نائب في حماس لـ جى بي سي : وجود فتح مرتبط بالتنسيق الأمني وأوباما غير مرحب فيه
جى بي سي - قال النائب عن حركة حماس في المجلس التشريعي الفلسطيني، عبد الجابر فقهاء : "إنه من السابق لأوانه الحديث عن إزالة حماس عن قائمة الإرهاب، وزيارة الرئيس الأمريكي بارك أوباما للأراضي الفلسطينية غير مرحب بها من قبل الشعب الفلسطيني".
وفيما يتعلق بملف المصالحة الفلسطينية، اعتبر فقهاء خلال مقابلة خاصة أجراها معه " جى بي سي"، الجمعة، أن " فتح لا تستطيع التخلي عن التزاماتها بالتنسيق الأمني مع إسرائيل، ما يعزز الانقسام، وان بعض الفلسطينيين يستمرون بربط أنفسهم مع امريكا من خلال الحصول على المساعدات الأمريكية المشروطة"، مشيراً إلى أنه "إذا ما اريد للعلاقة الداخلية الفلسطينية ان تتحسن فلا بد من تحرير انفسنا من هذه الرشوة".
وأوضح القيادي في حماس: " فتح بالنهاية لا تستطيع التخلي عن التزاماتها بموضوع التنسيق الأمني مع إسرائيل وأمريكا، ووجودها مرتبط بذلك، وهي غير قادرة على التضحية بهذا الموضوع بالتحديد".
واستعرض موقعنا خلال زيارته الخاصة للقيادي في حماس، والنائب في المجلس التشريعي الفلسطيني، عبد الجابر فقهاء، عددا من المستجدات على الساحة الفلسطينية والدولية ذات الصلة بحماس، وموقف الحركة منها .. وفيما يلي نص المقابلة :
* جى بي سي :أعلنت حماس مؤخرا عن قرب تحررها من "قائمة الإرهاب"، ما مدى جدية وقرب ذلك، وهل يعني هذا انفتاح حمساوي قريب على الحكومات الأوروبية وغيرها؟
- النائب فقهاء : "من السابق لأوانه الحديث عن إزالة حماس عن "قائمة الإرهاب"، المحادثات والاتصالات مع اوروبا وغيرها لم تنقطع مع حماس، هناك تنوع داخل الاتحاد الاوروبي في المواقف تجاه حماس والقضية الفلسطينية، حماس كانت حريصة على ان لا تنقطع هذه العلاقات مع الاوروبيين فيما يخدم القضية الفلسطينية، واحمد يوسف قال ان هناك تواصل مستمر ومحاولات لإزالة اسم حماس عن لائحة الإرهاب، لكن لا أثق أن هذا ممكن بوقت قريب، لأن هناك ضغوطات كبيرة على الحكومات الأوروبية المخالفة، وسابق لأوانه الحديث عن هذا الموضوع، فهذا يعتمد على التغيرات الجارية في المنطقة، وبروز التيار الإسلامي".
وبشأن التواصل الرسمي مع بعض الأطراف الأوروبية، أشار الفقهاء إلى أنه قد يكون هناك تواصل مع الجهات الأوروبية، لكن المعني بسرية هذه اللقاءات هو الطرف الأوروبي، وحماس ليس لديها ما تخفيه، احيانا يطلب من قيادات الحكومة من قبل الأوروبيين الاحتفاظ بسرية اللقاء بسبب الضغوط على هذه الحكومات".
وأضاف : " الربيع العربي سيلقي بظلاله على الموضوع، لأن حماس تعتبر امتداد للتيار الإسلامي في المنطقة، الأمر الذي سيجبر الجميع على التعامل مع حماس".
وتابع : "لا يوجد لقاءات سرية او مباشرة مع الاحتلال الإسرائيلي، احيانا تتم مفاوضات غير مباشرة تتعلق بالمعابر والتهدئة، وهذه تتم بوساطة مصرية، وهذا لم يكن سريا، مصر لا تخفي دورها بموضوع التهدئة والحصار".
* جى بي سي : ما موقف الحركة من زيارة اوباما للمنطقة وللقدس تحديداً ؟ وما المتوقع منها؟
- فقهاء: " أوباما غير مرحب به من قبل الشعب الفلسطيني"، وبشكل عام حماس حريصة على التواصل مع المجتمع الدولي ، لكن امريكا دائما تنادي برفض الحوار مع حماس، لي رأي شخصي هنا، ان امريكا بنظر الشعب الفلسطيني عدو، وزيارة اوباما لن تقدم اي شيء للقضية الفلسطينية، فأوباما خلف بكل وعوده من تسوية للقضية، وانقلب في تصريحاته التي ادلاها في القاهرة بعد توليه الحكم بسبب الضغوط الكبيرة التي مورست ضده من اللوبي الصهيوني الذي اظهره عاجزا.
وتابع :" هناك فرق بين ما يؤمن به وما يطبقه، واذا كان سيخدم الفلسطينيين او مشروع السلام فعليه الضغط على الاحتلال واجباره لوقف العدوان كما يفعل مع ايران والعراق وغيرها، ولا اتوقع حدوث اي شيء من هذا القبيل. وامريكا ستستمر بدعم الاحتلال بالمال والسلاح، كما أن لهم دوراً سلبياً بالموضوع الداخلي الفلسطيني ، فهم يدعمون طرفا على حساب الاخر، ويشرفون على الانقسام ويدعمون الاجهزة الامنية والتنسيق الامني مع فتح، للقضاء على حماس في الضفة، امريكا سلبية ولا تقف على الحياد، تقف ضد المصالحة الداخلية الفلسطينية، وتضغط على السلطة والرئيس لمنع المصالحة.
واستأنف: زيارة القدس عبر البوابة الاسرائيلية يعطي شرعية للاحتلال وسيطرته على القدس، اذا كان لا بد من زيارة فعليه المجيء من باب المسؤولين في الاوقاف وليس عن طريق اسرائيل، وأشير إلى دور الإدارة الأمريكية في حرب غزة، الذي اتضح ، وهم يقفون ضد حصول فلسطين على عضوية في الامم المتحدة، ويستخدمون الفيتو ضد اي تحرك فلسطيني.
* جى بي سي : المصالحة، أين وصلت، وهل توقفت عجلاتها اثر المشادة الكلامية الاخيرة بين الدويك وعزام الاحمد؟
- النائب فقهاء: فتح لا تستطيع التخلي عن التزاماتها بالتنسيق الامني مع اسرائيل مما يعزز الانقسام، بعض الفلسطينيين يستمرون بربط انفسهم مع امريكا من خلال الحصول على المساعدات الامريكية المشروطة، والتي تعزز الانقسام، فأمريكا لا تساعدهم لسواد عيونهم، ولا تقدم مساعدات كبيرة للموازنة الفلسطينية بهدف سد الثغرات فيها، انما مساعداتهم لمؤسسات ال "ان جي اوز"، والاجهزة الامنية، وهي مساعدات مشروطة ويمكن ان تتوقف بأي لحظة، اقصد ان الدعم من تحت الطاولة بالمال والسلاح للاجهزة الامنية في السلطة، تعطيهم المال للقيام بدور امني سلبي لتعزيز الشرخ الداخلي، والمسؤولون الامنيون الامريكان موجودون بالمنطقة، ويشرفون مباشرة على محاربة حماس واجتثاثها.
وأكمل : اذا اريد للعلاقة الداخلية الفلسطينية ان تتحسن فلا بد من تحرير انفسنا من هذه المساعدات، يجب على قيادات السلطة التوقف عن أخذ هذه ا"لرشوة". موضحاً: اذا اردنا علاج الموضوع الفلسطيني فيجب البحث عن الاسباب للانقسام واجتثاث فايروس الانقسام، فاذا استطعنا معرفة سببه ووجدنا النية والإرادة للتخلص منه فسيتم ذلك.
واعتبر النائب أن : "رفض فتح لنتائج الانتخابات وتحالفها مع اعداء الشعب الفلسطيني والاحتلال لانهاء حماس واستئصالها هي احد اسباب الانقسام، حيث التقت مصالح كل الاطراف على ان هناك خصم سياسي يجب التخلص منه، ما ادى الى التوتر ومن ثم الانقسام عام 2007".
وقال الفقهاء: لم تكن حماس تضع على رأس اولوياتها السيطرة على غزة، فإنه على فتح تغيير نواياها في استئصال حماس، لكن لا يوجد بوادر تشير لذلك، ففي الوقت الذي تشن فيه فتح الاعتقالات وتمارس التعذيب ضد افراد حماس بالضفة، فإن حماس تمنح الحرية الكاملة للتحرك الفتحاوي في غزة.
وذهب بالقول : الشراكة الامنية مع الاسرائيليين والامريكان مازالت موجودة، وفتح تتلقى المساعدات المالية والدعم الامني، وبالتالي لا اعتقد ان المصالحة ستقوم في ظل هذه المعطيات، فالسبب الحقيقي هو ما يجري بالضفة، وليس وجود عزام الاحمد او غيره في طرف فتح المحاور، وفتح بالنهاية لا تستطيع التخلي عن التزاماتها بموضوع التنسيق الامني مع اسرائيل وامريكا، ووجودها مرتبط بذلك، وهي غير قادرة على التضحية بهذا الموضوع بالتحديد، وبالتالي لن تتحقق المصالحة حتى يأتي اليوم الذي تعرف فيه فتح أن مصلحتها مع الشعب ووحدته، وفتح حاليا تناور لتحقيق المصالحة وفق ما تريد، وتسعى لسحب الشرعية من حماس، فهي تريد ان تكون حماس ضعيفة ومقموعة وبعدها تعيد السيطرة على غزة.
* جى بي سي - ما موقف الحركة الواضح والصريح من احداث سوريا، وماذا عن الدعم الايراني للحركة؟
- الفقهاء : "نقف ضد النظام السوري القمعي"، وايران تدعمنا للتخلص من الاحتلال ومواجهة جرائمه، امريكا تدعم الانقسام وقمع حماس، وهناك فرق واضح بين المساعدات من الطرفين، ايران لا تشترط قمع حركة فتح، في الحرب الاخيرة دعم ايران لحماس ساهم في صمود غزة، امريكا تساعد فتح للقضاء على حركة حماس.
وتابع : نقف ضد النظام السوري القمعي، ونساند الشعب السوري في ثورته ضد الظلم والاستبداد، وهذا هو موقفنا الواضح تجاه سوريا رغم ان اختيار حماس لهذا الموقف لم يكن سهلا، لانها احتضنت حماس حين ادار العالم ظهره لها، لكن عندما يتعلق الامر بالشعب السوري فإننا نقف معه. وارفض أن يسمى الربيع العربي مؤامرة، الشعوب عانت من الاستبداد، وجاء الوقت لتتخلص منه، وسوريا وضعها كغيرها من الدول التي ثارت على حكامها المستبدين.
وأضاف: العالم والمجتمع الدولي الذي حارب تجربة الإسلاميين بالجزائر في 1989، هؤلاء انفسهم حاربوا التجربة نفسها بمحاولة افشال حماس وسيحاولون افشال التجربة بمصر وتونس وليبيا.
هناك اطراف دولية تحاول محاربة الإسلاميين ودعم الجهات المعادية لها، حيث ان هناك التقاء مصالح مع امريكا وهذه المجموعات، فمن الواضح وجود ايد خفية ودعم خفي لمناصرة الجهات المعادية للاسلاميين لمحاولة زعزعة الاستقرار في كل المناطق لإظهار فشل الاسلاميين في ادارة شؤون مجتمعاتهم.
* جى بي سي : في ظل حملة مصر ضد انفاق غزة، ما رد حماس على ذلك؟
- الفقهاء : "لا نحمل الاخوان مسؤولية تدمير انفاق غزة"، وما يحدث بمصر شأن امن قومي مصري، وهم يريدون الحفاظ عليه، والأنفاق مشكلة للمصريين وقد تسبب لهم عدم الاستقرار.
ويضيف ان : الانفاق مزعجة ايضا لحماس كما هي مزعجة لمصر، ولكنها ضرورية ولا بد من توفر البديل وفك الحصار عن غزة ليتم الاستغناء عنها، لكنها حتى ذلك الحين يجب ان تبقى موجودة، والا ستحل الكارثة بغزة، وبدلا من إزالة الأنفاق، فإننا نطالب بفتح المعابر وتيسير الحركة التجارية، فحين يتحقق ذلك نستغني عن الانفاق.
ونفى تحميل مسؤولية ما يجري للإخوان المسلمين "لان الإخوان لا يسيطرون بشكل كامل على مصر وعلى اجهزتها الامنية بسبب الفوضى القائمة في مصر، فاضطراب الساحة بمصر يلقي بظلاله عليها." على حد قوله.
وأضاف "نتمنى توقف الحملة ضد الانفاق، وان تكون الحملة ضد الانفاق إعلامية اكثر منها واقعية وفعلية."
* جى بي سي : جرى الحديث مؤخرا عن وجود خلافات في المواقف بين اعضاء الحركة، كيف توضح ذلك؟
- الفقهاء : الخلاف موجود لكنه لا يصل لدرجة الصراع"، حماس تتكون من افراد، وبالوضع المألوف لا يلتقي اثنان على نفس الرأي داخل اي حركة، فالاختلاف بالرأي موجود، لكن لا يصل حد الصراع والقطيعة، فحماس يحكمها طاقم إداري كبير، فيها مجلس شورى ومؤسسات، ولا يتحكم الافراد بها، وبالتالي الخلافات الداخلية تبقى محكومة بالقوانين الداخلية للحركة ومؤسساتها.
( المصدر: خاص - حسناء الرنتيسي - رام الله )
صور من اللقاء الذي أجرته الزميلة حسناء الرنتيسي مع النائب والقيادي في حماس عبد الجابر فقهاء :
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews