محلل في نيويورك : الوساطة الأمريكية فشلت عام 2010 وليس اليوم
جي بي سي نيوز - : كتب المحلل السياسي لصحيفة "هآرتس" في نيويورك، بيتر فاينرت الأحد : أن الوساطة الأمريكية بين إسرائيل والفلسطينيين فشلت منذ عام 2001 وليس في الأسبوع الماضي، كما يمكن الفهم مما نشرته الصحف.
وأوضح الكاتب انه في عام 2010وليس على مكانة دولة في الأمم المتحدة. وفي حينه عرض المبادئ التي اعتقد انه يمكنه الاستعانة بها لاستئناف المفاوضات، وأعلن أن "الدولة الفلسطينية يجب أن تقوم على أساس حدود 67، مع تبادل للأراضي".
ودعا إلى "الانسحاب الكامل والتدريجي للجيش الإسرائيلي"، مقابل "قيام الفلسطينيين باتخاذ تدابير أمنية مسؤولة تتناسب مع دولة سيادية ومنزوعة السلاح". وفي حينه وصف الرئيس عباس تصريحات أوباما بأنها يمكن أن تشكل أساسا لمفاوضات ايجابية. لكن نتنياهو لم ينتظر وقتا طويلا حتى خرب مبادرة أوباما، عندما أعلن أمام أوباما أن "إسرائيل لا يمكنها العودة إلى حدود 67" دون أن يذكر مسألة تبادل الأراضي، معتبرا انه "لا يمكن الدفاع عن تلك الحدود"، كما قال انه "يجب الاحتفاظ بالتواجد العسكري الإسرائيلي على امتداد نهر الأردن لسنوات طويلة".
وقال احد المسؤولين الأمريكيين في حينه أن "أوباما شعر بإهانة نتنياهو للرئاسة وكرامتها". وقال مسؤول آخر انه يؤمن بأن ديوان نتنياهو اتصل في حينه بحلفائه في الكونغرس وحثهم على مهاجمة مقترحات أوباما. ولم يكن أولئك الحلفاء بحاجة إلى تشجيع كبير. فقد أعلنت عضو الكونغرس، ميشيل باكمان أن أوباما "خان" إسرائيل، واتهم ميت روماني البيت الأبيض "بإلقاء إسرائيل تحت عجلات الحافلة"، وأعلن الزعيم الديمقراطي في مجلس الشيوخ، هاري ريد، أمام الجمهور الصاخب في "ايباك" انه "يجب أن لا يستبق احد الزمن ويطرح معايير الحدود والبناء أو أي أمر آخر". وتلقى احد موظفي البيت الأبيض رسائل الكترونية ساخرة ومحرجة من مسؤولين يهود كبار في الولايات المتحدة، والذين سألوا إذا كان أوباما نادما على الإشارة إلى حدود 67 في خطابه.
وقال فاينرت أن تصريح أوباما اعتبر بمثابة "مذبحة" من ناحية سياسية، وبعدها استسلم البيت الأبيض. وعندما ألقى أوباما خطابا في الأمم المتحدة بعد أربعة أشهر، قال: " لقد عرضت في أيار هذه السنة قاعدة جديدة للمفاوضات"، لكنه لم يفصل ماهيتها. ويضيف فاينرت انه بدون فهم هذه الحقيقة التاريخية لا يمكن فهم سبب وصول جهود الوساطة الأمريكية الحالية إلى الانهيار تقريبا. فالمبدأ الذي يقول أن الاتفاق الدائم يتطلب إقامة دولة فلسطينية على حدود 67، كان أساسا لكل المفاوضات الجدية التي جرت سابقا، حتى بين ايهود براك وياسر عرفات في 2000-2001، وبين ايهود اولمرت ومحمود عباس في 2007-2008. فالتفكير بتوصل الطرفين إلى اتفاق دون اخذ هذه القاعدة في الاعتبار لا يعتبر واقعيا. ومع ذلك فقد تخلى أوباما عن خطوطه عندما رفضها نتنياهو، وعندما رفع جون كيري الشعلة الدبلوماسية في عام 2013، لم يطلب هو أيضا من إسرائيل الموافقة على خطوط أوباما.
ويرى الكاتب أن السبب الوحيد للغموض الذي يكتنف السؤال حول من هو المذنب في الأزمة الدبلوماسية الحالية، هو أن إدارة أوباما ترفض القيام بدور الحكم، ورغم أن أوباما وجه خطوط اللعبة في عام 2011. فانه لا يشير إلى الأمر الصحيح والمفهوم ضمنا، وهو أن احد الطرفين في المفاوضات الحالية يتقبل خطوط 67 كقاعدة للمفاوضات، والثاني يرفض ذلك. وهذا يلائم جدا المؤسسة اليهودية الأمريكية التي تعتبر الحل العادل للصراع الإسرائيلي – الفلسطيني هو أي حل تقترحه الحكومة الإسرائيلية.
وحسب فاينرت فان الولايات المتحدة ليس فقط لا تريد الضغط على إسرائيل كي تفعل المطلوب، وإنما لا تقوم بفحص الواقع، والواقع يقول انه منذ تولي نتنياهو لرئاسة الحكومة قبل خمس سنوات، لا يوجد أي دليل علني يثبت انه يدعم قيام دولة فلسطينية قابلة للوجود. ويخلص إلى القول: ربما يدير أوباما ظهره إلى العملية السلمية، لكنه لا يزال بإمكانه عرض مرآة على الإسرائيليين وتركهم يقررون إذا كانوا سيستحسنون ما ستعكسه المرآة.
مواضيع ساخنة اخرى
- لمزيد من الأخبار تواصل معنا عبر :
- تابِع @jbcnews