جسيكا شاستين: أتوق إلى التمثيل في فيلم عربي
جي بي سي نيوز - لمعت الممثلة الأميركية جسيكا شاستين في العام 2010 بفضل دورها الدرامي في فيلم «الدين المستحق» الذي تبعه في 2011، «شجرة الحياة» من إخراج الأميركي اللبناني الجذور ترنس ماليك. وإثر نجاحها في هذين العملين، حصدت شاستين الدور الأول والصعب إلى جوار النجم مايكل شانون في فيلم «إلى المخبأ»، منتقلة منه إلى فيلم «الخدم» الذي رشحت من أجل دورها فيه لجائزة أوسكار أفضل ممثلة، ثم إلى فيلم المغامرات «بلا قانون» الذي تقاسمت بطولته مع غاي بيرس وغاري أولدمان، وحديثاً فيلم «ماما» المخيف والذي يسمح لشاستين بتقديم دليل جديد على موهبتها الدرامية وقدرتها على الانتقال من لون فني الى آخر بجدارة تامة.
زارت شاستين باريس لمناسبة عقد مهرجان الشانزليزيه في دفعته الثالثة فالتقتها «الحياة» وحاورتها.
> ما رأيك بمهرجان الشانزليزيه الباريسي الحديث العهد بصفتك ضيفته الرسمية هذا العام؟
- أعترف لك بأنني لم أكن على علم بوجوده، خصوصاً أن أشهر مناسبة سينمائية في فرنسا تظل مهرجان «كان» الذي يعقد في شهر أيار (مايو) من كل عام. وعند تسلمي الدعوة لحضور مهرجان الشانزليزيه في الشهر الحالي، وجّهت ألف سؤال وسؤال بخصوصه إلى لجنة تنظيمه، وعلمت أن على رغم كونه يأتي بعد «كان» مباشرة تقريباً، فهو يلاقي منذ تأسيسه في 2012 رواجاً لافتاً ويستقبل نجوماً كباراً من العالم كله، مثل كيانو ريفز هذا العام، وينجح في جذب الجمهور إلى صالات عرض الأفلام في ظروف ممـــتازة، وأيضاً أهل الإعلام الدولي بفضل ندواته وسهراته. أنا إذاً سعيدة باكتـــشافي الحدث وبالــمشاركة فيه كممثلة وكسفيرة رسمية لعطور إيف سان لوران التي تدعم المناسبة إلى حد ما.
> هل يعجبك اختيارك سفيرة لعطور إيف سان لوران؟
- أنا كإمرأة، أعتبر الموضوع بمثابة شرف كبير لي، ولم أتوقع هذا الشيء في حياتي ولو في الأحلام. فهل هناك من إمرأة في الوجود لا تطير فرحاً إذا اختارتها دار إيف سان لوران سفيرة لها؟ ولا تقل سعادتي تجاه هذا الأمر عن تلك التي أشعر بها حينما أحصل على عرض مغر لدور سينمائي في فيلم لمخرج كبير.
> لنعد إلى حياتك السينمائية، ما الذي دفع بك إلى قبول المشاركة في فيلم «ماما» المخيف، علماً أنك لست معتادة الظهور في مثل هذا اللون بالمرة؟
- أعرف أن اللون المخيف في السينما يعتبره البعض أقل أهمية من غيره، بل أقل جودة من الألوان السينمائية الأخرى، لكنني لا أوافق هذا الرأي. وقد رأيت في حياتي مجموعة لا بأس بها من الأعمال المخيفة المتفوقة، على رأسها فيلم «شاينينغ» للراحل ستانلي كوبريك، و «الغراب» الذي أخرجه روجر كورمان في الستينات من القرن العشرين. وعندما قرأت سيناريو فيلم «ماما» وجدته لا يقل جودة عن أي من الأفلام التي ظهرت فيها من قبل فوافقت عليه من دون أدنى تردد، فهو كاتم للأنفاس من أول مشهد وحتى النهاية.
> ألا تخافين التخصص في هذا اللون إثر نجاح الفيلم؟
- لا، لأنني حرة في رفض المشاريع المشابهة له إذا عرضت علي.
> ترشحت لجائزة أوسكار أفضل ممثلة عن دورك في فيلم «الخدم»، فكيف عشت الحدث؟
- كنت سعيدة جداً بترشيحي للجائزة طبعاً، ولا أزال فخورة بهذا الشيء وبكون عملنا الجماعي استحق الاعتراف. أما عن زميلتي في الفيلم أوكتافيا سبنسر التي نالت الجائزة في نهاية الأمر، فهي موهوبة وقدمت عملاً رائعاً، الأمر الذي برر حصولها على الأوسكار. وأعترف لك بأنني لم أتوقع حكاية حصد الجوائز بالنسبة الى الفيلم لمجرد أنه لا يتميز بالمواصفات التقليدية الخاصة بالأعمال التي تسحر لجان التحكيم بشكل عام، وأقصد حبكة مبنية على الرومانسية وشركة منتجة عملاقة ونجوماً من الصف الأول، فالفيلم أنتجته شركة مستقلة بعيدة من الاستوديوات الهوليوودية الضخمة وهو يتضمن لقطات قاسية وواقعية تسلط الضوء على العنصرية الشائعة في الولايات المتحدة، غير أن النجوم فيه يظهرون في لقطات قليلة ويتركون المكان لممثلين آخرين أقل شهرة وربما أكثر موهبة. كنت فخورة أساساً بمشاركتي كممثلة في عمل على هذا المستوى من الجودة وازداد فخري حينما شارك الفيلم في مسابقة الأوسكار. وأنا عشت لحظات من السعادة المماثلة حينما فاز فيلم «شجرة الحياة» من إخراج تيرنس ماليك، بجائزة السعفة الذهبية في مهرجان «كان» للعام 2011.
حكاية سهلة
> وقفتِ فوق خشبة أكبر مسارح نيويورك قبل نجاحك السينمائي، فما هو موقفك من المسرح الآن؟
- المسرح أفضل ما حدث لي في حياتي المهنية، وعملت فيه تحت إدارة عمالقة وبصحبة ممثلين مسرحيين مرموقين، وجربت الكوميديا والدراما والأعمال الكلاسيكية، مثل مسرحيات شكسبير وموليير، صحيح انني بذلت قصارى جهدي للانتقال منه إلى السينما ونجحت في محاولاتي... وأعترف بأن رفض الأدوار المسرحية في ما بعد بسبب انشغالي السينمائي لم يكن مسألة سهلة، فأنا شعرت في أكثر من مناسبة برغبة ماسة في الفرار من الأستوديوات السينمائية لمعاودة التدريب على عمل مسرحي ما، وكدت أن أفعل ذلك لولا تدخل وكيلة أعمالي لإقناعي بأن السينما نعمة لا يمكنني أن أرفضها في الوقت الحالي وبأن المسرح سينتظرني ويرحب بي، حتى إذا عدت إليه بعد سنوات طويلة.
> أنت عملت في فيلم «شجرة الحياة» وهو من أهم أعمالك فوق الشاشة، تحت إدارة السينمائي اللبناني الجذور تيرنس ماليك، فما ذكرياتك عن تجربتك التمثيل تحت إدارة هذا المخرج الذي صار من عمالقة هوليوود؟
- شعرت بفرح كبير حينما منحت لي فرصة العمل مع الرجل الذي سبق وأبهرني بأفلامه، لا سيما «الخط الأحمر الرفيع» و «بادلاندز» و «العالم الجديد»، وبالتالي كانت فرحتي أشد عندما اكتشفت مدى عبقرية الرجل أثناء التصوير، غير طيبة قلبه وتفتحه الذهني تجاه الممثلين، فهو يتمتع بهذا الدفء النابع من كونه من أصل شرقي، والمهم عنده هو التعامل الإنساني أولاً وأخـــيراً. وأحــتفظ عن عملي تحت إدارته بأحلى الذكريات على الصعيدين المهني والإنساني.
> هل تعرفين الشرق شخصياً؟
- الشرق الأقصى نعم، فأنا زرت آسيا في أكثر من مناسبة، لكنني مع الأسف لم أتمتع بفرصة حقيقية لزيارة الشرق الأوسط، خصوصاً مصر، علماً انني أحلم بقضاء فترة في هذا البلد، أو لبنان أيضاً، لكنني سأفعل ذلك في مستقبل قريب أو متوسط، وفق ما يسمح لي به جدول نشاطاتي المهنية. لقد قضيت أياماً قليلة في المغرب لمناسبة تصوير أحد الأفلام التي شاركت فيها، لكنني لم أعثر على الوقت المناسب من أجل التعرف الى حقيقة البلد وأهله، فقد كنت أعمل طوال الوقت، ثم اضطررت إلى العودة مباشرة إثر انتهاء التصوير لأنني كنت مرتبطة بعمل آخر في الولايات المتحدة. وحدث أنني قضيت فترة قصيرة في عمان في الأردن من أجل تصوير بعض اللقطات الخاصة بفيلم آخر، إلا أنني مثلما حدث في المغرب لم أتمتع بالتعرف الفعلي الى البلد وأهله بسبب عدم توافر الوقت اللازم لذلك.
> وهل فتح العمل تحت إدارة تيرنس ماليك شهيتك على المشاركة في أفلام عربية مثلاً؟
- إنني منفتحة تجاه أي مشروع فني مهما كانت جنسيته طالما أنه يتميز بنوعية جيدة، وربما أن أكبر دليل على كلامي هذا هو فيلم «ماما»، بما أنه إنتاج كندي- إسباني مشترك. ولا شك في أنني أتوق الى المشاركة في فيلم يخرجه سينمائي عربي، حتى ولو كان الفيلم ينتمي إلى ثقافة مختلفة عن ثقافتي الغربية.
> أين تعلمت الدراما أساساً؟
- نشأت في عائلة ضمت الكثير من الفنانين في ميدان الموسيقى والمسرح، وسرعان ما سمح لي أبي وأمي بالدخول إلى معهد للدراما عندما لاحظا قلة اهتمامي بالدراسة الثانوية التقليدية. وكنت قد درست الرقص الكلاسيكي في صباي.
> كيف تصفين شخصيتك؟
- عنيدة.
> ما هو أكثر شيء تحبين عمله؟
- الاستجمام في الشمس.
> ما هي الصفات التي تبحثين عنها في الرجل؟
- أن يتصرف مثل الرجل.
> وفي المرأة؟
- أن تتصرف مثل المرأة.
> ما هي أفضل صفاتك؟
- الصبر.
> وما العيب الذي تريدين أن تتخلصي منه أكثر؟
- لا أعرف، وجّه السؤال إلى أشخاص من محيطي.
> ما نوع الأفلام التي تحبينها؟
- أفلام الرسوم المتحركة.
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews