تقرير من غزة عن المنشطات الجنسية في القطاع
جي بي سي نيوز- قبل ثلاثة أعوام تقريباً، وتحديداً في مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة، توفي الشاب محمد.أ، في ليلة زفافه جراء تعاطيه وبمساعدة بعض من أصدقائه لعقار "الترامادول" المخدّر، بعد أن تخوّف من عدم نجاحه في تجربته الأولى.
فعادةً ما تنتشر العادات السيئة في أي ظروف ليست طبيعية وبأي مكان من عالمنا الواسع، وقطاع غزة لا ينفصل عن هذا العالم، إذ تعتبر بيئته التي تتكون من خليط من المشاكل السياسية والاقتصادية والاجتماعية مناخاً مناسباً لانتشار تعاطي الكثير من العقاقير المخدّرة إضافةً إلى المنشطات الجنسية.
مدير صيدلية الجلاء د.ابراهيم شعث قال إن هناك الكثير من المنشطات الجنسية، بعضها يأتي بشكلٍ رسمي ومرخصة من قِبل وزارة الصحة الفلسطينية، والبعض يدخل إلى قطاع غزة من خلال التهريب.
وأوضح شعث لـ"جي بي سي" أن للعقاقير المهربة أسماء غريبة وبعضها ممنوع دولياً، مضيفاً :"لها أسماء غريبة كالنملة والعقرب والكاش والفوكس، إضافةً إلى حبوب السعادة الممنوع تداولها دولياً لأنها تسبب انهيار الجهاز العصبي تماماً، لذا أعتقد أن لاسرائيل يد في ادخال هذا النوع من الحبوب بشكل خاص الذي يتعاطاه المتزوجون وغير المتزوجون، وتجعل متعاطيها يشعر بالتوهان والشرود وتلغي وجوده وكينونته التي أعطاها الله إياها ليكون إنسان فعّال، إضافةً إلى أنها تؤثر على جيب المتعاطي نظراً إلى ارتفاع سعرها بشكل كبير جداً"
وأكد شعث على أنه يوجد اقبال كبير على المنشطات الجنسية التي تُباع في الصيدليات، مشيراً إلى أنه يُلاحظ أن هذه المنشطات التي المفترض أن يستخدمها الأشخاص الذين لديهم ضعف في الانتصاب يستخدمها الشباب الذين لا يعانون من أي ضعف، متابعاً :"هذه ظاهرة سيئة ومنتشرة منذ اكثر من أربع سنوات، حيث أن أكثر فئة تستخدمها هي الشباب المتزوجين الذين لا يحتاجونه وتتراوح أعمارهم ما بين العشرينات حتى الأربعينات لزيادة فترات ممارسة الجنس"
وأكد شعث على أن الاعتماد على هذه الأدوية يسبب عدم مقدرة الاشخاص المتعاطين على اجراء العملية الجنسية مستقبلاً إلا من خلال هذه المنشطات، وهو ما يُسمى بـ "الاعتمادية"، وفق قوله.
أخصائي أمراض القلب والقسطرة القلبية التداخلية د. وائل حجازي قال إنه لوحظ خلال الفترة الأخيرة انتشار المنشطات الجنسية في قطاع غزة بشكل كبير، مرجعاً ذلك إلى العديد من العوامل من بينها العضوية والنفسية، مضيفاً :"ناهيك عن الى ثقافة الشعب من ناحية استخدامه، فهل هي تستخدم في مكانها؟ وهل هي صحية؟ وهل هي مزاجية فقط؟ وهنا يوجد الكثير من العوامل التي تلعب دوراً في انتشاره"
وأوضح حجازي أن الكثير من الأشخاص يأتون إلى قسم القسطرة القلبية لديه يعانون من مشاكل في القلب، ومن ثم يتبيَّن أنهم مدمنين :"ينام المريض في المستشفى لأنه مصاب بجلطة قلبية وحينما يتم عمل قسطرة له يتبيَّن أن هناك مشكلة في شرايينه، ولكن بعد البحث نجد أنه مدمن على نوع من المخدرات، وهذه المشكلة التي تواجهنا نتيجة الادمان الموجود في قطاع غزة".
ووفق بعض الأطباء النفسيين فإن المنشطات الجنسية أصبحت شغلاً شاغلاً لبعض المتزوجين في قطاع غزة. إذ قال الاخصائي النفسي د.ايهاب موسى إنه على رأس العقاقير التي تستخدم كمنشط جنسي هو عقار الترامادول المخدر المنتشر في قطاع غزة بشكل واسع، مضيفا :"الترامادول والمنشطات الجنسية تعمل على تخدير الجهاز العصبي المركزي، حيث ان العملية الجنسية عبارة عن تبادل للاعصاب، فهي تخدر الاعصاب بشكل عام وتطيل من المدة الجنسية، ولكن عواقبها وخيمة"
متابعا :"في النهاية يؤدي الى فشل ممارسة الجنس فيما بعد لانه يكون بذلك أصبح الجهاز العصبي مخدرا بشكل كامل، والجهاز حتى يستعيد تكوينه مرة اخرى يحتاج تقريبا مدة ستة شهور متتالية من اجل العلاج"
وبيّن موسى أنه في الاونة الاخيرة ازدادت نسبة الطلاق الموجودة في قطاع غزة نتيجة فشل العملية الجنسية بعد تناول المنشطات والادوية بشكل ملحوظ.
وأشار الى أن السبب في تناول تلك المنشطات هو اضطرابات عامة ادت الى اضطرابات نفسية التي يعود اساسها الى الوضع السياسي الذي ادى الى انهيار المنظومة الاقتصادية وخلق حالة الفراغ التي يعاني منها معظم شباب قطاع غزة، وفق قوله.
(المصدر : جي بي سي نيوز- قطاع غزة : محمد عثمان )
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews