بالفيديو والصور: فايز القصاص .. مقدسي تائه في غزة منذ ثمانية عشر عاماً
جي بي سي نيوز - كان هدوئه داخل غرفته في مستشفى الطب النفسي بمدينة غزة ملفتاً للنظر، ذلك الهدوء الذي سرعان ما تبدّل إلى غضب إثر بعض الأسئلة التي طرحناها عليه.
فدخولنا إلى مستشفى الطب النفسي قبل نحو خمسة أشهر كان بغرض إجراء حوارات صحفية مرتباً لها مسبقاً، غير أن القدر قادنا إلى قصة فايز القصاص، والتي من النادر حدوثها في قطاع غزة، فهي خليط من المشاكل النفسية والاجتماعية ناتجة عن عقوق أسرة بأكملها لابنها على مدار نحو ثمانية عشر عاماً.
تواصلت "جي بي سي" مع إدارة مستشفى الطب النفسي التي يقبع بها فايز القصاص منذ العام 1996 للاضطلاع على تفاصيل قصته، إلا أنها رفضت تزويدنا ببياناته والمعلومات حول حالته وحذرتنا من الخوض في التفاصيل.
أثار رد المستشفى علينا الكثير من التساؤلات الأمر الذي دفعنا لمحاولة الوصول له مرة ثانية للوقوف على خبايا قضيته التي حجبتها إدارة المستشفى عنا، وبعد سؤاله مباشرة عن سبب وجوده في مستشفى الطب النفسي كل هذا الزمن، قال أنه لا يذكر أسماء اخوته، غير أنه ابن لرجل متزوج من اثنتين، ولد عام 1967 وهو واحد من ثمانية أشقاء كان يسكن مع عائلته الغزية الأصل في حي سلوان في القدس المحتلة.
وعبّر عن حاجته الشديدة للعودة إلى إهله بالقدس المحتلة وترك المستشفى النفسي الذي قضى بها سنوات طويلة من عمره.
أحد موظفي المستشفى كشف لنا سراً عن الأوراق الثبوتية للقصاص وبطاقته الشخصية التي استخرجتها له المستشفى منذ ثلاثة أعوام، وأثبتت بعض الوثائق تناقضاً في تفاصيل قصة الرجل ولم يتسنَ لنا معرفة سر ذلك نظراً لامتناع إدارة المستشفى عن التعامل معنا بدون ذكر أسباب.
ذكرت إحدى الوثائق وهي مكتوبة بخط اليد أن اسم القصاص الكامل هو "فايز سالم فارس القصاص ويسكن عند طور القدس قضاء القدس المحتلة، والبلدة الأصلية لعائلته هي مدينة غزة، وبعد طلاق والديه انتقل مع والده إلى غزة وتربى في أحد دور الأيتام ولم يرى والدته إلا بعد أن بلغ من العمر تسعة عشر عاماً".
ويضيف التقرير :"تزوّج فايز من إحدى قريباته من حي الشجاعية بغزة واصطحبها معه القدس وطلّقها بعد عام واحد إثر خلافه معها على الذهب"، غير أن الوثيقة الثانية وهي عبارة عن رسالة تناقض المعلومات السابقة، فهي موجهة من مستشفى الطب النفسي إلى إحدى المؤسسات الخيرية التي تدعم الحالات التي تعاني من وضع اقتصادي صعب تطلب فيها مساعدة فايز مادياً، ومع إضافة تفصيلا جديداً وهو أن من سلّمه إلى المستشفى هو الشرطة الحدودية بغزة، ويكمن التناقض هنا أن وصفته الرسالة بـ"مجهول النسب والهوية"!!
تلك التناقضات كانت سبباً قويا وأدعى للتحرك من أجل التواصل مع عائلته في غزة أو بالضفة الغربية، وما توصّلت اليه "جي بي سي" هو وجود العديد من العائلات التي ترتبط بعلاقات قرابة مع عائلة فايز، غير أن تلك العائلات تفاجأت بوجوده بقطاع غزة وداخل مستشفى الطب النفسي، لكنها لم تحرّك ساكناً بحجة انقطاع علاقتها مع فايز وعائلته لوجود مشاكل بينهم.
حاولنا بعد فشلنا في ربط القصاص بعائلته من غزة، التواصل مع أشقائه في الضفة الغربية، واقتربنا بعض المرات منهم، إلا أننا فشلنا أيضاً على الرغم من أن كل الدلائل تشير إلى وجود عائلته هناك.
(المصدر : جي بي سي نيوز - محمد عثمان - غزة )
شاهد الفيديو والصور:
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews