أفريقيا وآسيا .. إلى متى؟
80 عاماً مضت على مشاركة أول منتخب من غير المنتخبات الأوروبية والأمريكية في نهائيات كأس العالم لكرة القدم، وهو المنتخب المصري صاحب البطاقة الوحيدة المخصصة وقتها للمنتخبات الأفروآسيوية، وكان ذلك في ثاني بطولات كأس العالم التي استضافتها إيطاليا عام 1934، ومنذ تلك اللحظة ونحن في آسيا وأفريقيا تحديداً نجري ونركض من أجل الوصول إلى هذه النهائيات والتوقيع في خانة الحضور الشرفي فيها فقط، في الوقت الذي باءت فيه بالفشل الذريع كل محاولاتنا للمضي إلى أبعد مدى في البطولة، والوصول إلى حلم الملايين، وهو الدور النهائي على الأقل أو حتى ما قبله! ولكن هيهات، فهذه المرحلة كالمعتاد محجوزة لكبار أوروبا وأمريكا، أما بالنسبة لنا، فهو السراب بحد ذاته! لكن الغريب في الأمر، أننا في آسيا وأفريقيا نملك بالفعل الكثير من المقومات الممتازة التي من شأنها أن تغير الواقع الكروي الذي نعيشه لو كنا جادين في الموضوع، حيث نمتلك نجوماً كباراً ومميزين للغاية، ويتواجد منهم الكثيرون في كل أندية العالم ومنتخباتها حتى الكبيرة منها، بعد أن منحوا الجنسيات، وأصبحوا يلعبون باسم أوروبا وأمريكا، كما أننا نملك حكاماً أكفاء يعتبرون من ضمن الحكام النخبة على مستوى العالم، بالرغم من محاولة الغرب تشويه صورتهم على الدوام، وعلى مر التاريخ، فقد كان لآسيا وأفريقيا أدوار مميزة في المجالات الإدارية على مستوى جميع المنظمات الكروية العالمية ومنها الفيفا نفسه، ولدينا كذلك رجالات اقتصاد وفكر، وجماهير وملاعب وفلوس تملأ عين العدو، ولدينا كل شي تحتاج إليه كرة القدم الأفروآسيوية للوصول إلى أعلى نقطة ممكنة في المونديال، لكننا وللأسف الشديد مع كل تلك الإمكانات المتوفرة، مازلنا عاجزين عن تحقيق شيء ولو يسيراً، بينما دول أوروبية وأمريكية لا تملك ما نملك قد حققت مكاسب رائعة، وهذا ما يجعلنا نتساءل دوماً: إلى متى يا كرة أفروآسيا؟ نقول ذلك دون التقليل بالطبع من تلك المحاولات الناجحة التي حققتها بعض المنتخبات الأفريقية تحديداً كما هو الحال مع منتخبي الجزائر ونيجيريا ونتائجهما المعقولة في مونديال البرازيل الأخير، لكن إذا كانت لأفريقيا بصمتها في المونديال، فإن الكرة الآسيوية تحديداً لا يبدو حتى الآن أنها قادرة على تحقيق إنجازات مماثلة في السنوات المنظورة المقبلة، ما لم يتغير من الأساس الفكر الذي تدار به كرة القارة الكبيرة، وحقيقة فإن أمام القارتين الكثير من العمل الاحترافي والتعاون المشترك والجاد، حيث يتوجب على المسؤولين في الاتحادين الآسيوي والأفريقي الجلوس معاً، للتباحث في كل ما من شأنه أن يعلي من مكانة كرة القارتين عالمياً، والتركيز على تطوير منظومة كرة القدم بوجه عام، وتحديداً عمل المنتخبات الوطنية فيها، جنبا إلى جنب مع تطوير المسابقات القارية الأخرى، وفي هذا نستغرب بالفعل عدم إقامة بطولات مشتركة تجمع ما بين منتخبات القارتين، أليس ذلك من الأهمية بمكان؟
(المصدر: الرؤية 2014-07-24)
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews