الاستراتيجية .. كخطوة أولى!!
ربما لا نحتاج الى تحليل وتدبر ودارسة قمة مباريات كاس العالم لاقبات وهن كرتنا العربية في انحدارها الفني الخطير الذي بلغته، خصوصًا في شقها الخليجي، مقارنة مع ما شاهدناه من مستويات قدمت على طبق اخضر في مونديال ريو دي جاينرو الاخير، ليكون المعيار الحقيقي الذي يفترض ان تسير وتتحرك نحوه الاتحادات الكروية في رسم سياساتها وتصحيح اخطائها ومعالجة مشاكلها وتوضيح مساراتها، اذا ما ارادت البقاء والتطور والتنافس والفوز، فان العطاء العربي عامة والخليجي خاصة، لم يرتق الى الامكانات الحقيقية الموجودة في هذه المناطق، لا سيما بعد الدعم الحكومي اللامحدود في بلدان الخليجي العربي ذات التخصيصات العالية جدا والبنية التحتية المثالية، فضلا عن المساندة الجماهيرية وحب الكرة، والتاريخ والملاكات التي غدت قادرة بعد سنوات طويلة من المنافسات واجيال متعددة من العمل الكروي الجاد القادر على تلبية الطموح .. لو احسن ترتيب اوراقه او بالاحرى تصحيح مسار استراتيجياته ..
في بداية السبعينات ومع انطلاقة مباريات بطولة الخليج العربي الاولى على ارض المنامة تحديدا، يمكن ان يكتب تاريخ اللعبة بشكلها الرسمي خليجيا، من بعد ذلك بنيت المدن الرياضية وتنوعت وتعددت الملاعب وخصصت الميزانيات الضخمة وصرفت الاموال وتوالى الدعم وظهرت الاجيال وتواصلت الجماهير كعاشقة للكرة من الطراز الاول، مما حفز وساهم مساهمة فعالة لايجاد بيئة صالحة لتطور اللعبة، ذلك ما ظهر سريعا، بعد سنوات ليست بالبعيدة، حينما تبوأت منتخبات الخليج العربي منصات التتويج القاري والعالمي والتمثيل في المونديالات وفي الاولمبياد وبمختلف الفئات العمرية، سيما بعد ان تم التعاقد مع افضل الخبراء لاكتشاف المواهب وتطوير المهارات وتشكيل المنتخبات ودعم النجوم وتوسيع قاعدة الممارسة ..
هذا كله جيد ومشجع، الا ان العجلة لم ترتق الى اكثر من ذلك، مما يفترض ان يصلوا اليه، في حدود دنيا تتناسب مع حجم الامكانات وتوفر الطاقات والدعم اللا محدود، وظل العطاء منحصرا باطاره المحلي والاقليمي والخليجي والقاري بافضل احواله، مع ملاحظة مهمة لتراجع خطير في المستويات على على مشاركتنا في القارة الصفراء والتباري مع بعض منتخباتها التي تطورت وعبرتنا منذ سنوات طويلة برغم تقدمنا عليهم بمميزات متعددة، الا ان فارق التخطيط والتنفيذ واضح في عطائية الخط النهائي المرسوم، بعد ان شق الآسيويون طريقهم نحو منصات التتويج والتمثيل العالمي ، بشكل واضح فيما تراجعت كرتنا بشكل اوضح لا يحتاج الا، لمراجعة ومكاشفة ومصراحة ونقد ذاتي متجرد عن الذات الشخصية البحتة الضيقة ..
اليوم وبعد مستويات كاس العالم في البارزيل التي تعد المعيار والقمة الكروية التي تتطلع اليها المنتخبات والاتحادات، كنموذج لتطوير مستوياتها ودليل للعمل بموجبه، فان القمة ليست بعيدة عنا خليجيا فضلا عن عربيا، الا ان التخطيط للاسف الشديد ظل قاصرا جدا ولم ياخذ البعد الاستراتيجي في الحسبان، كما ان التهويل الاعلامي والزخرف الدعائي المجانب للحقيقة، كانا سدا مانعا للرؤيا الصحيحة، فضلا عن كونه عاملا سلبيا في تحريك عجلة التصحيح والتغيير باكثر من جهة، وهذا ما يتطلب من السادة المسؤولين في كرتنا الخليجية العربية، ان يعيدوا حساباتهم بمعالجات حقيقية تعتمد وضع النقاط على الحروف، واستشراف المستقبل والافادة من عبر الماضي القريب لوضع الرجل المناسب في المكان المناسب كخطوة اساسية، لاستراتيجيات ناجحة ممكنة التحقق .. والله ولي التوفيق ..
( الايام 22/7/2014 )
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews