محلل إسرائيلي ينتقد تناقض تصريحات نتنياهو ومجلسه الوزاري

جي بي سي نيوز - : عقب محلل الإذاعة العبرية تشيكو منشه على الهدنة وقبول الطرفين لها متسائلا : ما الذي حدث منذ يوم الجمعة حينما أعلنت إسرائيل وعلى رأسها وزيرة العدل تسيبي ليفني أن إسرائيل لن تتفاوض مع حماس، وحتى اليوم، حيث يبدو الوفد الإسرائيلي مندفعا من أجل التحاور مع حماس بصورة غير مباشرة ؟ ورد على هذا السؤال في تقرير له رصدته جي بي سي نيوز الثلاثاء بالقول : يجب أن ندرك أن المصلحة الإسرائيلية حسب وجهة نظر رئيس الحكومة ووزير الدفاع، ومنذ المرحلة الأولى للحرب، كانت واضحة جدا، وتتمثل أن يتم استئناف التفاهم مع حماس في ظل إحياء مقدرة الردع الإسرائيلي، ومن الجدير بالذكر أن هذه المصلحة لم تتغير طيلة فترة الحرب، ولا حتى خلال قرار مجلس الوزراء السياسي، ولهذا السبب لم يتخذ أي قرار لإخضاع حماس.

وذكر المحلل أن من الضرورة أن يتم طرح العديد من الأسئلة في أعقاب انتهاء الحرب حول الأسباب التي أدت إلى انهيار التفاهم الذي كان قائما مع حماس، ومن هي الجهة التي تتحمل المسؤولية؟ وما هو الدور الإسرائيلي في ذلك؟

وذكر المراسل أن القرار الذي اتخذه نتنياهو والمجلس الوزاري في جلسته الأخيرة، والذي تجسد في مجموعة التصريحات التي أطلقها الوزراء، مثل: مع حماس لن نتفاوض، وليفتشوا عنا، وحماس تطلق الصواريخ، كان بمثابة وسيلة استخدمها نتنياهو بصورة تكتيكية من أجل ممارسة ضغوط على حماس، ولمساعدة المصريين لدفعالفصائل لتوحيد صفوفها، وخصوصا حينما أبدت مصر مرونة ووافقت على التحاور مع حماس قبل توقف النار رغم أنها اشترطت في مبادرتها عكس ذلك. وقد قاد كل ذلك إلى النتيجة المرجوة.

وقال المحلل: أنا أعتقد أن الاختبار الكبير بدأ الآن بالنسبة لرئيس الحكومة ووزير الدفاع، فهل التسوية الحالية ستتضمن إنجازات فقط لحركة حماس؟ أو أن رئيس الحكومة سينجح في الحيلولة دون إعادة تسليح حماس من جديد، أو على الأقل عرقلة هذه العملية بصورة كبيرة. كي يمكنه تبرير سقوط 64 جنديا وضابطا إسرائيليا في المعركة، وإصابة مئات الجنود بجراح. وهناك تحد آخر أمام رئيس الحكومة يتمثل في منع حماس من ترميم أنفاقها من جديد. والمسألة الثالثة تتمثل في سعي إسرائيل لخلق رقابة دولية على حماس وعلى ما يدور في القطاع، وعلى المواد التي سيتم إدخالها إلى القطاع.

وذكر المحلل أن الاختبار الحقيقي بالنسبة لنتنياهو هو: إلى متى ستظل التسوية التي سيتم التوصل إليها سارية المفعول؟ إذا كانت ستستمر لمدة تتراوح بين 3-4 سنوات، فلن يكون قد فعل الكثير. وأنا أعتقد أن إسرائيل أحيت مقدرتها على الردع، وهذا باد بشكل واضح في مدى الخراب الهائل الذي أحدثته، والذي وصل في بعض الأحياء إلى حالة الدمار الشامل.
وأعتقد أن إدخال قوات من قوات أبو مازن إلى القطاع، أو إلى قطاعات معينة منه سيساعد في إمكانية إحداث تغيير مستقبلي في توازن القوى في القطاع.

والسؤال الأخير الذي يحتاج إلى إجابة هو: ما الذي سيفعله رئيس الحكومة بالوضع السياسي الجديد الناجم عن هذه المعركة، كوقوف مصر علنا ضد حركة حماس، وإمكانية دخول أبو مازن إلى القطاع عبر حكومة المصالحة الوطنية، وكيف ستكون علاقة إسرائيل تجاه هذه الحكومة الآن؟ وهل ستستأنف المفاوضات السياسية من جديد؟.

إلى ذلك ينتهي تقرير الراديو العبري الذي يجب قراءته بذكاء لكي لا يقع القارئ العربي في حبائل الدس الصهيوني .

( المصدر : جي بي سي نيوز - غزة ) .