المصريون هم وحدهم القادرون على الوساطة بين اسرائيل وحماس
يصعب في الحقيقة أن نفهم ما يحدث من وراء الستار، بين كل الثرثرة التي تصدر بلا توقف عن الخبراء الذين يجلسون في منتديات التلفاز المكيفة ويقدمون حلولهم المختلفة لمشكلة حماس. ومع ذلك يوجد شيء واحد يمكن الاتفاق عليه وهو أن بشرى وقف اطلاق النار ستصدر عن مكان واحد فقط هو القاهرة.
إن التقدير الذي يغلب على متخذي القرارات هو أن مصر هي العنوان الوحيد لانهاء القتال، فالعاصمة المصرية الآن هي ما تعرفها الجماعة الاستخبارية بأنها “القاعدة الوحيدة الحقيقية ذات أكبر تأثير في حماس″. ونقول بعبارة اخرى إنه في الوقت الذي ينتقل فيه مندوب الرباعية طوني بلير ودبلوماسيون اوروبيون بين عواصم الشرق الاوسط محاولين انشاء وقف اطلاق نار، يدركون في القدس أن المصريين وحدهم قادرون على “تقديم البضاعة”.
لكن للقاهرة ايضا حسابا مفتوحا مع حماس بسبب الصلات المتشعبة بين هذه المنظمة الارهابية والاخوان المسلمين في مصر. ونتيجة ذلك أن العلاقات بينهما مشحونة بالشك والعداء. فحماس ترى أن المصريين وسطاء غير نزيهين وهي متأكدة من أن النظام المصري يجر قدميه بغية تمكين اسرائيل من الاستمرار على سحق القطاع.
وفي اسرائيل في مقابل ذلك يعبرون عن ثقة بقدرة السيسي ورجاله على الوساطة. ويجري نتنياهو تفاوضا غير مباشر مع حماس لا لأول مرة. وقد يطلب اليه آخر الامر أن يوافق على اسقاط الحصار البحري عن غزة – وهو تنازل ليس من المؤكد أن يستطيع ابتلاعه.
برغم جميع الحيل الدعائية في الايام الاخيرة التي تحدثت عن اقتراحات لنزع سلاح القطاع أو هدنة لعشر سنين، فان اكثرها لا اساس له. ومعنى ذلك أنه يجب علينا أن نستعد للجولة التالية من القتال لأنه لا يبدو أننا سننجح، في الاطار الحالي على الاقل، في احراز شيء ما يتجاوز استعادة تفاهمات عمود السحاب.
ما زالت حماس تملك مخزونات صواريخ كبيرة. وبقيت قدراتها الهجومية على حالها برغم أنها تضررت تضررا شديدا في ايام القتال العشرة. ومع ذلك فلا شك في أنها معزولة استراتيجيا وأنها في ازمة.
وفي خلال ذلك ما زال سلاح الجو الاسرائيلي يهاجم غزة، لكن ما يعوزنا الآن “بنك اهداف سياسي” يحدد اهداف العملية. وتذكرون أنها بدأت بوعد بأن “الهدوء سيُرد عليه بالهدوء”. وانتقلنا بعد ذلك للحديث عن نزع سلاح القتال، ويتحدث المستوى السياسي الآن عن مس شديد بحماس. فاذا لم يحرز وقف اطلاق نار قريب فسيكون ايجاد شعار جديد مسألة وقت فقط.
( يديعوت 18/7/2014 )
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews