الاتحاد العربى لكرة القدم
زمان كان للاتحاد العربى لكرة القدم مكانة مهمة وتأثير واضح على المنظومة الكروية العربية.. فى وجود الصراعات أو أى مشكلة قد تنشأ فى محيط عناصر كرة القدم، وحتى داخل اتحادات الكرة فى الدول العربية كان الاتحاد العربى لكرة القدم حاضراً.. لم يكن بغريب أن يتدخل الاتحاد العربى لحل أزمة مباراة مصر/ السعودية فى كأس القارات.. وتدخله لإنشاء مبنى الاتحاد السودانى وأعتقد أن ترجمة تلك الجهود ببطولات تجمع المنتخبات وأبطال دورى وكأس فى البلدان العربية برعاية الشيخ صالح كامل والـ art وقتها أمر يؤكد أن العربى كان يخطط جيداً لتمرير رسالته بأنه الأب الشرعى لكرة القدم فى البلدان العربية. الاتحاد العربى لكرة القدم كان يعمل على تطوير عناصر اللعبة.. تحكيم مدربين حتى الصحافة الرياضية، أدخل الدورات الفنية كتطوير للحصول على أحدث المستجدات، كان الاتحاد العربى موجوداً فى الدورات العربية، والبطولات العربية المتنوعة. وصل الأمر إلى أن قوة العرب أصبحت واضحة ومؤكدة وكان الاتحاد العربى ينافس جامعة الدول العربية. بل أعتقد أنه نجح فى نزع فتيل أكثر من مشكلة نشأت بين جماهير أو لاعبين أو فرق أو دول بسبب كرة القدم. أنه الأمير فيصل بن فهد بن عبد العزيز كان الرجل يرحمه الله، مدركاً بأن كرة القدم يمكنها أن تلعب دوراً فى لم شمل العرب خاصة أن لها جماهيرية أو شعبية واضحة. وهى تدغدغ مشاعر الشباب ومن السهل أن تبدأ وحدة شباب العرب من ملعب كرة القدم. الأمير فيصل بن فهد رحمه الله كان مطلعاًعلى أدق التفاصيل السياسية والرياضية والاقتصادية فى العالم العربى والعالم. صاحب فكر مستقبلى ورؤية والأهم للرجل كاريزمة مهمة أتاحت له تحقيق الكثير من أفكاره. صدى موقف يؤكد ذلك عشت تفاصيله، فى كأس القارات بالمكسيك فازت السعودية على مصر 1/5 وغضب المصريون وامتد الغضب إلى هجوم إعلامى ضد المنتخب السعودى واتهام حكم المباراة بالرشوة، وازداد الغضب بين ضفتى البحر الأحمر وكاد أن يهدد حياة بعض السعوديين بشارع جامعة الدول العربية ومصريين فى جدة. المغفور له بإذن الله الأمير فيصل بن فهد بن عبد العزيز وكان يشغل رئيساً لرعاية الشباب بالسعودية ورئيساً للاتحاد العربى لكرة القدم لم يتوار أو يتأخر أو يتباطئ أو ينحاز إلى بلده السعودية فى ظل الأزمة، لكنه تقدم الصفوف كمواطن عربى غيور على عروبته. زار القاهرة ونزع فتيل الأزمة وقام التهدئة بل سعى من خلال مبادرته بتفعيل «التوأمة» إلى عدم تكرار المشهد وتأمين الملاعب المصرية والسعودية من الغضب والشغب!! التوأمة بين الاتحاد المصرى والسعودى لكرة القدم نموذج يجيب أن يحتذى به السياسيون فى خمس ورقات تم الاتفاق على بنودها بعد أكثر من 200 ساعة اجتماعات بالرياض وجدة والقاهرة. وتضمنت التكامل فى كرة القدم تبادل الخبرات معسكرات للفرق المصرية بالسعودية وأخرى بالقاهرة للأشقاء السعوديين. وحكام من السعودية لإدارة مبارايات الدورى المصرى والعكس، ونقل مبارايات الدورى للبلدين على شاشة التليفزيون هنا وهناك، دورات تدريبية تبادل آراء وتوحيد القرار فى الشأن الانتخابى العالمى وبطولة لأبطال الدورى بالسعودية وأبطال الكأس بالقاهرة وجوائز ومساعدات مالية لمنتخب مصر للمساعدة فى توفير احتياجاته. كنت أحد الذين اقتربوا من الأمير فيصل بن فهد وقد حضرت كل الاجتماعات لبلورة ورقة التعاون «التوأمة». ما أريد أن أقوله أن الاتحاد العربى لكرة القدم لعب دوراً مهماً فى لم شمل الشباب العربى فى فترة ما، جذب إلية الأنظار، وأعتقد أننا كنا سعداء بقوة لهذا الاتحاد وفخورين بما يقدمه لصالح اللعبة ومساعداته المتنوعة للاتحادات العربية فى كل المجالات. أعتقد أن قوة الاتحاد العربى لكرة القدم كانت فى شخصيته رئيساً فى تلك الفترة الأمير فيصل بن فهد رحمه الله. الأمير نواف ابن الرئيس الحالى للاتحاد العربى لكرة القدم عليه دور يجب أن يلعبه أو يؤديه وهو عودة الاتحاد العربى إلى قوته أو على الأقل ليلعب دوراً فى تطوير اللعبة، هذا التطوير يصب فى صالح توحيد الرؤى والهدف وبالتالى الوصول للوحدة العربية حتى لو كانت عن طريق كرة القدم. رحم الله الأمير فيصل بن فهد افتقده عند كل موقف صعب يواجه الرياضة بشكل عام السياسة أيضاً وعلى الأمير نواف بن فهد وهو ابن الراحل العظيم أن يبدأ فى تقوية الاتحاد العربى لكرة القدم ليقوم بدوره.
(المصدر: روز اليوسف 2014-07-24)
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews