فعلا.. هى دى كرة القدم بجد!
هى دى كرة القدم الحقيقية ويبقى ما نلعبه عندنا شيئا آخر!
استمتع ملايين البشر من عشاق كرة القدم فى شتى أنحاء العالم بنهائى "الشامبيونزليج" الأوروبى بين فريقى ريال مدريد وأتلتيكو مدريد بملعب النور بالعاصمة البرتغالية لشبونة.. كورة إيه وحلاوة إيه.. إثارة وقوة وإصرار وعزيمة ورغبة حقيقية عند الفريقين لتحقيق الفوز وانتزاع كأس البطولة.. قتال من أول دقيقة حتى آخر نفس..
ــ بقدر حزن البعض على ضياع فرصة أتلتيكو فى الحفاظ على تقدمه بهدف حتى ما قبل انتهاء الوقت الأصلى للمباراة بدقيقة واحدة، (مسألة تشل وتفرس وتصيب أى مشجع متعصب بالجنون أو بالسكتة القلبية) بقدر ما كانت فرحة الملايين من عشاق النادى الملكى الإسبانى بإصرار لاعبى الريال على التمسك بالأمل حتى آخر لحظة، فكانت "المكافأة" بتسجيل هدف التعادل ثم كان "الطوفان"، فأمطروا شباك أتلتيكو بثلاثة أهداف أخرى أهدتهم كأس البطولة عن جدارة واستحقاق.
ــ فى غياب النجوم الكبار من الجانبين عن الملعب للاصابة أو الطرد مثل بيبى وتشابى ألونسو من الريال وأردا توران من أتلتيكو، أو عن حالاتهم الطبيعية، مثل رونالدو وجاريث بيل من الريال ودييجو كوستا من أتلتيكو والذى خرج بعد أقل من عشر دقائق من بداية المباراة، كانت الغلبة للفكر التكتيكى للمديرين الفنيين كارلو أنشيلوتى ودييجو سيميونى، ومناورات كل منهما فى الملعب، ونجح الإيطالى أنشيلوتى فى أن يكسب الرهان ويحقق الفوز الكبير، وليكون بذلك أفضل مدرب فى تاريخ هذه البطولة حيث فاز بها ثلاث مرات (منها مرتان مع إيه سى ميلان عامى 2003 و2007) تحت المسمى الحالى للبطولة "الشامبيونزليج" ليتفوق بذلك على بوب بيزلى المدير الفنى لفريق ليفربول الإنجليزى الذى فاز بها ثلاث مرات أيضا مع "الريدز" أعوام 1977 و1978 و1981 ولكن تحت مسمى البطولة القديم "بطولة أوروبا للأندية أبطال الدورى" والفارق كبير طبعا بين الزمن القديم وما حدث فى السنوات الأخيرة من تطور رهيب فى تقنيات اللعبة وخططها وتكتيكاتها وأساليب التدريب الخاصة بها.
ــ أعجبنى تألق دى ماريا ومارسيلو وراموس ومودريتش من فريق الريال، وأقول للذين انتقدوا أنشيلوتى لإشراكه اللاعب سامى خضيرة بعد طول غياب عن الملاعب إن خبرة المدرب الإيطالى هى التى جعلته يفضل الاستعانة بلاعب مثل خضيرة حتى لو كان قد ابتعد عن الملاعب طويلا لأنه تصور أنه طالما كان جاهزا بدنيا فإنه سيكون مشتاقا للعب والإجادة وهذا يحدث مع عدد غير قليل من النجوم عندما يبتعدون عن الملاعب طويلا إذ يعودون مفتوحى الشهية للعب والتألق، وهو ما لم يحدث مع خضيرة وهذا وارد أيضا وإن كان أنشيلوتى قد راهن على إمكانية حدوثه مع خضيرة، والمخاطرة مطلوبة دائما فى كرة القدم وهذا سر إثارتها.
ــ فى المقابل راهن أنشيلوتى رهانا آخر على اللاعب مارسيلو فدفع به فى شوط المباراة الثانى وكان أحد مفاتيح الفوز الكبير للريال، بل وسجل هدفا "كمان"!.. وسواء فى هذه الحالة أو تلك علينا ألا نغفل أبدا عنصر "التوفيق" فهناك لاعب يكون موفقا فتمشى معه الكرة وتكون كريمة معه مثلما كانت كريمة مع مارسيلو!
ــ فى الدقائق العشر الأخيرة من الشوط الرابع سجل الريال ثلاثة أهداف تعكس الانهيار البدنى شبه الكامل للاعبى أتلتيكو الذين نفد بنزينهم فى شوطى المباراة الأول والثانى لما بذلوه من جهد كبير، ففشلوا فى مجاراة لاعبى الريال نفس سرعتهم.
ــ خلاصة القول.. إننا شاهدنا لوحة فنية رائعة تعددت فيها الألوان والمشاعر والعواطف والأحاسيس سواء داخل الملعب أو فى المدرجات، فكانت المتعة كاملة للـ65 ألف متفرج فى الملعب ولملايين البشر من عشاق الساحرة المستديرة.. والمجنونة!.
...............................
** الإعجاز الذى حققه بطل رمى الرمح المصرى إيهاب عبدالرحمن لاعب النادى الأهلى الأسبوع الماضى فى الدورى الماسى لألعاب القوى الذى أقيم مدينة شنغهاى بالصين، يدعونى ــ وكل المصريين ــ للفخر بنجم مصرى واعد يمكن الاعتماد عليه فى دورة الألعاب الأوليمبية القادمة فى ريو دى جانيرو بالبرازيل عام 2016 وأية بطولات عالم قادمة لألعاب القوى.. البطل المصرى لم يكتف بتحطيم رقمه الشخصى فقط أو رقم بطل دورة لندن الأوليمبية عام 2012 (84.58 متر) وإنما حطم كل الأرقام العالمية والأوليمبية فى هذه اللعبة، وبفارق رهيب (4.63 متر) وهو ما يعنى قدرته على التربع على عرش رمى الرمح العالمى لسنوات طويلة.. ولكن شريطة أن تسخر الدولة ممثلة فى وزارة الشباب والرياضة ومعها اتحاد ألعاب القوى كل الإمكانات المادية اللازمة لتهيئة أجواء مناسبة للبطل للتدريب سواء فى معسكرات خارجية أو داخلية، وتحت إشراف متخصصين على أعلى مستوى، لتجهيزه فنيا وبدنيا ونفسيا وذهنيا.. يا جماعة نفسنا فى ميدالية ذهبية أوليمبية نحصل عليها بتفوق كاسح وعن جدارة واستحقاق، ويتحدث عنها العالم كله.. وأملنا كبير ــ بمشيئة الله ــ فى أن يكون إيهاب عبدالرحمن هو صاحب هذه الميدالية، وأيضا صاحب كل الأرقام القياسية فى رمى الرمح خلال السنوات العشر المقبلة.
(المصدر : الاهرام سبورت 2014-05-28 )
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews