Date : 28,03,2024, Time : 02:30:44 PM
3925 : عدد القراء حاليا
حالة الطقس
°C
Amman,Jordan
13
اليوم
العليا 22° الدنيا 12°
غداً
العليا 18° الدنيا 12°
أرسل خبر
آخر تحديث: الأحد 08 رمضان 1435هـ - 06 يوليو 2014م 12:11 ص

محمد أبو خضير و " المحرقة " !

محمد أبو خضير و " المحرقة " !
الدكتور فطين البداد

آثار اختطاف ومقتل ٣ مستوطنين اسرائيليين في الـ١٢ من حزيران/يونيو الماضي في الضفة الغربية، جدالاً واسعاً في مجلس الأمن والرأي العام العالمي ووسائل الاعلام منددةً جميعها بهذا العمل ومطالبةً بإلقاء القبض على الفاعلين ومحاسبتهم ليكونوا عبرةً لغيرهم .

ووصل عدد الفلسطينيين الذين اعتقلتهم القوات الإسرائيلية في الضفة الغربية منذ بدء الحملة التي شنتها إثر هذا الحادث نحو ٧٠٠ فلسطيني ، منهم أطفال قاصرون .

وفي الوقت الذي ما زال فيه المجتمع الدولي )الإنساني ( مصدوماً من فكرة اختطاف وقتل المستوطنين الإسرائيليين، تتفجّر على الساحة حادثة اختطاف الفتى المقدسي محمد أبو خضير البالغ من العمر ١٦ عاماً، ومن ثم إيجاد جثته محروقة وعليها آثار تعذيب جعلت من الصعب التعرّف على صاحبها لكثرة ما فيها من تشوهات .

وعلى الرغم من إدانة الحكومة الإسرائيلية ورئيس وزرائها بنيامين نتنياهو لحادثة اختطاف ومقتل الفتى محمد أبو خضير واعتبار هذا الفعل عملاً إجرامياً حقيرا وصادما ، ومطالبة وزير البناء والإسكان الاسرائيلي ( أوري أرئيل ) في تعليق على حسابه الرسمي على تويتر الشرطة الاسرائيلية ببذل الجهد للوصول إلى القتلة وتقديمهم للقضاء ، وكذلك ما علقت به وزيرة العدل الاسرائيلي ( تسيبي ليفني ) على صفحتها على الفيسبوك بأن " مقتل عربي في القدس حادث صادم ندينه ويجب عدم التسامح معه من أجل إيجاد القتلة وتقديمهم للعدالة".. في محاولة لتقديم صورة عن اسرائيل إلى العالم بأنها الدولة المدافعة عن حقوق الإنسان والملتزمة بتحقيق العدالة، حيث أضافت ليفني في نفس التعليق: “ هذا هو الفرق بين اسرائيل ومنظمة ارهابية لأننا نعاقب بشدة أي شخص يريد دفعنا لنكون مجتمعاً إرهابياً وهذا ما لن يحدث " وفق زعمها .

قلنا : رغم كل هذه الإدانات والتعليقات من قبل المسؤولين الاسرائيليين بهدف التسويق لاسرائيل كدولة قانون وعدالة واحترام حقوق الإنسان، إلا أن ما كشفه الفلسطينيون يفضح كل هذه الإدعاءات ويفرغها من مضامينها ويؤكد بانها دعائية وتسويقية ليس إلا ، ذلك أن تسجيلات وفيديوهات سجلت الواقعة ، والأمر ليس بحالجة إلى تحقيق معقد للوصول إلى الجناة ، ويكفي أنه وبرغم المأساة الكبيرة التي تعرّض لها الفتى محمد أبو خضير وعائلته المكلومة، إلا أن جثته لم تُسلم إلى أهله وإنما تم احتجازها لمدة ثلاثة أيام بحجة تشريحها .

لقد أشبعنا اليهود وأتخموا العالم كله بالحديث عن المحرقة ومعاناتهم والألم الذي تعرضوا له ، وها هم اليوم يستخدمون نفس أداة التعذيب بحق الفتى محمد أبو خضير، كما سبق واستخدموا القنابل الحارقة التي ألقوها على الغزيين تحت عدسات التلفزة العالمية .

تحدث الاعلام العالمي عن المعاناة التي تعرّض لها اليهود من تمييز وذبح وقتل واعتداء على مدى عدة سنوات مؤكدين حقهم في العيش في وطنٍ يضمن لهم أمنهم وأمانهم وسلامهم واستقرارهم،
وكان هذا الوطن هو فلسطين : الأرض العربية التي منحتها بريطانيا- الدولة العظمى آنذاك - ليهود أوروبا.
إن أوروبا التي رفضت في حقبة تاريخية معروفة " تهمة اللاسامية " وتعرّضت لليهود بالعنف والقتل بما تدعى ( المحرقة ) لم تدفع هي ثمنها، وإنما - كتعويض وقح مجرم - قدمت - بريطانيا - ليهود أوروبا أرضاً عربية هي فلسطين التي عاش فيها اليهود والمسيحيون والمسلمون لقرون بأمنٍ وأمان وسلام، ونتيجةً لذلك ومنذ ذلك الحين ، وإلى اليوم ، يدفع الشعب الفلسطيني الثمن من دماء أبنائه ليكون محمد أبو خضير شهيداً جديداً يُضاف إلى آلاف مؤلفة من شهداء الحقد الصهيوني الجبان ، وليكون اختطافه وتعذيبه وقتله جريمةً أخرى من جرائم الكيان الصهيوني التي يندى لها جبين البشرية.

إن هذه الجريمة البشعة القذرة لن تكون الأخيرة، فرغم كل الادعاءات التي تروّج لها اسرائيل باعتبارها دولة العدالة والقانون، إلا أنها تعطي العالم من طرف اللسان حلاوة ، وتروغ منه كما يروغ الثعلب .

منذ حادثة اختطاف ومقتل الشهيد محمد أبو خضير تتجدد المواجهات والاشتباكات يومياً بين الشباب الفلسطيني الذي يعتريه غضب عارم وبين الكيان ، فيلقي الحجارة والألعاب النارية على أفراد الجيش ويحرق الاعلام الاسرائيلية، في خطوة أولية قد لا تكون انتفاضة عارمة في المدى المنظور ، ولكنها جذوة سرعان ما سيحرق أوارها أصابع هذا الكيان الغاصب إن لم يرعو ويعد إلى صوابه ، فالفلسطينيون الآن " دولة " معترف بها من أغلبية دول العالم ، وأي قتل بدم بارد لمنتفض يرمي حجرا فإن نتيجته محكمة الجنايات الدولية وغيرها ،ولقد آن الأوان أن يستغل الفلسطينيون ذلك ويدخلوه في المعركة .

د. فطين البداد

fateen@jbcgroup.tv

 




مواضيع ساخنة اخرى

استـ خبارات روسيا: النـ اتو هو من يقود الهجـ مات المضادة وليس الجيش الأوكـ راني
استـ خبارات روسيا: النـ اتو هو من يقود الهجـ مات المضادة وليس الجيش الأوكـ راني
شاهد تركيا يقـ تل حماه بالرصـ اص ثم يـ صرع طليقته في وضح النهار
شاهد تركيا يقـ تل حماه بالرصـ اص ثم يـ صرع طليقته في وضح النهار
إيطاليا تقهر هولندا وتخطف برونزية دوري الأمم
إيطاليا تقهر هولندا وتخطف برونزية دوري الأمم
السعودية: الثلاثاء 27 حزيران وقفة عرفة والأربعاء عيد الأضحى
السعودية: الثلاثاء 27 حزيران وقفة عرفة والأربعاء عيد الأضحى
رسميا.. أول مرشح يعلن خوض انتخابات الرئاسة في مصر
رسميا.. أول مرشح يعلن خوض انتخابات الرئاسة في مصر
واشنطن : إصابة 22 عسكريا في حادث تعرضت له هليكوبتر بشمال شرق سوريا
واشنطن : إصابة 22 عسكريا في حادث تعرضت له هليكوبتر بشمال شرق سوريا
هنا الزاهد تصدم جمهورها بصورة لها قبل عمليات التجميل!
هنا الزاهد تصدم جمهورها بصورة لها قبل عمليات التجميل!
جديد صاحبة الفيديو المشين لطفليها.. تورط ابنها وزوجها الثاني في المصر
جديد صاحبة الفيديو المشين لطفليها.. تورط ابنها وزوجها الثاني في المصر
سماع دوي انفجار في العاصمة الأمريكية واشنطن (فيديو)
سماع دوي انفجار في العاصمة الأمريكية واشنطن (فيديو)
البنتاغون يندد بتصرفات الصين "الخطرة" في آسيا
البنتاغون يندد بتصرفات الصين "الخطرة" في آسيا
78 زعيما دوليا يشاركون في مراسم تنصيب أردوغان السبت
78 زعيما دوليا يشاركون في مراسم تنصيب أردوغان السبت
أوغندا تقر قانونا يجرم المثلية الجنسية وبايدن غاضب ويهدد بقطع المساعدات
أوغندا تقر قانونا يجرم المثلية الجنسية وبايدن غاضب ويهدد بقطع المساعدات
لبنان.. اختطاف مواطن سعودي في بيروت
لبنان.. اختطاف مواطن سعودي في بيروت
السودان.. اشتباكات كثيفة في الخرطوم قبيل انتهاء الهدنة
السودان.. اشتباكات كثيفة في الخرطوم قبيل انتهاء الهدنة
رغم انتصاره الكبير في باخموت.. قائد فاغنر يحذر من تبعات خطير
رغم انتصاره الكبير في باخموت.. قائد فاغنر يحذر من تبعات خطير
الضفة: إصابات بينها برصاص الاحتلال وهجوم للمستوطنين على فلسطينيين
الضفة: إصابات بينها برصاص الاحتلال وهجوم للمستوطنين على فلسطينيين
  • لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :

اضف تعليق

يمكنك أيضا قراءة X


اقرأ المزيد