كذب.. كذب.. فى مباراة ألمانيا والنمسا لتآمرهما على الجزائر
حفلت بطولة 1982 بكل ما هو جديد على مستوى التنظيم، وشهدت العديد من المفاجآت فى التاريخ والمباريات فلأول مرة قرر الاتحاد الدولى زيادة عدد الفرق التى تصل للنهائيات لتصبح 24 فريقا بدلا من 16 واتخذ هذا القرار فى اجتماع الاتحاد بالأرجنتين بحضور ممثلى 105 دول من 146 دولة، وصوت على القرار 96 اتحادا، وعارضه 41 وقد لعب الاتحاد العربى لكرة القدم دورا مهما فى التصويت لصالح أفريقيا وآسيا، ليمثل كل قارة فريقان بدلا من واحد أما عن مفاجآت النتائج والمباريات فهى لا تعد ولا تحصى إلا أن أكبرها وأكثرها إثارة للضجة هى هزيمة البرازيل أمام إيطاليا فى الدور الثانى.
وإلى أسبانيا سافرت دولتان عربيتان لأول مرة فى تاريخ مسابقة كأس العالم، وهما الجزائر والكويت، وقد نجحتا فى تشريف الكرة العربية. لاسيما الفريق الجزائرى الذى تعرض لمؤامرة من جانب منتخبى ألمانيا والنمسا.
الحكاية وقعت فى المجموعة الثانية وقبل مباراة ألمانيا مع الجزائر قال يوب ديرفال إنه سوف يستقيل ويعود لبلاده فى أول طائرة لو هزمته الجزائر، وحدث، ولم يفعل هو ما قاله وقال رومينيجه: اننا سنلعب مع الفريق الجزائرى ونحن نرتدى بدل السهرة.. وبدأت المؤامرة عندما قهر الفريق الجزائرى منتخب ألمانيا، وفاز 2/1 مسجلا مفاجأة هائلة أحدثت دويا صاخبا فى شوارع وطرقات أسبانيا، وبالتحديد فى مدينة خيخون، فقد تقدم ماجر للجزائر بهدف سجله فى الدقيقة 54 ثم تعادل رومينيجه لألمانيا بعد 13 دقيقة، وبعد 60 ثانية بالضبط سجل الأخضر بللومى هدف الفوز للجزائر، وفى هذه البطولة لغز غير مفهوم بشأن الفريق الجزائرى، فبعد تألقه أمام ألمانيا خسر صفر/2 أمام النمسا، ثم أضاع فرصة التأهل للدور الثانى بيده عندما فاز على شيلى 3/2 وقد كان متقدما 3/صفر وقيل إنها الخلافات بين المدرب وبين اللاعبين، أو بين المحترفين والهواة، والله أعلم. لكن كانت الفضيحة تنتظر لتلعب الدور الرئيسى فى إزاحة الجزائر، إذ كانت ألمانيا تحتاج لهدف واحد فقط تحرزه فى النمسا ويصعد الفريقان معا للدور الثانى ولعلنا نذكر حتى الآن كيف كانت الـ 15 دقيقة الأولى ساخنة، سريعة، حتى سجل روبيش الهدف الوحيد، ثم نام الفريقان فى أرض الملعب، لا يلعبان، ولا يهاجمان، والجمهور فى المدرجات يهتف ضدهما ويصيح: تونجو تونجو ومعناها كذب كذب.
وفى اشبيليه وملاجا جرت مباريات المجموعة السادسة، وظهر الفريق الذى كان يعده سانتانا منذ عامين، وبالتحديد فى بطولة كأس العالم المصغرة بأوروجواى، وما زلت أذكر ردود أفعال الصحافة العالمية 1000 صحفى عقب فوز البرازيل على ألمانيا الغربية 4/1 باستاد سينتناريو فى أوروجواى، كانت مزيجا من الاعجاب والدهشة، وأيامها ــ فبراير 1981 ــ قبل كأس العالم بـ 18 شهرا كتبت فى مجلة الصقر القطرية: أبناء الأمازون يستعدون لغزو أسبانيا. وفى تاريخه اقترب منتخب البرازيل إلى كأس العالم ولم يفز به فى مرتين، الأولى عام 1950، والثانية عام 1982
•• هزم منتخب البرازيل نفسه فى هذه الدورة، هزمه الجبروت والغرور والكرة الجميلة ايضا. فهم اعتقدوا أنها تكفى، فقد فازت ايطاليا على الأرجنتين 2/1 وفازت البرازيل على الأرجنتين 3/1، وكانت المباراة الفاصلة التى تحدد بطل المجموعة بين البرازيل وايطاليا والتعادل يكفى الفريق البرازيلى ليصعد للدور قبل النهائى، لكن كيف يقبل البرازيليون على أنفسهم اللعب الدفاعى وبناء التحصينات فى الخلف، فهاجموا، وخسروا 2/3 بواسطة ثلاثة، أولهم حارس المرمى البرازيلى الضعيف جدا واليرير بيريز، وثانيهم جونيور الظهير المهاجم الذى ترك مكانه، فكان شارعا ايطاليا، وثالثهم باولو روسى الذى حالفه التوفيق لأبعد الحدود ولم يصدق أحد يومها أن البرازيل خرجت وأن كأس العالم سوف يستمر بدون البرازيل..
•• للمرة الرابعة فى تاريخها وصلت ايطاليا إلى المباراة النهائية بعد فوزها على بولندا 2/صفر فى الدور قبل النهائى، وكأنه كتب على الفريق البولندى اللعب دائما على المركز الثالث، بينما كانت مباراة ألمانيا الغربية وفرنسا واحدة من أشق وأمتع مباريات كأس العالم 1982 انتهى وقتها الأصلى والاضافى بالتعادل 3/3، وفازت ألمانيا 5/4 بضربات الجزاء الترجيحية، وضاعت من فرنسا فرصة العمر للعب النهائى، ولكنها الكرة المستديرة التى لا تعطى الأفضل دائما، فقد صعدت ايطاليا على كتف البرازيل، وهى لا تستحق، وصعدت ألمانيا على كتف فرنسا وهى أيضا لا تستحق.
•• لعلها واحدة من المرات النادرة فى تاريخ كأس العالم منذ بدأت المسابقة عام 1930 التى لا يتابع فيها الجمهور المباراة النهائية بشغف واستمتاع، بل إنها جاءت ــ فى مستواها ــ أقل من المتوقع، ولا ترقى لمستوى مباريات أخرى شهدتها الدورة وانتهت بفوز إيطاليا 3/1 وحصولها على كأس العالم للمرة الثالثة.
( الشروق 6/6/2014 )
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews