بعثة إلى "القارة البلاستيكية" في شمال المحيط الأطلسي
المدينة نيوز :- تنطلق في الأيام القليلة المقبلة بعثة جديدة لاستكشاف القارة السابعة أو القارة البلاستيكية، وهي كمية هائلة من النفايات تطفو في المحيطات، مع جدول أعمال علمي متقدم.
وستكون الرحلة هذه المرة مخصصة لمساحة النفايات الضخمة المتشكلة في شمال المحيط الأطلسي.
ويقول باتريك ديكسون، البالغ من العمر 49 عاما، والذي أطلق هذا المشروع العلمي بعدما عرف بوجود هذه الكمية الهائلة من النفايات في المحيط الأطلسي، التي يقدر العلماء مساحتها بمساحة شبه القارة الهندية، خلال سباق للتجديف في العام 2009: "لقد رأينا أن هذه القارة السابعة موجودة فعلا".
ويضيف باتريك، وهو رجل إطفاء سابق عمل في غويانا، "بما أننا هذه المرة نعرف ماذا سنجد، سنحاول أن نقوم بأشياء لم يسبق تنفيذها، بهدف دراسة هذه الظاهرة".
وسيركب تسعة أشخاص البحر في الخامس من الشهر الجاري، على متن طواف يبلغ طوله 18 مترا، منطلقين من المارتينيك في رحلة تتعاون على تنظيمها وكالة الفضاء الفرنسية ووكالة الفضاء الأوروبية، وأيضا معهد ميركاتور اوشن، ومن المقرر أن تستمر المهمة ثلاثة أشهر.
ويقول باتريك: "سنحاول أن نبلغ وسط هذه القمامة الواقعة في وسط بحر سارغاس في شمال المحيط الأطلسي".
وتطوف ملايين الأطنان من النفايات في المحيط الأطلسي، بعد أن تلقى من السواحل أو تحملها مياه الأنهار الصابة في المحيط.
وهناك خمس مساحات كبرى من النفايات تتوزع على مياه محيطات كوكب الأرض، تأخذ كل منها شكل دوامة تحركها التيارات المائية، وتجذب النفايات إلى وسطها ببطء.
ويأمل باتريك في تنظيم رحلة إلى كل من دوامات النفايات الخمس هذه، على أن يبدأها هذا العام في شمال المحيط الأطلسي، ويتابعها العام المقبل في جنوبه.
ويعتزم باتريك بشكل خاص أن يرسم خارطة للمناطق الملوثة باستخدام أنظمة رادار.
ومن الإسهامات المطلوب إنجازها في هذه الرحلة أيضا، التعمق في فهم التيارات السطحية، وتحديد المناطق التي تتجمع فيها النفايات البلاستيكية بالاستعانة بالأقمار الاصطناعية، وتحليل المواد الملوثة.
ويقول باتريك: "هذه النفايات ليست متصلة الواحدة بالأخرى، بل إنها مبعثرة جدا، لكنها موجودة بكميات كبيرة جدا".
وتأتي هذه النفايات البلاستيكية بشكل أساسي من "الاستهلاك البشري" وفق باتريك.
وأفاد "يلقي الناس نفاياتهم من البلاستيك، ويحملها الهواء إلى مجاري الأنهر، ومنها إلى المحيط، فضلا عن النفايات التي تلقى في البحر، وتلك التي تحملها موجات المد البحري، على غرار تلك التي ضربت اليابان في العام 2011 إلى المياه".
في العام 2012، نشرت دراسة علمية أظهرت أن تركز جزيئات البلاستيك في شمال المحيط الأطلسي تضاعف مئة مرة في العقود الماضية، ويتخوف العلماء من أن يكون لهذا الأمر ارتدادات سلبية على التوازن البيئي للمحيط، وبالتالي على كوكب الأرض عموما.
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews