Date : 26,04,2024, Time : 09:33:39 PM
3585 : عدد القراء حاليا
حالة الطقس
°C
Amman,Jordan
13
اليوم
العليا 22° الدنيا 12°
غداً
العليا 18° الدنيا 12°
أرسل خبر
آخر تحديث: الأحد 15 رمضان 1435هـ - 13 يوليو 2014م 12:38 ص

خفايا العدوان على غزة !

خفايا العدوان على غزة !
الدكتور فطين البداد

عندما تضع إسرائيل الضفة الغربية كلها تحت بساطير الإحتلال مرة تلو المرة ، بما فيها المناطق الخاضعة للسلطة ، وهذه ليست آخرها ، وعندما يقول الإعلام الإسرائيلي بأن الأمن الفلسطيني تلقى أمرا بارتداء الزي المدني لكي لا يتعرض للقتل ، وتمت الموافقة رسميا على ذلك ، وعندما يكون الموقف السياسي الرسمي في السلطة الفلسطينية : " لا انتفاضات جديدة " فإن فلسطين برمتها تصبح في خطر لم يسبق أن مرت به منذ احتلالها .

ولكي لا يقال : إننا متحاملون ، فإننا نكتفي بما صرح به القيادي الفلسطيني الفتحاوي عباس زكي حينما اعتبر أن موقف فتح مخز وعار على الحركة في هذا الظرف الذي تمر به غزة ، وكذلك فعلت قيادات أخرى ترفض الموقف الرسمي الفلسطيني الذي يرى أن " وقف العنف " بين الطرفين أمر حيوي لإعادة " الهدوء " ، وأن شروط المقاومة في القطاع " غير ضرورية " !.

ولعل ما يستفزك ، أن السلطة الفلسطينية لم توقع على ميثاق روما حتى الآن ، رغم أن باستطاعتها فعل ذلك في يومين ، وليس كما يشيع مبررو هذا التلكؤ المريب.

وبينما تكتوي غزة بالنار وتئن تحت القصف ، يعلن مصدر فلسطيني في الجامعة العربية السبت بأن وزراء خارجية الدول العربية سيجتمعون الإثنين للنظر في ما يمكن عمله ، أي بعد أن يكون عدد الشهداء وصل المئات والجرحى الآلاف ، وبعد أن تكون البيوت قد سويت بالأرض ، وإذا ما استمر الأمر على هذا الإيقاع ، فإن أي اجتماع لوزراء الخارجية أو لقمة مفترضة حتى ، لن يتعدى الشجب والإستنكار والكلام الفارغ :

ففي الوقت الذي تدك به غزة ، يذهب وزير خارجية مصر إلى بغداد لإعلان تضامنه مع المالكي في وجه ثورة المحافظات السنية ، عارضا المساعدة : يحدث ذلك بالتزامن مع إغلاق معبر رفح في وجه الجرحى وفي وجه المساعدات الطبية والغذائية.

فات كثيرين ، أن الهدف الإستراتيجي لنتنياهو من حربه الشعواء على غزة هو إنهاء المقاومة عسكريا من خلال نفاد مخزونها العسكري من صواريخ وغيرها ، ولم أفاجأ بتصريح توني بلير ، أحد أهم حلفاء بوش الإبن ، والذي قال السبت : إن إسرائيل لن تستطيع القضاء على حماس سياسيا ، اي أنه همس " بزلة لسان ربما " عن أهداف هذا العدوان الذي يريد أن يقضي على حماس " العسكرية " طالما أن حماس " السياسية أو الحزب السياسي " لا غبار عليه ، وهو حلم تمناه كل القادة الإسرائيليين ، بينما يتمثل الهدف الثاني من هذه الحرب في ضرب المصالحة الفلسطينية ، وأخشى ما أخشاه ، أن تكون أولى علامات النجاح بدأت منذ إعلان الرئيس الفلسطيني محمود عباس أن شروط المقاومة لوقف النار غير ضرورية ، في دعوة لإعادة الهدوء ووقف القصف من قبل إسرائيل والصواريخ من قبل غزة ، وهو تطبيق جديد لنظرية " الأمن مقابل الأمن " بينما تذهب أرواح الشهداء ودماء الجرحى وهدم البيوت سدى في مهب النسيان ، وسرعان ما ستعود حليمة لعادتها القديمة ، وتقصف غزة من جديد لأتفه الأسباب ، وهو ما لا تقبله الفصائل المقاتلة في غزة لكونه لا يحقق شروطها وعلى رأسها فتح المعابر وإطلاق سراح الأسرى الذين أعاد الإحتلال اعتقالهم في صفقة شاليط ، والأول يظل أملا بعيد المنال في ظل ما شاهدناه في معبر رفح في اليومين السالفين .

إن أي هزة في العلاقة بين حماس والسلطة والعودة إلى الإنقسام يعتبر نصرا مؤزرا لنتنياهو الذي سينظر إليه الإسرائيليون على أنه " بطل " داهية ، أبدع في اختلاق قصة الجنود الثلاثة ، وإلصاقها بحماس ، وبالتالي أوجد ذريعة لضرب غزة ، والنتيجة تحقيق الهدف الأسمى : وهو القضاء - أو في أسوأ الظروف - إضعاف القسام وسرايا القدس ، وإرجاع الإنقسام إلى سابق عهده ، في ظل حصار شديد للغزيين بمساعدة " الحلفاء " المصريين ، وحصد شعبية طاغية ، وهنا يتحقق الهدفان : الأول لإسرائيل ، وهو إنهاء حماس وبالتالي فرض تسوية برؤية إسرائيلية خالصة ، والثاني للسيسي وهو القضاء على ذراع الإخوان العسكري ، حيث إن حلقة القضاء على الإخوان في مصر لن تكتمل إلا بالقضاء على هذا الذراع في غزة .

إن الحقيقة المطلقة التي لا يفهمها المتآمرون على القضية الفلسطينية : أن فلسطين ليست حماس ولا فتح ، وليست عباس ولا السيسي أو نتنياهو ، إنما هي شعب يصل تعداده إلى خمسة عشر مليونا في الداخل والشتات.

أبيدوا هذه الملايين أولا ، و " هَلوِسُوا " كيف شئتم ، ولكن : فلتعلموا أن أهدافكم ليست سوى أضغاث أحلام سرعان ما تبددها اليقظة .

د. فطين البداد

fateen@jbcgroup.tv




مواضيع ساخنة اخرى

استـ خبارات روسيا: النـ اتو هو من يقود الهجـ مات المضادة وليس الجيش الأوكـ راني
استـ خبارات روسيا: النـ اتو هو من يقود الهجـ مات المضادة وليس الجيش الأوكـ راني
شاهد تركيا يقـ تل حماه بالرصـ اص ثم يـ صرع طليقته في وضح النهار
شاهد تركيا يقـ تل حماه بالرصـ اص ثم يـ صرع طليقته في وضح النهار
إيطاليا تقهر هولندا وتخطف برونزية دوري الأمم
إيطاليا تقهر هولندا وتخطف برونزية دوري الأمم
السعودية: الثلاثاء 27 حزيران وقفة عرفة والأربعاء عيد الأضحى
السعودية: الثلاثاء 27 حزيران وقفة عرفة والأربعاء عيد الأضحى
رسميا.. أول مرشح يعلن خوض انتخابات الرئاسة في مصر
رسميا.. أول مرشح يعلن خوض انتخابات الرئاسة في مصر
واشنطن : إصابة 22 عسكريا في حادث تعرضت له هليكوبتر بشمال شرق سوريا
واشنطن : إصابة 22 عسكريا في حادث تعرضت له هليكوبتر بشمال شرق سوريا
هنا الزاهد تصدم جمهورها بصورة لها قبل عمليات التجميل!
هنا الزاهد تصدم جمهورها بصورة لها قبل عمليات التجميل!
جديد صاحبة الفيديو المشين لطفليها.. تورط ابنها وزوجها الثاني في المصر
جديد صاحبة الفيديو المشين لطفليها.. تورط ابنها وزوجها الثاني في المصر
سماع دوي انفجار في العاصمة الأمريكية واشنطن (فيديو)
سماع دوي انفجار في العاصمة الأمريكية واشنطن (فيديو)
البنتاغون يندد بتصرفات الصين "الخطرة" في آسيا
البنتاغون يندد بتصرفات الصين "الخطرة" في آسيا
78 زعيما دوليا يشاركون في مراسم تنصيب أردوغان السبت
78 زعيما دوليا يشاركون في مراسم تنصيب أردوغان السبت
أوغندا تقر قانونا يجرم المثلية الجنسية وبايدن غاضب ويهدد بقطع المساعدات
أوغندا تقر قانونا يجرم المثلية الجنسية وبايدن غاضب ويهدد بقطع المساعدات
لبنان.. اختطاف مواطن سعودي في بيروت
لبنان.. اختطاف مواطن سعودي في بيروت
السودان.. اشتباكات كثيفة في الخرطوم قبيل انتهاء الهدنة
السودان.. اشتباكات كثيفة في الخرطوم قبيل انتهاء الهدنة
رغم انتصاره الكبير في باخموت.. قائد فاغنر يحذر من تبعات خطير
رغم انتصاره الكبير في باخموت.. قائد فاغنر يحذر من تبعات خطير
الضفة: إصابات بينها برصاص الاحتلال وهجوم للمستوطنين على فلسطينيين
الضفة: إصابات بينها برصاص الاحتلال وهجوم للمستوطنين على فلسطينيين
  • لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :

اضف تعليق

مواضيع شبيهة
يمكنك أيضا قراءة X


اقرأ المزيد