برشلونة واليونايتد في موسم تشجيع الأعداء

قارب موسم كرة القدم في أوروبا على الانتهاء، بعض شخصيات الأبطال اتضحت وبعضها يحتاج لأسابيع حتى تتأكد رسمياً، لكنه بالتأكيد موسم مختلف عما اعتدناه في الماضي، فكثير من العقد في طريقها للحل، وكثير من المفاجآت حدثت، لكن الأكثر تميزاً فيه أنه موسم تشجيع الأعداء.

فمن الظريف مثلاً أن تجد صحيفة كتلونية كصحيفة سبورت تسأل مورينيو النجدة ليفوز على أتلتيكو ثم يفوز على الريال ويحرمهم من العاشرة، الصحف الكتلونية التي وصفت مورينيو بالمترجم والمدرب الفاشل طويل اللسان، بات فجأة بطلها.

ومن الملفت أيضاً أن جماهير ريال مدريد وقفت مع أتلتيكو مدريد رغم الخصومة المحلية عندما واجه برشلونة، في حين أن جماهير برشلونة تشجع الآن من كل قلبها الفريق الذي أقصاها من البطولة في المباراة النهائية لدوري الأبطال، وسبق لها تشجيع بايرن ميونخ الذي ألحق بهم أكبر خسارة بمجموع المباراتين في تاريخ نصف نهائي دوري الأبطال.

حال تشجيع الأعداء ليس اسبانياً فقط، بل نجده في انجلترا عندما وقفت جماهير مانشستر يونايتد حائرة بين تشجيع ليفربول أو مانشستر سيتي للفوز باللقب، فالأول خصمهم التاريخي والثاني جارهم العدو، وهم الآن منقسمون والحل الوحيد لهم بأن يلغى الدوري كي يمر هذا الموسم على خير، كما أن ليفربول يتمنى من كل قلبه الآن أن يفوز ايفرتون على السيتي، وهو ينتظر الخدمة من عدوه وسيفرح لفوزه في مناسبة نادرة.

موسم تشجيع الأعداء لم يرحم ايطاليا، فميلانو بمنافستها التاريخية لروما قررت دعمها، وقررت مدن الشمال الوقوف مع مدينة أقرب للجنوب، وذلك أملا منهم بأن يستطيع فريق فرانشيسكو توتي إيقاف زحف اليوفنتوس نحو لقبه الثالث على التوالي.

إنه موسم غريب بالتأكيد، موسم طبق البيت العربي الشهير لأبي الطيب المتني " ومن نَكَدِ الدّنْيا على الحُرّ أنْ يَرَى.. عَدُوّاً لَهُ ما من صَداقَتِهِ بُدُّ ".

( الرياضي 2/5/2014 )