظل دخول اتفاقية التجارة الحرة بين البلدين حيز التنفيذ، مؤكدين حرصهما على أهمية التنفيذ الكامل للاتفاقية بما يزيد حجم التبادل التجاري بين البلدين وأهمية الاستفادة من الموقع الجغرافي المتميز للأردن في منطقة الشرق الأوسط كبوابة تجارية واقتصادية الى مختلف دول المنطقة.
وناقشا تطورات الاحداث في سورية وأهمية ايجاد حل سياسي يضمن وقف نزيف الدماء، ويحافظ على أمن وأمان سورية ووحدتها الترابية ويضمن مشاركة جميع مكونات الشعب السوري في تقرير مستقبلهم.
وعرض وزير الخارجية الانعكاسات الإنسانية للأزمة السورية على الاردن، بخاصة في ظل استقبال الاردن لحوالي نصف مليون سوري وتقديم الخدمات لهم والعبء الكبير الذي يتحمله الأردن نتيجة لهذا التدفق والاوضاع الاقتصادية الصعبة التي تمر بها المملكة.
وأعرب عن تقديره لدعم كندا المستمر للأردن، لافتا الى المساعدات التي قدمتها لإغاثة السوريين في الاردن ودعمها لمسيرة الاصلاح التي يقودها جلالة الملك في الاردن.
كما بحث الطرفان عملية السلام والجمود الذي يعتريها واهمية دفعها وضرورة استئناف المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، مع ضرورة أن يتحمل المجتمع الدولي مسؤولياته في هذا الإطار وصولا إلى الهدف المنشود، المتمثل بتجسيد حل الدولتين من خلال إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من حزيران العام 1967 وعاصمتها القدس الشريف استنادا إلى المرجعيات الدولية المعتمدة لعملية السلام.
واستعرض جوده بهذا الصدد الجهود الاردنية المبذولة بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني لتحقيق تقدم على مسار عملية السلام.
من جانبه، بين الوزير الكندي اهمية الدور الإنساني الإردني المتمثل باستقبال اعداد كبيرة من السوريين على اراضيه وتقديم الخدمات لهم، على الرغم من الاوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعيشها الاردن، مؤكدا حرص كندا على التعاون والتنسيق مع الاردن ودعمه لتمكينه من القيام بهذا الدور. واشاد بيرد بالدور المحوري الاردني بقيادة جلالة الملك على مستوى المنطقة لتحقيق الامن والاستقرار ودفع عملية السلام، مؤكدا تقدير كندا للجهود الاردنية بهذا الاطار ودعمها لها.
إلى ذلك، أعلن بيرد عن تقديم مساعدات للأردن بقيمة 13 مليون دولار، للمساعدة في مواجهة استضافة اعداد كبيرة من اللاجئين السوريين.
كما اكد خلال تدشينه وجودة مبنى سفارة بلاده أن كندا تقف الى جانب الأردن بقوة، وانها ستستمر في تقديم الدعم للمملكة في ظل الأعباء الجمة التي تتكبدها جراء تدفق اللاجئين السوريين والأزمة السورية.
واشار بيرد إلى أن مباحثاته مع جلالة الملك عبدالله الثاني أمس، تركزت على سبل تعزيز العلاقة الفريدة بين الأردن وكندا، منوها الى الصداقة القوية لجلالته مع رئيس وزراء كندا ستيفن هاربر.
واعتبر بيرد ان افتتاح المبنى الجديد للسفارة يدل على التزام كندا بتمتين علاقتها مع الأردن، مؤكدا وجود امتيازات تمنح الشراكة بين البلدين خصوصية كبيرة، مثل اتفاقية التجارة الحرة الأردنية الكندية، التي تعد الأولى من نوعها مع دولة عربية.
من جانبه تحدث جودة عن ان عدد اللاجئين السوريين في المملكة وصل الى 470 الفا ممن دخلوا الأراضي الأردنية بعد اندلاع الأزمة في بلادهم، مشيرا الى انه عددهم أصبح "كبيرا جدا مقارنة بعدد سكان المملكة".
وقال ان هذه الأعداد من اللاجئين تؤثر على الأردن من عدة جوانب، كما انها تشكل اعباء على قطاعات الصحة والتعليم والمياه وغيرها. واشار جودة الى ان كندا تدرك وتقدر ما يقدمه الأردن في هذا المجال، لافتا الى ان الوزير الضيف كان زار مخيم الزعتري للاجئين في جولته الأخيرة على المنطقة في آب (اغسطس) الماضي.
بدوره، عبر السفير الكندي في عمان مارك غوزديكي عن اعتزازه بالأردن والعلاقات المشتركة بين الجانبين، لافتا إلى أن الشراكة الدبلوماسية بين البلدين لن يقف أمامها أي عائق، وان المبنى يمثل رمزا لتعزيز الروابط بين الشعبين والقيادتين.
يذكر ان المبنى الجديد للسفارة الكندية سيبدأ بممارسة مهامه بعد حوالي شهر من الآن.