وداعاً أيها المونديال الغريب
■ أُسدل الستار أمس على مونديال البرازيل 2014، كواحد من أندر وأغرب بطولات كأس العالم في التاريخ لما حَفل به من مفاجآت وإثارة ومستوى كروي متقلب.. ومن سوء حظي أن أكتب لكم هذا المقال – بسبب ظروف الطبع – قبل مشاهدة المباراة النهائية ومباراة تحديد المركزين الثالث والرابع، ولكني سأحاول إجمال بعض انطباعات عامة عن مونديال رحل بشكل مفاجئ بعد أن أثقل كاهلنا في المشرق العربي بمتابعته في سهرات طويلة أقضت مضاجعنا، بل وزاحمت نفحات شهر رمضان الكريم- إلا من عصم ربي – وفي نهايته ومع مبارياته الحاسمة فاجأتنا دولة الكيان الصهيوني بحملة مسعورة ضارية تأكل الأخضر واليابس من أهلنا في غزة وسط سلبية غامضة عربية وعالمية إلا من بعض الشجب والاستنكار والتنديد وغيرها من وسائل المقاومة العربية المعروفة، اللهم إلا بعض المساعدات الطبية والإغاثية المشكورة على أي حال.
■■ أغرب ما في المونديال المودع، هو المفاجآت التي أطاحت بأكبر القوى الكروية والهزائم الكبيرة التي لحقت بها، وقد بدأت باكتساح هولندا لمنتخب إسبانيا حامل اللقب بخمسة أهداف مقابل هدف واحد، وهي أكبر هزيمة لحامل لقب في التاريخ وانتهت المأساة بهزيمة ثانية للإسبان ومغادرتهم للمونديال من الباب الخلفي رغم الفوز الشرفي على استراليا في مباراتهم الأخيرة، وفي نفس هذا الإطار وفي مرحلة الدور قبل النهائي جاءت الهزيمة الفضائحية الكارثية للبرازيل أمام المنتخب الألماني بـ 7/1، وهي أكبر هزيمة للبرازيليين في تاريخ المونديال، وأكبر نتيجة في الدور قبل النهائي، وتنتمي لهذه السلسلة السقوط الغريب لثلاثة من أبطال العالم السابقين أمام كوستاريكا المغمورة، حيث هزمت اوروجواي 3/1 وهزمت إيطاليا 1/ صفر، وتسببت بشكل غير مباشر في الإطاحة بانجلترا رغم تعادلهما السلبي، وكذلك سقوط البرتغال بالأربعة أمام ألمانيا وهزيمة سويسرا 5/2 أمام فرنسا.
■■ وفي خصوصية وبصمة عربية حققت الجزائر أفضل إنجازاتها الكروية بالتأهل إلى دور الـ16 والحصول على الترتيب رقم 14 في البطولة وتقدمت على 18 منتخباً آخرين منهم جميع منتخبات آسيا وافريقيا، بل وتقدمت على منتخبات أوروبية وعالمية عملاقة مثل إسبانيا وإيطاليا وانجلترا والبرتغال وروسيا وكرواتيا والاكوادور، وقدمت الجزائر مباراة رائعة أمام ألمانيا الرهيبة وخسرت بهدفين بعد أن كتم محاربوها الشجعان أنفاس الألمان أكثر من ثلثي وقت المباراة وربما كان الدرس الجزائري، أكبر جرس إنذار قاد الألمان إلى حافة المجد، وعندما تقارن أداء الجزائريين أمام الألمان بمبارياتهم الأخرى، لا شك أنك ستعتبر المحاربين أفضل من فرنسا والبرازيل.
■■ أخيراً وبسبب المساحة المحدودة، فإن من العناوين الأخرى للمونديال، أنه كان شاهداً على كوارث تلعثم الأداء واهتزاز المستويات بسبب انهيار اللياقة البدنية كنتيجة للموسم الكروي الأوروبي الطويل، وهو أيضا مونديال تخبط استراتيجيات وطرق اللعب ومنها اللجوء إلى طرق كلاسيكية مثل 3/5/2 وشقيقاتها، وخاصة لإيطاليا والمكسيك والارجنتين وهولندا، وكذلك تراجع أداء النجوم السوبر مثل كريستيانو رونالدو أحسن لاعب في العالم وليونيل ميسي والإنجليزي واين روني والايطالي بالوتيللي وأغلب نجوم إيطاليا والبرازيل واوروجواي.
■■ وفي النهاية فهو مونديال تكنولوجيا خط المرمى، و«بخاخ» أو رذاذ الحكام، ومونديال العضة الشهيرة لسواريز، ومونديال الديجيتال ميديا أو الإعلام الرقمي، حيث تابع أكثر من 300 مليون شخص المباريات والملخصات على تطبيق الفيفا من خلال الموبايلات الذكية والكمبيوترات اللاب توب.. ولا يزال في الجعبة نظرة نقدية أخيرة بعد مباريات الدور النهائي.
( استاد الدوحة 15/7/2014 )
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews