حديث المالكي لـ BBC وقاسم سليماني
عندما يعلن نوري المالكي عبر بي بي سي أنه اشترى طائرات روسية الصنع ، قديمة ، فإن أحدا لن تنطلي عليه هذه القصة ، ذلك أن تقارير غربية كشفت : أن الطائرات العراقية التي صادرتها إيران إبان حرب الخليج الأولى بعد أن لجأت إليها ، هي ذاتها التي تقصف المدنيين في حلب وفي نوى وفي حماة وغيرها ، وها هي ذي تقصف الموصل وتكريت وصلاح الدين والقائم وتلعفر وديالى والرقة ودير الزور .
وإذا كانت فرق الموت الإيرانية التي انتشرت في بغداد أثناء وبعد الإحتلال الأمريكي قامت بتصفية الطيارين العراقيين ، واحدا واحدا ( ناهيك عن الضباط والعلماء وغيرهم ) لكون هؤلاء هم من قصف إيران وحطم هيبتها خلال ثماني سنوات من الحرب ، فمن أين سيأتي المالكي بطيارين خلال أسبوع كما وعد ؟ .
إنهم - بلا شك - طيارون إيرانيون في طائرات عراقية مصادرة .
لقد أعد المالكي قواته عبر 8 سنوات ، وأنفق عليها المليارات ، وفي النهاية استبدلت بزاتها العسكرية بأخرى مدنية وفرت فرقها الذهبية والنحاسية إلى إقليم كردستان أو سلمت نفسها لثوار العشائر ، فاستبدلها المالكي بمتطوعين أغرار ، وأنى لميليشيات بدون تدريب وبدون خبرة ، أن تفعل ما لم تفعله قوات مدربة ومسلحة تسليحا حديثا ومجهزة بشكل كامل ؟ .
لم تجد إيران - المالكي - من وسيلة لـ " تبريد " قلبها - قلبه - سوى ضرب المدنيين ، وهدم المدن ، وهو نفس السيناريو الذي وضعه خامنئي ونفذه في سوريا .
ولأن هذا السيناريو لن يجدي نفعا مع أهل السنة الذين طردوا المحتل الأمريكي من قبل ، فإن المالكي مهد لأمر أخطر ، وهو الإستعانة بالجيش الإيراني مباشرة ، ولم ينطق الرجل عن هوى .
فلقد كشفت التقارير الغربية مؤخرا عن غرفة عمليات إيرانية في بغداد ، وأن الذي يمسك بتلابيب بغداد في هذه الأثناء ليس المالكي وليس بقايا قواته ، ولا جيش المهدي الذي استعرض قوته في البصرة والجنوب متوعدا أهل السنة بالذبح ، ولا المرجع السيستاني الذي أفتى بوجوب الجهاد ضد السنة ، بل قاسم سليماني عينه .
ولكي لا يقال : إننا نبالغ ، فإن المالكي اعترف شخصيا بهذا خلال لقائه بالشبكة البريطانية :
سألته مذيعة بي بي سي نهاية المقابلة أو قريبا من نهايتها : هل وصل المستشارون الأمريكان إلى بغداد ؟؟ .
رد المالكي : " لا أعرف إن كانوا قد وصلوا أم لا ، لم أسمع بالإعلام " .
كانت غلطة ، ولكنها " فضيحة " بكل المقاييس .
الرجل لا يعرف شيئا ، يقول ما يطلبه منه سليماني ، ويعرف أخبار العراق من خلال الإعلام ، وليس ما نشاهده عبر قناة العراقية سوى تمثيل ولقاءات للتسويق السياسي .
قلنا ألف مرة : إيران تحكم العراق مباشرة ، والثورة السنية الشعبية العارمة أطاحت بهيبتها ، وكما قالت مريم رجوي الجمعة : إن ما يجري هو بداية لسقوط طهران وبغداد ، فهل ستسمح إيران بذلك ، أو بالأحرى : هل سيسمح الغرب بذلك ؟ .
لقد أثبتت الثورة السورية المظلومة ، وثورة أهل السنة في العراق أن الغرب علم إيران وتعلم منها : هو علمها اللامبالاة والغرور ، وهي علمته " التقية " .
الدكتور فطين البداد
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews