أصاب مارادونا وأخطأ العجوز!
أغلق ماراكانا أبوابه، وعاد العالم إلى «بيته» بعد أن كان البرازيل ملعبه،، لتبدأ معها مباراة «بابا الفيفا» جوزيف بلاتر ضد خصومه وأولهم دييغو مارادونا الذي لا يألو جهداً في التصدي لرجالات «فيفا» وسياساتهم الرعناء!
كان يمكن أن يواصل العجوز بلاتر دبلوماسية الضرب بالأخماس على الأسداس وسياسة تبرير ما لا يبرر من أخطائه ومؤسسة «فيفا»، لكن قضية اختيار أفضل لاعب بالمونديال عرت نواياه وأعطت الحق للمعسكر الآخر وأولهم مارادونا.. حتى قال القوم: لقد أصاب مارادونا و أخطأ العجوز بلاتر!
لا يشك أحد في أن ما يتخذ من قرارات في هذه المؤسسة العالمية للعجوز بلاتر ضلع فيها أو على الأقل علم مسبق بها.. لكن بدلاً من تحمل مسؤولياته كاملة غير منقوصة، يلقي بالكرة في مرمى الآخرين متنصلاً منها بلا خجل. فعندما بدأ، ولا يزال، النبش في ملف استضافة قطر مونديال 2022 ، لم يجد بداً من التنصل من مسؤولياته مؤكداً أن لا علاقة له بالخطوة.
وحين أحس بزوبعة عالمية تثار ضده بسبب الاختيار الأعمى لرجالات «فيفا» لساحر الأرجنتين بينما كان «الأصلع» الهولندي أحق بها، خرج من برجه متبرئاً من مسؤولية الاختيار مع أنه كان أول من يعلم به وربما كان له ضلع فيه.. كما فعل من قبل مع ملف مونديال 2022 ومحاولات سحب البساط من البلد العربي.
اللافت هذه المرة أنه عندما أعلنها مارادونا أن مواطنه الساحر لا يستحق الجائزة، لم يسارع القوم إلى استهجان تصريحه أو القول: «دعكم من الحشاش!»، لكنهم أيدوه وناصروه بعد أن أدركوا أنه لم يكن وحيداً.. فقد كان معه مورينيو و«عليّة» القوم بعالم الكرة المستديرة ممن أدركوا أن «بابوية الفيفا» انحازت هذه المرة وكل مرة، لخيارات التسويق والدعاية بدلاً من المعايير الكروية الحقيقية التي بنيت عليها قوانين اللعبة منذ عشرات الأعوام.
وكذلك هي «بابوية الفيفا» تفعل اليوم مع ملف قطر إذ تسعى إلى خيارات أخرى غير الرياضية والرضوخ لضغوط الأقوياء، لتضغط بدورها على الضعفاء عملاً بالمثل الجزائري القائل:" محقورتي جارتي"!
وعندما تعلو أصوات من رموز اللعبة مثل مارادونا ومورينيو وقبلهما بلاتيني فإن الأمر يدعو فعلاً للنظر في هذه المؤسسة التي لا تكاد تخرج من ورطة حتى تدخل في أخرى.. ولعل ما ينقذها اليوم من المشاكل المتلاحقة هو الإسراع إلى إصلاحات عميقة تنتهي بإبعاد عصابات الفشل والتحكم في مصائر الدول، وتلجيم صلاحيات مسؤوليها وتحديد الولايات الرئاسية حتى لا تتحول «فيفا» إلى ملجأ لـ«العواجيز» أمثال بلاتر وقبله هافلانج
( الحياة 22/7/2014 )
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews