الطبّ الصينيّ ووخز الإبر لا يتعارضان مع التقليديّ يساعدان الأشخاص على الاهتمام بنمط حياتهم وعلاجهم
جي بي سي نيوز - اذا كانت العلاجات التقليدية تطورت الى درجة انها اصبحت تقضي على العديد من الامراض، ومنها المستعصية، تبقى راحة المريض ونوعية حياته اولوية، وهي ما يبحث عنها في الطب الصيني ووخز الابر او الطب المكمل، لتكتمل راحته، خصوصا في ما يتعلق بالامراض المزمنة والحساسية وغيرها.
"الطب الصيني هو جزء من الطب البديل والطب المكمل، وهو يتطابق مع مفهوم الطب التقليدي عند ايبوقراط بالاساس، اي علاقة الجسم وتفاعله بمحيطه الطبيعي وغذائه ومشاعره، كما اوضح لـ"النهار" طوني مخلوف الحائز على ماجيستير في الطب الصيني من كلية وخز الابر والتدليك في ميامي فلوريدا، وشهادتي ليسانس في الطب البديل والصحة والعلوم من جامعة افيرغلايد في ميامي – فلوريدا ايضا. وقال ان هذا التعريف تحدث عنه في الوقت عينه كتاب الامبراطور الاصفر من خلال شخصية هوانغ دي مؤسس فكر الطب الصيني. مفهوم ايبوقراط اختلف تطبيقه مع عصر ديكارت، وتغير ليصبح طب جزيئيات وليس طبا متكاملا. ويعطي مخلوف مثلا عن المعاناة من الاصابة بالنوع الثاني من السكري، فهي في حاجة الى طبيب متخصص في الغدد والسكري، ويرسل المريض بعد تشخيصه، في حال كان يعاني من البدانة، الى اختصاصية تغذية لمتابعة نمط حياته الغذائي، فاذا كان متعلقا بسلوكه النفسي ترسله الى اختصاصي في علم النفس.
اضاف: بينما في الطب الصيني يتعامل المعالِج مع كل هذه النواحي دفعة واحدة ضمن العلاج المتكامل، وليس الجزئي. في الطب التقليدي يهتم الطبيب بمصير الشخص الصحي، بينما في الطب الصيني يهتم الشخص بنمط حياته، ليجد علاجه بنفسه.
ويؤكد مخلوف ان هذه الانواع من العلاجات لا تتعارض مع العلاجات التقليدية، وفي بعض الاحيان يتم العمل في شكل متواز، ومن هنا تسميته بالطب التكميلي. وهذا النوع من العلاج قد يكون مفيدا للاعراض الجانبية الناتجة عن الامراض السرطانية. فعند البدء بالعلاج الكيميائي يشعر بعض المرضى بالزوغان والدوخة، فيأتي الطب الصيني بالبديل ويساهم من خلال الوخز بالابر في تخفيف هذه الاعراض. وغالبا ما يلجأ الى الطب الصيني الاشخاص الذين يعانون من الامراض المزمنة مثل ألم الظهر، التهاب الجيوب الانفية، داء الشقيقة، مشكلات المصران ومشكلات الدورة الشهرية، وغيرها من الامراض التي ذكرتها منظمة الصحة العالمية، وكذلك الامراض المؤلمة مثل الفيبروميالجيا، والآلام الجسدية والعضلية الناتجة عن مشكلات نفسية او عن الاكتئاب.
وقال ان الدراسات الحديثة بينت ان نقاط الالم المعينة في الجسم المرتبطة بآلام اخرى، يمكن ان يعالجها الطب الصيني ويشفي الذي يعانون منها. فألم القلب الذي يمتد الى اليد، او المرارة التي تؤلم اعلى الكتف لجهة اليمين، او الرئتان وتؤلمان اعلى الكتف لجهة اليسار، وسبب الالم التقاء الاعصاب عند النخاع الشوكي، وهناك تمر الخطوط الصينية عينها، وتعني تقسيم الجسم وفق مرور الطاقة فيه.
"للبدء بالعلاجات يبدأ المتخصص بالتشخيص من خلال مجموعة من الاسئلة عن الحالة المرضية التي يعانيها الشخص، وعن الاعراض الاخرى التي يعانيها، والتي لا يكون لها علاقة مباشرة بالمرض، الا ان هذه الاعراض تعتبر في الطب الصيني متصلة الى حد ما. ونفحص اللسان ومن ثم النبض في اليدين وهو مقسم الى 29 نوعا. وبعد ذلك تراوح جلسات الوخز بالابر من جلسة الى 5 جلسات في اقصى الحالات مدتها 20 دقيقة، ويكون الوخز موضعيا وفي اماكن ذات صلة. كما يقدم المعالج نصائح لنمط غذائي واسلوب حياة سليم ومتكامل. وترافق مع العلاج احيانا وصفات صينية للاعشاب وهذا يعني تناول الاعشاب في وضعها الطبيعي وليست تلك المصنعة والغير معروفة المصدر".
هل هذا النوع من العلاج يساهم في وقف التدخين؟
صحيح ولكن هناك 30 الى 40 في المئة من النتائج الايجابية تعتمد على ارادة الشخص ورغبته في التخلص من هذه العادة السيئة. يحتاج المدخن اجمالا الى 3 جلسات او اربع مركزة في الاذن، وبعض الاعضاء الاخرى مثل القدمين، وغيرها.
وشدد مخلوف على ان العلاج يأتي من الشخص نفسه، ونمط عيشه وأكله، خصوصا ان هناك بعض الانواع من المأكولات قد لا تكون مناسبة لبعض الاشخاص في عدد من الحالات ولا ينصح بالتوقف النهائي عنها انما التقليل منها واستبدالها باخرى انفع.
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews