فسيفساء الانتخابات الآسيوية
لا شيء يوحي بأن توافقاً عربياً سيحصل في موضوع خوض انتخابات رئاسة الاتحاد الآسيوي بمرشح واحد من بين الثلاثي الخليجي البحريني والإماراتي والسعودي، وهذا الأخير دخل على الخط عشية بدء فترة الشهرين التي تسبق الانتخابات، في حين أن الأول والثاني يشمران عن ساعديهما منذ حوالي السنتين، أي منذ إيقاف الرئيس السابق محمد بن همام ومنعه من العمل الرياضي مدى الحياة بالرغم من حصوله على البراءة من التهم التي وجهت له من قبل المحكمة الرياضية الدولية. لم يحصل أي شيء من الحلحلة بالرغم من اجتماع غرب آسيا في الأردن الذي (ولد ميتاً) بغياب أحد المرشحين الشيخ سلمان بن إبراهيم، فيما اعتبر الدكتور حافظ المدلج أن الفائدة من اجتماع عمان كانت في الاجتماع بحد ذاته، لأنه يحصل لأول مرة.. ومما زاد في التوقعات التي تؤكد عدم حصول التوافق، تأجيل اجتماع غرب آسيا الثاني، بعد تحديده، بموعد قريب، إلى أحد أبعد، ربما تتمخض كواليس اجتماعات كوالالمبور الحالية عن سيناريوهات وتحالفات واتفاقات على طريقة (شيلني أشيلك) وخصوصاً أن “الفرقاء العرب” أعلنوا بأنهم تحولوا إلى مصالحهم الخاصة بعد استحالة الاتفاق على المرشح التوافقي الذي رأى البعض أنه مفصل على قياس (السعودي) الدكتور المدلج.
ولك أن تتخيل مثلا أن تقود المصالح الخاصة إحدى الدول التي قامت بمبادرة توفيقية أن تدعم المرشح التايلاندي في مقابل صفقة (تمرير) مرشحها لمنصب آخر غير رئاسة الاتحاد.. وأكثر من ذلك قد تكون هذه الدولة حالت دون (تمرير) اتفاق عقد تحت الطاولة لانسحاب التايلاندي، يتبعه انسحاب (تلقائي) للمرشح المفترض أنه ترشح كي لا يخوض معركة إلا أمام مرشح من خارج غرب آسيا، ليبقى في المعركة المرشحان الأساسيان البحريني والإماراتي.. ولك أن تتخيل أيضا أن التايلاندي تعرض لضغوط كي لا ينسحب حتى لا تنحصر المعركة بين العربيين الخليجيين، مما يعزز حظوظ أحدهما المدعوم بقوة.. من رجل قوي، وقد تكون خطوة توقيف السيرلانكي مانيلال 90 يوماً من قبل رئيس غرفة التحقيق في لجنة الأخلاقيات في (فيفا) تأتي في سياق إضعاف حملة مرشح من الاثنين.. وهنا يربط البعض بين صداقة الموقوف الحالي لفترة محددة وبين الموقوف مدى الحياة وهو الرئيس السابق محمد بن همام مع ما ينسحب ذلك على الأثر السلبي لذاك المرشح المدعوم من هذا الأخير الذي لم يعد في وارد خوض المعارك، على الأقل من الناحية العلنية أو لجهة أنه وضع كل شيء وراء ظهره بعد الظلم الذي لحق به.
ومع أن فترة الرئاسة للانتخابات الحالية هي بحدود سنتين، لم تخف شهية المسترئسين، لأن الذي سيكتب له النجاح سيثبت قدميه لفترة الأربع سنوات المقبلة، ولم لا للأربع التي تليها؟ فالقانون يسمح بثلاث ولايات متتالية، فإذا حصل ذلك يكون الرئيس المقبل عادل رقم ابن همام بالتمام: ولايتان ونصف.. وتبقى ميزة لابن همام ربما لن يستطيع الرئيس الجديد أن يكسبها وهي الفوز بالتزكية.. وميزة أخرى اكتسبها ابن همام من الصعب أن ينالها غيره وهي التطوير الهائل للاتحاد الآسيوي ولبطولاته وموارده.
( المصدر : الرياضية السعودية )
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews